Close ad

مؤرخون: مايحدث الآن يتشابه مع ثورة عرابي.. وتم استغلال "الوازع الديني" لإطفاء ثورات سابقة

11-2-2013 | 14:18
مؤرخون مايحدث الآن يتشابه مع ثورة عرابي وتم استغلال الوازع الديني لإطفاء ثورات سابقةصورة ارشيفية
محمود الدسوقي
"التاريخ شيىء لم يحدث والمؤرخ رجل لم يكن هناك".. مقولة دائمًا يرددها المؤرخون الذين يسخرون دائماً من الذاكرة البشرية التي تنسي أحداثها الحاضرة ولاتستقي نظرة ماضية علي ماحدث لها ومايحدث فيها رغم اختلاف الظرف التايخي بداية من جوهر الزمان ونهاية بالأشخاص المحركين للأحداث
موضوعات مقترحة


"بوابة الأهرام" توجهت بسؤال للمؤرخين بمحافظة قنا في أي لحظة فارقة نحن نعيش، هل شاهدت مصر علي مر عصورها ماتشاهده الآن؟، هل يعطينا التاريخ قدراً من عظاته رغم دموية المشهد؟،

الدكتور فرغلي طوسون أستاذ التاريخ الحديث بجامعة قنا، أجاب بأن مايحدث حالياً رغم اختلاف الأزمنة والعصور، يتشابه كثيراً مع أول ثورة مصرية في العصر الحديث وهي ثورة عرابي عام 1882م التي لحقتها فوضي عارمة أدت لتدخل الوازع الديني لإنهاء الفوضي حين أشيع في البلاد أنه لابد مع الوقوف مع السلطان العثماني وقراراته، مشيراً أن استغلال لوازع الديني بشكل خادع، أدى لتخلي الشعب المصري عن ثورتهم الأولي الرائعة.

يؤكد فرغلي أن ذلك ليس له أساس من صحيح الدين الإسلامي الرافض للانسياق للسلطان بلا وعي، بل إن في الدين الإسلامي، يوصف الحاكم الضعيف بـ"الفتنة"، على حد قوله.

وتابع: "رغم ذلك تم استخدامه علي مدي كل ثورات مصر لإخمادها" فالوازع الديني تداخل بعد الثورة الشعبية في عام 1919م، وكان الحجة القوية لإخماد احتجاجات الطلبة في عام 1935م الرافضة لدستور الملك، مضيفاً أن الوازع الديني هو الذي جعل إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء في ذلك الوقت يقوم بتدبير مذبحة كوبري عباس في عام 1946 بعد قيامه باختراق حركة الإخوان المسلمين وقيامه بمقابلة المؤسس لها الشيخ حسن البنا ليكون الإخوان سبباً رئيساً في هذه المذبحة التي وقعت للطلبة.

وأوضح صاحب دراسة "الحركة الدستورية في مصر من عام 23 حتي عام 52" أن حالة المذابح التي تعرض لها المصريين في الثورات، كانت مرتبطة بمصالح القوي السياسية والفئات الاجتماعية مشيراً إلي أن ثورة 1919 والتي تفاعل معها المصريون جعلت اليهود يرفضونها خوفاً علي مصالحهم الاقتصادية، فيما قام الأرمن باعتلاء أسطح المنازل لقتل المصريين مسلمين وأقباط والراضين للحكم الملكي والاحتلال الإنجليزي، مضيفاً أن قراءة متأنية لثورات مصر، تؤكد لنا أن هناك فئات مستفادة في كل العصور.

ينهي فرغلي كلامه، بأن التاريخ سيذكر أن بعض الإخوان هم الذين جلبوا حالة الغضب التي انتابت المصريين من رئيسهم المنتخب محمد مرسي وذلك بتصريحاتهم النارية المستفزة والتي كانت تنم علي جهل بالسياسية مضيفاً أنه يرفض رفضاً قاطعاً المطالب التي تطالب بعزل مرسي من الحكم.

أما الدكتور محمد عبدالشافي أستاذ التاريخ البيزنطي بجامعة قنا، فأكد أن مصر لن تسقط لأن الحتمية التاريخية تؤكد ذلك، لافتاً أن مايحدث في الواقع المصري يذكره بنهايات الإمبراطورية البيزنطية، فحالة الانقسام التي حدثت للمصريين تذكره بالانقسام البيزنطي قديماً الذين كانوا يختلفون عن البيضة والدجاجة وأيهما هما الأصل وأيهما هما الفرع وهذا مايحدث للأسف الآن.

وقال فتحي عبدالسميع الشاعر والباحث الشعبي، لـ"بوابة الأهرام" إن مايحدث في مصر حالياً يذكره بالثورة الصناعية، حيث إن مصر لم تكن تخلصت بعد من بدائيتها وتريد اللحاق بالعصر الحديث مضيفاً أن مايحدث في مصر هي بوادر عافية لثورة نقية صار يشبهها من لايعرفون قيمتها بالفوضي مثلما تم تشبيه ثورة عرابي بأنها هوجة.

وأضاف عبدالسميع أن مايحدث في مصر يؤكد عمق مقولة الإمام محمد عبده بإنه لايمكن إصلاح أي شيىء مالم يكن هناك إصلاح ديني، مضيفاً أن أفضل ماقدمته احتجاجات الذكري الثانية لثورة يناير هو تنازل التيارات الدينية ودعوتهم للحوار وإيمانهم أن الإقصاء لا يجوز وأنهم ليسوا الوحيدين في مصر التي تملك تاريخاً ثرياً يجعل أحداثها الحالية تتماشي مع أحداثها الماضية رغمم اختلاف الأزمنة والأشخاص وكذلك الظرف التاريخي.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة