Close ad

قصر ثقافة بهاء.. «نقطة نور» فى قلب الصعيد

26-2-2021 | 16:35
قصر ثقافة بهاء «نقطة نور فى قلب الصعيدبهاء طاهر داخل قصر الثقافة الذي يحما اسمه
حسين القباحى
الأهرام اليومي نقلاً عن

لم أعد أستطيع أن أحدد بالضبط ذلك اليوم الذى قرأت فيه لأول مرة قصة قصيرة أو رواية, لبهاء طاهر,كان ذلك فى منتصف الثمانينيات تقريبًا من القرن الماضى عندما وقعت تحت يدى «بالأمس حلمت بك» وكان لقراءتها وقع السحر فى نفسى فهاهو واحد آخر من أبناء مدينة الأقصر يبهرنى ويبدولى فرحة جديدة بعد يحيى الطاهر عبدالله الذى كنا ولا زلنا نعتبره واحدًا من الرموز الإبداعية التى نفخر ونعتز بها نحن أبناء الأقصر الصاعدين إلى منصات الإبداع حملت القصة وقرأتها على شبابنا الحاضرين فى الجلسة الأسبوعية لنادى الأدب الذى كان وليدًا ناقشناها وتنبهنا إلى أهمية وقيمة هذا المبدع الأقصرى الذى لم نره أو نتابعه من قبل, استمرت علاقتى وابناء الأقصر ببهاء طاهر تتمثل فى متابعته فى إذاعة البرنامج الثانى أو قراءة ما يتيسر لنا من عمل له منشور هنا أو هناك, وكنا قد بدأنا منذ العام 1989 بعمل مهرجان طيبة الثقافى الدولى بالتعاون ما بين وزارة الثقافة ومدينة الأقصر.

موضوعات مقترحة


فى عام 2008 فاز بهاء طاهر بالجائزة العالمية للرواية «البوكر فى نسختها العربية» وفاجأنى بعدها بعدة أيام باتصال تليفونى يخبرنى فيه بعزمه على تخصيص مبلغ من قيمة هذه الجائزة ليدر دخلا سنويًا يكون جائزة مخصصة لواحد من أدباء الأقصر ويستعجلنى فى أن يكون المبلغ فى حوزتى وجادلته فى ذلك رافضًا أن يكون شخص هو المسئول عن ذلك و بين إصرار منه ورفض منى، اتفقت معه أن يضع المبلغ المخصص وقيمته ستون ألف جنيه كوديعة فى اتحاد كتاب ويكون الاتحاد مسئولًا عن التنظيم والإشراف على الجائزة وفى نوفمبر 2009 كنا ننفذ الدورة الثالثة لمهرجان طيبة الثقافى الدولى برئاسة الأديب بهاء طائر الذى أعلن فى الجلسة الافتتاحية للمهرجان تبرعه بقطعة أرض ورثها عن والدته لبناء قصر ثقافة عليها ووعد الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق بتحمل تكاليف بناء هذا القصر وإنجازه ليكون جاهزًا للافتتاح فى الدورة القادمة للمهرجان, وبعد انتهاء المهرجان استدعانى الدكتور سمير فرج فى مكتبه وكلفنى شخصيًا مع المهندسين المختصين لمعاينة الأرض ومتابعة التنفيذ وقد استغرقت الإجراءات الإدارية عدة أشهر وفى العام التالى 2010 تم وضع حجر الأساس فى المكان الجديد بحضور الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر والأستاذ محمد سلماوى والعشرات من الأدباء والشعراء والشخصيات العامة وتولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عملية التنفيذ وأثناء التنفيذ وفى إحدى المرات التى كنت ألتقى فيها الدكتور سمير فرج للمتابعة وعرض ما يمكن أن يسهم فى سرعة إنجاز القصر حيث كان حريصًا جدًا على أن يفى بوعده اقترحت عليه أن نقتطع جزءًا من القصر ليكون مقرًا لفرع جديد لاتحاد كتاب مصر ولكنه قال لابد من أخذ موافقة بهاء طاهر لأنه صاحب التبرع وبالفعل قمت بزيارة الأستاذ بهاء طاهر فى شقته بالزمالك وعرضت عليه الفكرة فأعلن موافقته ومن عنده طلبنا الدكتور سمير فرج هاتفيًا وأبلغه بهاء طاهر بموافقته وبعد عودتى إلى الأقصر التقيت ومعى الشاعر محمد جاد المولى بالرائد المهندس خالد المشرف على التنفيذ لبحث تنفيذ المقترح وبعد الدراسة والبحث والتشاور تم الاتفاق على استغلال انخفاض مستوى الأرض عن الشارع العمومى الذى يبلغ ثلاثة أمتارتقريبًا على أن يتم بناء كامل المساحة وعدم ردمها واستغلال ذلك ليكون مقر فرع اتحاد كتاب مصر فى الطابق الأرضى بمدخل خاص به وتكون الأدوار العليا لقصر ثقافة بهاء طاهر وبدأ التنفيذ ليكتمل البناء قبل عقد الدورة الأخيرة لمهرجان طيبة الثقافى الدولى الذى عقد بين يومى 18 و21 يناير 2011 وكان الموضوع الرئيس له «النيل فى ثقافة الشعوب الإفريقية» وماهى إلا أيام قليلة و تندلع ثورة 25 يناير وما تلاها من فراغ أمنى وتعديات وهنا يقوم مالك الأرض المجاورة ببناء حائط ملاصق تماما لأبواب ومخارج فرع اتحاد الكتاب فى الطابق الأرضى ليقتطع مساحة من الأرض كان قد تم تركها كشارع يؤدى إلى اتحاد الكتاب وكانت الأجهزة التنفيذية والأمنية التى لجأنا إليها فى ذلك الوقت عاجزة عن إزالة هذه التعديات ومرة أخرى استغرقت عدة أشهر لتمارس الجهود العائلية والعلاقات الأجتماعية دورا جديدا فى إنهاء هذه المشكلة وبالفعل نجحنا بالترغيب والعلاقات الإنسانية إنهاء هذه المشكلة وتبقت عملية تأثيث القصر وفرع اتحاد الكتاب وبعرض الأمر على الدكتور سمير فرج اقترح أن يتدخل سلماوى مع وزارة الثقافة للحصول على المبلغ المطلوب ولكنه لم يوفق فى ذلك وبعرض الأمر مرة أخرى منحنى الدكتور سمير فرج خطابا لوزير الثقافة فى ذلك الوقت الدكتور عماد أبو غازى يطلب مبلغ 700 ألف جنيه لتأثيث القصر وكلفنى أن أقوم بذلك بشكل شخصى مع الدكتور عماد أبو غازى وبالفعل اتصلت من الأقصر بالدكتور عماد ليحدد لى موعدًا فأخبرنى أنه فى مدينة السويس وسيعود إلى القاهرة فى اليوم التالى لنتفق أن نلتقى فى أتيليه القاهرة ونشرب القهوة معا وبالفعل التقيته فى الموعد وجلسنا فى الأتيليه ليوافق على الخطاب واعتماد 500 ألف جنيه ويتصل ساعتها برئيس صندوق التنمية الثقافية لتسهيل صرف المبلغ ونتصل على الفور بالدكتور سمير فرج ليرسل موظفا من الشئون المالية للمحافظة لاستلام الشيك بالمبلغ وتسليمه للهيئة العامة لقصور الثقافة التى كان يرأسها فى ذلك الوقت الصديق الشاعر سعد عبدالرحمن وتتولى المصلحة العامة للسجون بعمل وتنفيذ الأثاث المطلوب وإرساله تباعا إلى الأقصر.. ويتم افتتاح القصر ويشهد من يومها العديد من الفاعليات الثقافية المهمة و يصبح بقعة ضوء ساطعة وعلامة مضيئة للأقصر يراها كل الزائرين الداخلين إلى قلب المدين من طريق المطار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة