Close ad

في يوم السياحة العربى.. كيف وصف ابن بطوطة مدن وقرى مصر خلال رحلته الشهيرة؟.. وحكاية ضباع حميثرة

26-2-2021 | 14:15
في يوم السياحة العربى كيف وصف ابن بطوطة مدن وقرى مصر خلال رحلته الشهيرة؟ وحكاية ضباع حميثرةابن بطوطة
محمود الدسوقي

تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات من رحلة "ابن بطوطة" ومغامراته المثيرة وعجائب رحلاته التي تحتفي بها المكتبات العربية لروعتها، وذلك تزامنا مع يوم السياحة العربى الذي يوافق مولد ابن بطوطة 25 فبراير من كل عام ، والذي خاض أطول رحلة جغرافية في العالم.

موضوعات مقترحة

واختارت المنظمة العربية للسياحة مساء أمس الخميس شعار "التحول الرقمي نحو سياحة عربية آمنة" لهذا العام لتسليط الضوء علي تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في كافة المواقع السياحية والتراثية العربية، وقامت وزارة السياحة والآثار المصرية بالاحتفال بيوم السياحة العربى واضعة صورة الرحالة ابن بطوطة، الذي ولد في مدينة طنجة بالمغرب في ظل حكم الدولة المرينية عام 1304م، وقد قام بعدد ثلاثة رحلات بدأها في الثانية والعشرين من عمره حين خرج من طنجة منفردًا ووحيدًا، كما قال في رحلته التي دونها على لسانه ابن جزي، والتي تعرف بتُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.

ويوضح الشاذلى عباس باحث تاريخى لــ"بوابة الأهرام " أن ابن بطوطة واجه الغرائب والصعاب فى رحلته وهو يجول فى بلاد الدنيا سائحا ، منها قيامه بالدخول فى معركة مع الضباع التى كانت منتشرة بجبال حميثرة بالبحر الأحمر آنذاك ، ومنها رؤيته لمدارس الصعيد الصوفية ،والتى تنبأت بفشله فى الذهاب لأداء الحج وهي التى دونها فى رحلته ورجوعه للدرب الشامي مرغماً.

نزل ابن بطوطة من إخميم التى تتبع سوهاج فى الوقت الحاضر، إلى قرية هو بقنا ويقول عنها مدينة كبيرة بساحل النيل " وضبطها بضم الهاء "، نزلت منها بمدرسة تقي الدين ابن السراج، ورأيتهم يقرأون بها في كل يوم بعد صلاة الصبح حزباً من القرآن، ثم يقرأون أوراد الشيخ أبي الحسن الشاذلي وحزب البحر وبهذه المدينة السيد الشريف أبو محمد عبد الله الحسني من كبار الصالحين، دخلت إلى هذا الشريف متبركاً برؤيته والسلام عليه، فسألني عن قصدي، فأخبرته أني أريد البيت الحرام على طريق جدة. فقال لي: لا يحصل لك هذا في هذا الوقت، فارجع. وإنما تحج أول حجة على الدرب الشامي. فانصرفت عنه، ولم أعمل على كلامه. ومضيت في طريقي حتى وصلت إلى عيذاب فلم يتمكن لي السفر، فعدت راجعاً إلى مصر ثم إلى الشام، وكان طريقي في أول حجاتي على الدرب الشامي، حسبما أخبرني الشريف نفع الله به.

اتجه ابن بطوطة إلى قنا ويقول عنها سافرت إلى مدينة قنا، وهي صغيرة حسنة الأسواق " وضبط اسمها بقاف مكسورة ونون". وبها قبر الشريف الصالح الولي صاحب البراهين العجيبة والكرامات الشهيرة عبد الرحيم القناوي رحمة الله عليه. ورأيت بالمدرسة السيفية حفيده شهاب الدين أحمد.

ويضيف الشاذلى عباس أن ابن بطوطة أعجب بنهر النيل في مصر، وأورد في رحلته الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد أنه من أنهار الجنة، كما أورد الكثير من المباهج والمسرات التي كانت تبهجه ومنها قصصه عن الطعام والفواكه والشراب، كما أورد القصص الشيقة عن حياته الشخصية ومنها ارتباطه في الزواج بأميرات وبنات أميرات، ومنهن تلك الزوجة التي ارتبط بها في دمشق وتركها من أجل رحلاته ليعود بعد 12 عاما لها في الشام فتخبره بموت ابنه، وغيرها من القصص الشيقة.

سافر ابن بطوطة من قنا متجها إلى قوص مؤكدا أنها مدينة عظيمة لها خيرات بساتينها مورقة، وأسواقها مونقة، ولها المساجد الكثيرة، والمدارسة الأثيرة، وهي منزل ولاة الصعيد.،وبها اجتماع الفقراء المتجردين في شهر رمضان من كل سنة، كما وصف علمائها الأجلاء الذين كانوا ينافسون علماء العالم من مكة والأندلس.آنذاك، ثم سافر إلى مدينة الأقصر " وهي صغيرة حسنة، وبها قبر الصالح العابد أبي الحجاج الأقصري. وعليه زاوية، وسافرت منها إلى مدينة أرمنت " ومنها إلى مدينة أسنا "، حيث كان يصف المدن وما بها من معالم وشخصيات قابلها وارتبط بها.

يقول ابن بطوطة ثم جزنا النيل من مدينة أدفو إلى مدينة العطواني، ومنها اكترينا الجمال، وسافرنا من طائفة من العرب تعرف بدغيم " بالغين المعجمة " في صحراء لا عمارة بها إلا أنها آمنة السيل. وفي بعض منازلها نزلنا حميثرا حيث قبر ولي الله أبي الحسن الشاذلي، وقد ذكرنا كرامته في أخباره أنه يموت بها، وأرضها كثيرة الضباع، ولم نزل ليلة مبيتنا بها نحارب الضباع،وقد قصدت الضباع الفتك بابن بطوطة كما يؤكد قائلا " وقصد رحلي ضبع منها فمزقت عدلاً كان به، واجتزت منه جراب تمر، وذهبت به فوجدناه لما أصبحنا ممزقاً مأكولاً معظم ما كان فيه ثم لما سرنا خمسة عشر يوماً وصلنا إلى مدينة عيذاب، وهي مدينة كبيرة كثيرة الحوت واللبن، ويحمل إليها الزرع والتمر من صعيد مصر. وطعام أهلها ألبان الإبل ويركبون المهاري، ويسمونها الصهب.

ويضيف الشاذلى عباس، أن ابن بطوطة سافر إلى قرى المحلة ثم إلى دمنهور ثم الإسكندرية ، فوجد وباء لطاعون قد ألم بها بعد أن بلغ عدد الموتى إلى ألف وثمانين في اليوم. ثم سافر إلى القاهرة، وبلغه أن عدد الموتى أيام الوباء انتهى فيها إلى واحد وعشرين ألفاً في اليوم، ووجد جميع من كان بها من المشايخ الذين يعرفهم قد ماتوا، رحمهم الله تعالى،وكان ملك ديار مصر في هذا العهد الملك الناصر حسن ابن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون وبعد ذلك خلع عن الملك، وولي أخوه الملك الصالح.


ابن بطوطةابن بطوطة

ابن بطوطةابن بطوطة

ابن بطوطةابن بطوطة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: