Close ad

قصة طويلة بين هوليوود والبيت الأبيض.. ممثلون ينافسون فى انتخابات 2024

9-2-2021 | 21:31
قصة طويلة بين هوليوود والبيت الأبيض ممثلون ينافسون فى انتخابات صورة أرشيفية
ريم عزمى
الأهرام العربي نقلاً عن

يبدو النظام الرئاسى مطبقا بأقصى حد ممكن فى دستور الولايات المتحدة الأمريكية، من حيث حصر السلطة التنفيذية فى يد رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب، والفصل الشديد بين السلطات، ويوصف بأنه “سلطة مطلقة ومسؤولية مطلقة”.

موضوعات مقترحة

وتقوم فكرة الحلم الأمريكى على تقديم الفرص فى الحياة وتوفير وسائل الرفاهية، لذا فإننا نجد هذا التنوع فى وصول رؤساء من خلفيات مهنية مختلفة للحكم، ومن المجالات التى ربما تثير الغرابة هو مجال الترفيه الذى يدر عائدا هائلا، وعلى رأسه تأتى صناعة السينما التى زادت البيت الأبيض بريقا.

تحدث نجوم فى هوليوود عن رغبتهم فى الترشح للانتخابات الرئاسية فى 2020، مثل النجمة الشقراء سكارليت جوهانسون، بعدما ثارت حولها تكهنات عندما عارضت سياسة الرئيس دونالد ترامب، لكن اتضح من خلال تصريحاتها للموقع الإلكترونى لمجلة "فارايتى" أن ذلك ليس فورا، لكن لديها خططاً على المدى البعيد لخوض غمار السياسة. كما ترددت شائعات حول ترشح المذيعة والممثلة السمراء أوبرا وينفرى لكنها نفت قائلة إن ذلك سيقضى عليها!

ولدى هوليوود نجوم دخلوا بالفعل المعترك السياسى، وعلى رأسهم الرئيس رقم أربعون الجمهورى الراحل رونالد ريجان، كما شغل نجم العضلات أرنولد شوارزينجر وهو جمهورى أيضا، منصب حاكم كاليفورنيا، وسعى لخوض الانتخابات الرئاسية فى 2004 لكن القانون منعه لأنه نمساوى المولد، ويبدو أنه صاحب طموحات سياسية مبكرة منذ زواجه من المذيعة ماريا شرايفر، قريبة عائلة كينيدى الديمقراطية. وكذلك شغل النجم الكبير كلينت إيستوود منصب عمدة مدينة كارمل.

وشغل الممثل والكاتب فريد تومسون منصب سنتاتور عن ولاية تينيسى، وهو جمهورى وترشح للرئاسة فى 2008، لكنه لم ينجح، الغريب أن مغنى الراب الأسمر كانييه ويست - 43 سنة - تبرع لحملة الرئيس الديمقراطى الأسبق باراك أوباما، ودعم ترامب ثم ترشح أمامه بشكل مستقل، مما أثار سخرية لدى البعض، وحصد نحو 60 ألف صوت فقط، وحقق أعلى عدد أصوات فى ولاية تينيسى جنوب البلاد التى فاز فيها ترامب، وأعلن خسارته أمام ترامب والرئيس المنتخب الديمقراطى جو بايدن، ويبدو تصميم ويست فى إعادة الترشح مجددا في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال تغريدة مقتضبة كتب فيها "كانييه 2024".

ومن الهوليووديين المحتملين لترشح أيضا فى 2024، نجد الممثل والمذيع والكاتب والسياسى من حزب الخضر الأمريكى جيسى فنتورا، الذى شغل سابقا منصب عمدة بروكلين بارك بولاية مينيسوتا ثم حاكم الولاية. ورائد الأعمال الذى عمل ممثلا فى طفولته فى بعض أفلام شركة ديزنى، بروك بيرس الذى ترشح كمستقل فى انتخابات 2020، ويعتبر أول مرشح رئاسى في تاريخ الولايات المتحدة يحصل على تصويت من خلال تطبيق على هاتف محمول شخصي باستخدام تقنية بلوكتشين.

ريجان وترامب وبايدن

بعد احترافه للتمثيل انضم ريجان للحزب الجمهورى، وقال ساخرا:"السياسة ليست مهنة سيئة، فلو نجحت هناك الكثير من المكافآت، ولو شوهت سمعتك يمكنك أن تؤلف كتابا"! هكذا تحول بطل لأفلام رعاة البقر، التى تميز هوليوود لرئيس يتماشى مع المزاج الأمريكى، وارتبط اسم ريجان بكتابة تقارير ضد زملائه ضمن الحملة المكارثية، بتهمة أنهم شيوعيون. وتصدر ريجان المركز الأول بحسب تصويت مؤسسة جالوب فى 2011 لأعظم الرؤساء الأمريكيين، وتعود عظمته إلى فترته التى تمثل قمة الهيمنة الأمريكية لا سيما بعد إسقاط الاتحاد السوفيتى.
الرئيس الجمهورى أيضا دونالد ترامب رقم 45، الذي خسر انتخابات 2020 أمام جو بايدن، هو رجل أعمال وممثل، وظهر فى بعض الأدوار الصغيرة فى السينما والتليفزيون! ومن ناحية فإن شهرته مضمونة، ومن ناحية أخرى هو متدرب على الأداء أمام الجمهور، ويبدو تأثره بريجان ولديه صورة معه، ويتخذ ترامب نفس شعاره "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

وبرغم كل الجدل المثار حول أداء ترامب أو تجاوزات حدثت فى الانتخابات، فلا يزال اسمه مطروحا لتمثيل الجمهوريين مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2024، وبما أن ترامب من مشاهير هوليوود، فقد سمعنا عما جرى أكثر من مرة فى ممر الشهرة، وهو ممر مزين بمئات نجوم التى تحمل أسماء المشاهير من البشر والشخصيات كرتونية لتكريمهم، منها أن رجلا متنكرا فى زى الرجل الأخضر "هالك" خلع نجمة ترامب كنوع من التخريب المتعمد بسبب مناهضته لسياسة ترامب. وامتدت شهرة ترامب إلى أسرته، فيرشح البعض ابنه دونالد ترامب جونيور لانتخابات 2024، وقد سبق أن ظهر مع والده فى برنامجه "المتدرب".

وفى انتخابات 2020، هناك نجوم دعموا ترامب مثل: الممثل جون فويت والد النجمة أنجلينا جولى، الذى يختلف عنها سياسيا، ومعروف عنه دعمه للصهيونية وكراهيته للعرب، كذلك دينيس كويد وجيمس وودز، وآخرون من نجوم الصف الأول ساندوا بايدن مثل: دوين جونسون "ذا روك" وتوم هانكس وليدى جاجا وجينيفر لورانس.

زيارات متجددة

تبدو المسافة شاسعة بين العاصمة واشنطن ومدينة هوليوود، لكن يبدو أن أقدام النجوم اعتادت على زيارات البيت الأبيض، ومن أشهر هذه الزيارات والصداقات مع الرؤساء، نذكر الأغنية جمعت بين النجمة الراحلة مارلين مونرو والرئيس الراحل الديمقراطى جون إف. كينيدى، وغنتها بمناسبة عيد ميلاده. ومن ضيوف أوباما نجد: براد بيت وجورج كلونى والمخرج ستيفن سبيلبرج، حتى أنه كرم أوبرا وينفرى بوسام الحرية، ومن أشهر الذين زاروا ترامب نجد الزوجين كانييه ويست وكيم كاردشيان.

أفلام انتخابات

تناولت أفلام هوليوود الرؤساء بشكل دعائى وقليل منها النقدى، بحسب الاتجاه السياسى لصناع الفيلم، مثل التضخيم من شجاعة الرئيس الأمريكى من خلال "طائرة الرئيس الأمريكى"، وتعرضت بعض الأفلام للجوانب السلبية مثل التمويل الانتخابى والألاعيب الدعائية. وربما تكون الانتخابات الأمريكية هى الأكثر تكلفة، ما يوضح مدى تأثير أصحاب الأعمال على المجال السياسى.

ويكشف فيلم "رجل العام" بطولة الراحل روبين وليامز حقائق عن هذا المجال، حول المذيع الكوميدى الذى يدرك مدى شعبيته وقرب الناس منه، ومدى تردى حالة المجتمع الثقافية، بحيث يعتمد المشاهدون على استقاء المعلومات من البرامج الكوميدية الخفيفة بدلا من البرامج السياسية الثقيلة، وينزل كمرشح مستقل! ويبنى خططه على التحدى وهو التمسك بكل ما انتقده لدى الآخرين، مثل عدم القيام بدعاية باهظة التكاليف، ويقول إنه لو أنفق مائتى مليون دولار سيكون مدينا لأشخاص ذوى نفوذ، وبالتأكيد سيتدخلون فى قراراته وأنه مناهض لوجود جماعات ضغط على الرؤساء، وبذكائه تتحول المناظرة السياسية بينه وبين المرشحين الديمقراطى والجمهورى إلى فقرة مضحكة!وفى فيلم "لعبة التغيير" بطولة إد هاريس فى دور المرشح الجمهورى جون ماكين، وجوليان مور فى دور نائبته المحتملة سارة بالين فى انتخابات 2008، نجد السخرية من محاولات الجمهوريين منافسة أوباما الذى يظهر كصحاب مواهب فى كسب الجماهير. وفى فيلم "أحلام أمريكية" يفكر نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى فى تحسين صورة الرئيس جورج دابليو. بوش الانتخابية، من خلال حضوره للتصفية النهائية لبرنامج مسابقات غنائية ذات شعبية بدلا من الظهور فى برامج سياسية جادة.

معارضون شرسون

وقديما، فإن جون بوث، الذى اغتال الرئيس إبراهام لينكولن، لم يكن ممثلا هوليووديا بل ممثل مسرحى، لكن لدينا قائمة طويلة لأشهر نجوم هوليوود الذين عارضوا السياسة الأمريكية، وأغلبهم من اليساريين مثل المخرج أوليفر ستون الذى مشى فى جنارة الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز، فى تحد للبيت الأبيض مع النجم شون بن، الذى وقف أيضا ضد غزو العراق إبان حكم الرئيس جورج دابليو.بوش، وقدم فيلم "اللعبة العادلة" عن أكاذيب أسلحة الدمار الشامل، وزار بغداد قبيل الغزو وأعلن أنه ضد إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين، وكذلك سوزان ساراندون والإنجليزى آندى سركيس، الذى ينحدر من أصول أرمينية عراقية والمخرج مايكل مور، ومنهم من خرج فى تظاهرات ضد الغزو، ومن قبلهم الفاتنة جين فوندا التى عارضت حرب فيتنام ثم تراجعت وقدمت اعتذاراً للجيش الأمريكى. وأخيرا النجوم الذين انتقدوا ترامب فى مناسبات عديدة مثل: روبرت دى نيرو وميريل ستريب وأليك بالدوين الذى كان يقلده أيضا فى البرنامج الفكاهى "ستارداى نايت لايف"، أما شقيقه ستيفان بالدوين فدعم ترامب، وبرغم أن شوارزينجر ينتمى لنفس الحزب، فقد هاجم ترامب، وبرغم تأييد كيم كردشيان لترامب فى البداية، فقد اختلفت معه فى بعض القضايا وانتقدته أيضا.

رؤساء من البلاتوه

> حالات فريدة لرؤساء دول أخرى عملوا فى مجال التمثيل، وتردد أن الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات كان محبا للتمثيل. ونذكر الراحلة "إيفا" أو "إيفيتا"، الممثلة والسياسية الأرجنتينية الأسطورية التى جسدت شخصيتها النجمة مادونا فى فيلم غنائى، وصورت كيف صعدت من بيئة متواضعة لتكون شريكة مع زوجها خوان بيرون فى حكم البلاد فى 1946.والأقل شهرة من هؤلاء هو رئيس بولندا الراحل فى 2002 ليخ كاتشينسكى، توأم ياروسلاف كاتشينسكى، رئيس الوزراء الأسبق، وقد حظيا بالشهرة وهما بسن الثامنة حين مثلا فى فيلم "ولدان سرقا القمر"، ورئيس الفلبين جوزيف استرادا فى 1998، ورئيس سرى لانكا ماهيندا راجاباكشا فى 2005، وكذلك رئيس جواتيمالا السابق جيمى موراليس، الذى اشتهر بأدواره التليفزيونية الكوميدية، والممثل الكوميدى أيضا فولوديمير زيلنسكى، الذى أصبح الرئيس الحالى لأوكرانيا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة