قصة النوتة الموسيقية لـ "أنت عمري" الصادرة بإذاعة سوريا| صور

 صدرت النوتة الموسيقية لأغنية "انت عمري" لأم كلثوم، والتي تنشرها بوابة الأهرام، في فبراير عام 1964م، حيث بدأ بيعها للجمهور فى البلدان العربية. 

وقام عدنان أبو الشامات الذي صدر اسمه فى النوتة على أنه قام بتنويط النوتة وتدوينها، بطباعتها فى مطبعة الأديب بحلب بسوريا، بينما سعر النسخة كان 50 قرشًا أو ما يعادلها، مؤكدًا أن هذه الأغنية أذيعت فى حفل أم كلثوم بتاريخ 6 فبراير من عام 1964، والتى كانت كعادة حفلات أم كلثوم بالبلاد العربية تشهد حضورًا كبيرًا.

يقول الكاتب الراحل محمود عوض فى كتابه "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"، إن أم كلثوم كانت تستذكر أول حفلة غنت فيها بنوع من السخرية، مؤكدة أن أول حفلة غنت فيها كانت مزدحمة جدًا حيث حضرها 15 شخصًا!

وأكد أن أم كلثوم قالت إنها كانت تردد نفس الأغانى التى علمها لها والدها بنفس الطريقة التى يردد بها التلميذ جدول الضرب وقواعد النحو والصرف، ثم غيرها فونغراف العمدة الذى سمعت من خلاله صوت الشيخ أبوالعلا وهزها صوته.

النوتة الموسيقية حملت صورتي الملحن والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب على الجهة اليمنى، وكوكب الشرق أم كلثوم على الجهة اليسرى، فيما كان مؤلف الأغنية الشاعر أحمد شفيق كامل فى الجهة العليا من النوتة التى كان عددها 4 صفحات من الورق المصقول الأبيض لكتابة النوتة عليها. 

كتب عدنان أبوالشامات من إذاعة حلب بسوريا، على الصفحة الثانية من النوتة، الآلات المستخدمة على السلم الموسيقي والفرقة والغناء كأنه يريد أن يعطي صورة للقارئ كيف تم غناء الأغنية التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، مؤكدا أن النغم فى الأغنية هو نغم كرد من الحسيني "لا"، ثم اختتم الورقة الرابعة بكلمات أغنية أنت عمري.

يؤكد محمود عوض فى كتابه، أن الذين يعرفون أم كلثوم عن قرب يعلمون أنها تعتبر أن كل أغنية جديدة تقدمها للجمهور هى أغنيتها الأولى وهى لقاؤها الأول مع الجمهور، لذلك فهي تشعر بخوف وباضطراب وبمسئولية، يجعلها تشعر أن كل عمل جديد هو استفتاء جديد على شعبيتها، ويضيف أن أم كلثوم فنانة مستمرة فى قمتها، ومع صدام الأجيال المستمر الذي تشهده الإنسانية لا يوجد جيل يتقبل أحكام وذوق الجيل السابق بغير مراجعة ورفض، وهذا لن يحدث مع أم كلثوم فهى استثناء.

ويرى أن في الأدب هناك نوعان من الفنانين، فنان تطغى عليه أعماله على حياته مثل شكسبير؛ حيث إننا لا نعرف من هو شكسبير غير أننا نعرف فنه وأبداعه، وفنان طغت حياته على أعماله الفنية مثل جان جاك روسو؛ حيث اعترافاته التى سجلها طغت على أعماله الإبداعية، وبالنسبة لأم كلثوم فهى تنتمي للنوع الأول فى المدى القصير وتنتمي للنوع الثانى فى المدى الطويل؛ حيث يؤكد لنا أن حياة أم كلثوم نفسها هى العمل الفني الأكبر الذي تركته لنا.