Close ad

خسر حديقته ومهدد بالإزالة.. قصر برسوم باشا حائر بين «محور الفردوس» و« التنسيق الحضارى»

2-2-2021 | 10:28
خسر حديقته ومهدد بالإزالة قصر برسوم باشا حائر بين «محور الفردوس و« التنسيق الحضارىقصر برسوم باشا بالعباسية
هاجر صلاح - تصوير: محمد ماهر
الأهرام اليومي نقلاً عن

منذ نحو عشرة أيام ، فوجئ شريف حنا، بعدد من المهندسين التابعين لإحدى شركات المقاولات الشهيرة ينتشرون حول مقر إقامته الكائن فى شارع العباسية، ويلتقطون الصور لمختلف الجوانب والزوايا، ويرفعون القياسات الهندسية. وعندما استفسر عن السبب، أخبروه بأنه وفقا للرسومات التى بحيازتهم، فإن منزله معرض للإزالة بسبب أعمال «محور الفردوس»، حيث سيقع تماما عند منزل الكوبرى.

موضوعات مقترحة

ضرب حنا أخماسا فى أسداس متسائلا: كيف يتم هدم قصر عمره أكثر من 150 عاما ؟ ومقصده «قصر برسوم باشا حنا»، الذى يرجع تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، كانت قد آلت ملكيته إلى الثرى الصعيدى الشهير فى عام 1931. كان برسوم باشا، من أشهر المضاربين فى بورصة القطن، و لديه قصور شبيهة فى حى الظاهر تم تأميمها.. أما شقيقه فهو السياسى البارز سينوت بك حنا، أحد أعضاء حزب وفد سعد زغلول، الذى سافر إلى باريس للمطالبة باستقلال مصر، وصاحبه فى منفاه بجزيرة سيشيل، وانتهى تاريخه السياسي الكبير بتلقيه طعنة قاتلة، كانت موجهة لمصطفى النحاس عام 1930.

يقول شريف حنا، المعمارى الحاصل على دبلوم فى الآثار وماجستير فى العمارة القبطية، وحفيد برسوم باشا: «ولدت فى هذا القصر وعشت فيه حتى اليوم، وأحافظ جاهدا على حالته المعمارية والجمالية، خارجيا وداخليا، فهو ليس ملكية خاصة فحسب، بل مسجل فى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، ضمن المبانى ذات الطراز المعمارى المميز، لدرجة أنى عندما أقوم بإعادة طلائه من الخارج، يرسل الجهاز نحو 20 مراقبا للإشراف على عملية الطلاء والتأكد من الالتزام بدرجة اللون، وقد خسرنا من قبل حديقته التى أزيلت عند شق شارع أحمد سعيد عقب ثورة يوليو، وتبلغ مساحته حاليا 1600 متر ومأهول بالكامل»..

والقصر المهدد شهد لقاءات عديدة بين سينوت بك وسعد زغلول، ويمتاز برسومات بديعة ذات طراز إيطالى تزين أسقفه، فيما تعلوه قبة تتميز بعلامة الهلال والنجمة.

وتبلغ القيمة السوقية للقصر حاليا عشرات الملايين من الجنيهات، ولكن الحفيد يؤكد أنه لا يوجد مبلغ مالى يمكنه تعويض القيمة التاريخية والمعمارية، مؤكدا وجود حلول بديلة لهدمه، ومنها تغيير موقع منزل الكوبرى أمتارا قليلة، أو أن يقع فى مساحة «الأرض الفضاء» بشارع «أحمد سعيد»، التى تحولت إلى مخزن للسيارات المكهنة!.

من جانبها، علقت وزارة الآثار، فور تداول خبر الهدم على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدة أن القصر غير مسجل كأثر، وبالتالى ليس قيد ولايتها. فتواصلت «الأهرام» مع المهندس محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، الذى أكد عدم تلقيه أى مخاطبات رسمية بشأن القصر، موضحا أنه مسجل ضمن المبانى ذات الطراز المعمارى المميز وله بطاقة حصر، ويحظر هدمه قانونا.. وأوضح انه إذا تمت مخاطبة الجهاز بشكل رسمى، فسيتم عرض الأمر على اللجان المختصة لدراسة الأزمة والحلول البديلة الممكنة للحفاظ على القصر.


جماليات المعمار الداخلي بالطابع الإيطالى جماليات المعمار الداخلي بالطابع الإيطالى
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة