Close ad

«أوسكار والسيدة الوردية»..ضمن عروض المهرجان القومي للمسرح | صور

27-12-2020 | 21:00
«أوسكار والسيدة الورديةضمن عروض المهرجان القومي للمسرح | صور«أوسكار والسيدة الوردية»
منة الله الأبيض

تاه في صحراء الجزائر لمدة ثلاثة أيام، باحثًا عن صانع هذا الكون ومن وراء تلك الشمس، فسطر رواية "أوسكار والسيدة الوردية"، وهو الأديب الفرنسي إريك ايمانويل شميت المأخوذ عنها مسرحية بنفس الاسم، والتي تشارك من عروض المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر، ويستمر حتى 4 يناير المقبل.

موضوعات مقترحة

تحكي الرواية عن أخر إثنى عشر يومًا في حياة الطفل أوسكار ذو العشرة سنوات الذي احتجز بمستشفى في باريس ليعالج من مرض السرطان، لكن لا آمل بعد كل العلاج والعمليات وزرع النخاع وأخبر الطبيب والده وأخته أن أيام الطفل معدودة في الحياة.

«أوسكار» يسمع حديث الطبيب مع أهله ويدرك حقيقة حالته ويشكو للدادة الحنونة عليه والذي يدعوها ماما «الوردية» فهى تعوضه عن فقدان أمه وحنان عائلته التي تزوره مرة أسبوعيًا فقط بسبب عدم احتمالهم لرؤيته في تلك الظروف، فتنصحه ماما الوردية أن يكتب رسالة يومية إلى الله ويتمنى فيها أمنية واحدة منه كل يوم.

تحكى الدادة لأوسكار عن أسطورة قديمة تجعل من الإثنى عشر يومًا الأخيرة من ديسمبر يصير فيها كل يوم بمثابة عشر سنوات من عمره، يقتنع أوسكار بتلك الحيلة الأسطورية ليعيش كل يوم من أيامه العشر الباقية كل يوم منها بعشر سنوات ونعيش نحن معه حكاياته وآلامه ومعاناته اليومية من خلال الخطاب اليومي الذى يرسله الى الله.

في حواره لـ"بوابة الأهرام"، يقول مخرج العرض بيشوي برسوم، "قرأت الرواية منذ أكثر من عشرة أعوام، وظلت تراودني رسائل أوسكار دائمًا، حتى جاء الوقت المناسب وبدأت مرحلة الإعداد والتي استغرقت عاما".

رغم قصر الرواية – كما يضيف "برسوم" – إلا أنها تحمل معاني إنسانية وقيم روحية وصوفية وأفكار عميقة فلسفية حول الحياة والموت والمرض والألم والتصالح مع النفس والآخر ومع الله ، ومن خلال عيني طفل وبساطته وعفوتيه في تعامله مع الله سبحانه وتعالي وطرح أفكاره وأسئلته الطفولية بالغة العمق والبراءة.

وقال "تمنيت كثيرًا أثناء الإعداد والبروفات لو كنت مكان أوسكار بعفويته وبسطاته الطفولية التى يتحدث بها مع الله يوميا في خطاباته".

واعتبر مخرج العرض أن تلك الرسائل الطفولية التي تحمل الكثير من الأفكار الفلسفية العميقة، كان لها أثر كبير في تحويل النص المكتوب إلى صورة مرئية نابضة بالحياة مليئة بالأحداث والإثارة والتشويق والحركة، محاولًا باجتهاد توظيف جميع عناصر العرض المسرحي لتخدم رؤيته في العرض.

ويأمل في تحويل تلك الخطابات السردية لأوسكار إلى أحداث درامية تتصاعد وتتصارع وسط تشكيلات بصرية مبهجة ف تصميم السينوغرافيا وموسيقى العرض دون افتعال أو مبالغة، لتضع في نهاية العرض علامات استفهام كثيرة حول العديد من الأسئلة التي نخشى التطرق إليها خوفًا من تلك المحاذير التي اعتدناها.

وعن سينوغرافيا العرض، يوضح أنه اعتمد في العرض على تصميم وحدات الديكور ليكون لها أكثر من استخدام من خلال تكوين عدة تشكيلات مختلفة بنفس قطع الديكور والبانوهات مع تغيير بعض القطع ووضع بعض الموتيفات على المسرح لينتقل الديكور من مشهد لمشهد بمنتهى البساطة، ويقدم مشاهد جديدة في السريرمع إضافات بسيطة يتحول إلى مكتب الطبيب أو يتحول في المقابل الآخر إلى المكان الذي يتجمع فيه المرضى يلعبون ويتسامرون أو إلى أماكن يختبيء فيها الطفل أوسكار مثل مخزن أدوات التنظيف.

كذلك الملابس في بساطتها دون أن تؤثر على وظيفتها الدرامية حتى التشكيلات البصرية والحركية التي قدمها المخرج بأجساد الممثلين كان التشكيل بملابسهم العادية التي تعكس أدوارهم ورغم اختلافهم، استطاع المخرج في بداية العرض أن يقدم تشكيلًا مبهرًا يتجمع فيه جميع الممثلين معلنين وفاة أوسكار ثم تدور أحداث المسرحية وتنتهي بذات التشكيل وكأن هذا الإطار الدائري الذي يبدأ وينتهي بذات المنظر يقدم لنا دورة الحياة البداية والنهاية والنهاية والبداية.

كما حاول المخرج من خلال هذا التشكيل أن يقدم شكلًا هرميًا يضع أوسكار فيه في منتصف الحدث ليبدأ عرضه وينهيه بنفس هذه الصورة القوية.


«أوسكار والسيدة الوردية»«أوسكار والسيدة الوردية»

«أوسكار والسيدة الوردية»«أوسكار والسيدة الوردية»

«أوسكار والسيدة الوردية»«أوسكار والسيدة الوردية»

«أوسكار والسيدة الوردية»«أوسكار والسيدة الوردية»

«أوسكار والسيدة الوردية»«أوسكار والسيدة الوردية»
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة