Close ad

"الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكرى رحيله".. حامل كتاب الله وأمير القلوب | صور

26-12-2020 | 13:55
الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكرى رحيله حامل كتاب الله وأمير القلوب | صورالشيخ مصطفى إسماعيل في ذكرى رحيله
مصطفى طاهر

علامات في مسيرة قراءة القرآن الكريم عبر العصور، تشكلت على يد فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل، ومعه رموز التلاوة في مصر، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد رفعت وغيرهم، حفظ هؤلاء العمالقة لمصر مكانتها الكبيرة في خدمة كتاب الله طوال القرن الماضي، وارتبطت الأفئدة والقلوب بأصواتهم من المحيط إلى الخليج.

موضوعات مقترحة

في ذكرى رحيله، "بوابة الأهرام" نستعرض أبرز محطات الشيخ مصطفى إسماعيل صاحب المقام الرفيع في علوم القرآن الكريم، وداخل قلوب المصريين، وأحد رموز القوى الناعمة المصرية التي رسخت لريادة قراء القرآن الكريم المصريين، الذين قاموا بالدوران حول الكرة الأرضية حاملين كتاب الله، وخدمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

الشيخ مصطفى إسماعيل من مواليد قرية ميت غزال، بمركز السنطة، محافظة الغربية، في 17 يونيو 1905م، حفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره في كتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة.

الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكرى رحيله

أتم الشيخ مصطفى إسماعيل تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وراجعه ثلاثون مرة على يد الشيخ إدريس فاخر.

استمع الشيخ محمد رفعت للشيخ مصطفى إسماعيل، كما كان إسماعيل من المعجبين والمتأثرين بصوت الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وغيرهم، ذاعت شهرته في أنحاء محافظة الغربية والمحافظات المجاورة، لينصحه الجميع بالذهاب إلى القاهرة، في العاصمة التقى بأحد المشايخ الذي استمع إليه واستحسن قراءته، ثم قدّمه في اليوم التالي ليقرأ في احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ، أعجب به الحاضرون، كما سمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئاً للقصر الملكي على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة حتى ذلك الوقت

أثر الشيخ مصطفى إسماعيل على المجتمع المصري بكل طوائفه، وتعلق الجميع بحامل كتاب الله القادم من دلتا مصر، كتب الشاعر إبراهيم داود، في كتابه "طبعا أحباب" الصادر عن هيئة قصور الثقافة عن مكانة مصطفى إسماعيل وقال: "كان لتعرفي المبكر على السميعة الكبار خيري شلبي وأحمد فؤاد نجم وعمار الشريعي وعلاء الديب وإبراهيم منصور.. الفضل الكبير في الاقتراب أكثر إلى طريقته في التلاوة وعالمه السحري، وبالطبع عصمت النمر ومحمد حسان (الذي أهداني قبل سنوات مجموعة نادرة)،وأيضًا الصديق الراحل حامد العويضي، جميعهم يحتفظون له بتسجيلات نادرة كان يجلس إليها الأصدقاء، إذا كان "الجو" في حاجة إلى"مكافأة" على حالة صفو، يترك الشيخ مصطفى بعد رحيل صوته حالة شجن، ولا تستطيع أن تسمع بعده أي شيء، فقط تمشي مغسولًا، كان صدأ ثقيلًا كان يمنع القلب من الرؤيا نزعة صوته، فتمشي خفيفًا كأنك بلا جسد. كان الشيخ مصطفى كما يقول كمال النجمي يملك صوتًا فذًا واسع المساحة كبير الحجم، وكانت له حصيلة من العلم بالمقامات لا مثيل لها عند أحد من المقرئين بمن فيهم الشيخ رفعت، ولكن الشيخ مصطفى كان يستخدم صوته وعلمه بالمقامات في إبراز جمال الآيات وإعجازها، وكان يخرج كل حرف من مخرجه الأصلي فلا يشبه بحرف آخر معتنيًا كل الاعتناء بإظهار التشديدات وتوفية الغُنّات وإتمام الحركات وتفخيم ما يجب تفخيمه وقصر ما يجب قصره ومد ما يتعين مده،والوقوف على ما يصح الوقوف عليه. وهي الوقفات المتعلقة بالمعنى لا على ما يختاره من وقفات تتعلق بصحة الألحان وجمالها أكثر مما تتعلق بالمعانى وبصحة التلاوة وكمالها".

الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكرى رحيله

زار الشيخ مصطفى إسماعيل أكثر من عشرين دولة عربية وإسلامية، حيث قام بالقراءة في ليالي شهر رمضان المعظّم، وصلت تلاوات القرآن الكريم للشيخ مصطفى إسماعيل لجميع أنحاء العالم، وامتدت جولاته إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية. جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا.

حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 في مصر، ووسام الاستحقاق من سوريا.

توفي الشيخ مصطفى إسماعيل في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر، من عام 1978م، وأقيمت له جنازة رسمية يوم 28 ديسمبر قبل أن يدفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: