Close ad

صناع أجرأ فيلم عربى فى ضيافة "الأهرام" حظر تجول.. السينما المصرية تقتحم حقل الألغام

25-12-2020 | 14:36
صناع أجرأ فيلم عربى فى ضيافة الأهرام حظر تجول السينما المصرية تقتحم حقل الألغام 0
أمانى القصاص
الأهرام اليومي نقلاً عن

إلهام شاهين: وافقت على الفيلم قبل إكمال قراءة السيناريو وفكرت فى إنتاجه من فرط حماسى للفكرة

موضوعات مقترحة
تراجعت عن المسرح لغياب النصوص الجيدة وابتعدت عن التليفزيون حتى لا أكرر نفسى
أمير رمسيس: اخترقت صمت المجتمع بالكتابة عن تلك القضية الشائكة والرقابة الفنية وافقت على الفيلم خلال أسبوع
صفي الدين محمود: تلقينا عروضا من منصات إلكترونية كثيرة والأولوية لدور العرض السينمائي



أدارت الندوة ــ أماني القصاص - تصوير: محمد عبده

شارك فيها: ماهر مقلد ــ محمد بهجت ــ مصطفى فهمى ــ فاطمة شعراوى ــ علا السعدنى ــ مى إسماعيل ــ باسم صادق ــ أحمد اسماعيل ــ أميرة أنور





فازت الفنانة الكبيرة إلهام شاهين، بجائزة أفضل ممثلة، عن جدارة واستحقاق، فى مهرجان القاهرة السينمائى فى نسخته الأخيرة، لتتوج مشوارها الفنى الحافل بالعديد من الأعمال السينمائية المتميزة، لكنها لم تكن جائزة شخصية فحسب، وإنما تمثل أيضا جائزة لفيلمها الأخير «حظر تجوال» الذى أثار ضجة واسعة، بعدما دخل إلى واحد من أكبر حقول الألغام خطورة، ليكشف النقاب عن واحدة من أبرز القضايا الاجتماعية المسكوت عنها فى مجتمعاتنا العربية.

كانت جرأة الفيلم وتناوله لمثل تلك القضية الشائكة، واحد من الأسباب التى دفعتنا فى «الأهرام» إلى دعوة أسرة العمل، إلى ندوة خاصة، بحضور النجمة الكبيرة إلهام شاهين، ومخرج ومؤلف العمل أمير رمسيس، والمنتج صفى الدين محمود، ليس فقط للاحتفاء بالفيلم وصناعه، وإنما أيضا للاحتفال بمسيرة واحدة من أبرز الفنانات المصريات التى قدمت على امتداد مشوارها الفني، العديد من الأعمال الفنية الراقية، وتميزت طوال هذا المشوار، باختيارها الجيد لما تقدمه من شخصيات وأعمال.

لا تخفى الفنانة الكبيرة إلهام شاهين، حبها وتعلقها بـ«الأهرام» ومهنة الصحافة بشكل عام، التى تقول إنها مارستها فى بدايات حياتها، بحوار لا ينسى مع الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، عندما كانت لا تزال طالبة، وكيف أنها تعلقت بالكاتب الكبير عقب هذا الحوار، لدرجة أنها سرقت كتابين من مكتبته، واحتفظت بهما فى بيتها لسنوات طويلة، وتقول إلهام ضاحكة: بعد رحيل الأستاذ نجيب محفوظ، علمت أن بنتيه قررتا التبرع بمكتبه الخاصة، لمكتبة الإسكندرية، فحكيت لهما قصة الكتابين المسروقين، وعرضت إرجاعهما لكنهما رفضتا.


جودة الورق:

الأهرام: يتميز فيلمك الأخيرة، بأنه جاء مليئا بالمشاعر، لدرجة أنه أبكى وأضحك المشاهد فى آن، فكيف نجحت فى رسم تفاصيل الشخصية التى قمت بتقديمها فى الفيلم بتلك البراعة؟

إلهام شاهين: الحقيقة أن السيناريو والحوار المكتوب بحرفية، هو ما ساعدنى على إبراز كل هذه المشاعر، التى أبكت الجمهور، لكنى لم أقصد نهائيا أن أضحكهم، فقد كنت أمثل بجدية شديدة، لكنى فوجئت فى العرض الأول للفيلم، أن هناك مواقف فجرت حالة من الضحك بين الجمهور الذين حضروا العرض، وصفقوا بحرارة فى نهايات بعض المشاهد، ولعل ذلك كان أحد الأسباب التى لم تشعر الجمهور بالملل، فقد كان يبكى فى مشهد، ويضحك فى مشهد آخر، والفيلم بشكل عام، كان مليئا بالمشاعر والأحاسيس والمواقف المختلفة، التى تراوحت بين الجدية والحكمة، وكسب تعاطف الجمهور، بسبب تنوع الأداء، والحقيقة أن الكتابة المميزة للفيلم، التى نسجها أمير رمسيس، لعبت دورا كبيرا فى ذلك التنوع، وهو كاتب مميز بجانب كونه مخرجا محترفا، يمنح الفرصة كاملة للممثل للإبداع، والحقيقة أيضا أننى تحمست بشدة للقضية التى ناقشها الفيلم، والتى تقدم ربما لأول مرة فى الوطن العربي، فوافقت عليه قبل أن أكمل قراءة السيناريو، لدرجة أننى فكرت فى إنتاجه بنفسي، لكنى تذكرت حجم الخسائر الكثيرة التى تعرضت لها فى إنتاجى لأعمال سابقة.

الأهرام: كثير من الفنانات يحجمن عن الظهور فى أدوار تظهرهن فى سن كبيرة، فلماذا أقدمت على خوض تلك التجربة على صعوبتها؟

إلهام شاهين: لم أتخوف طوال عمرى من الشكل، فأنا أحب أن أظهر بطبيعتي، وفى هذا الفيلم فضلت الظهور بشكل أكبر من سني، وظهور تجاعيد الزمن فى وجهي، لأن الشخصية كانت تتطلب ذلك، لأن البطلة «فاتن» تزوجت فى العشرينات من عمرها، ثم أنجبت ودخلت السجن فى الثلاثينات، لتقضى فيه نحو 20 عاما، ورغم أن عمرها لا يزيد على 50 عاما، إلا أن القهر والذل والحزن الذى تعرضت له، يظهرها فى عمر أكبر من عمرها الحقيقي، وكثير من الناس يشعرون بالعجز مبكرا، ويظهرون فى صورة تخالف أعمارهم الحقيقية بسبب الهم، وشخصية فاتن رغم أنها فى الخمسين من عمرها، الا أنها تبدو فى السبعين، لأنها مدمرة نفسيا، وطوال العشرين عاما التى قضتها فى السجن، لم يزرها أحد نهائيا، ولم تجد من يسأل عنها، كما أنها حرمت من الأمومة، بعد رفض ابنتها زيارتها، فشعرت بظلم الحياة، بعدما فقدت أمومتها وحريتها، ولم يكن الظلم الذى تعرضت له من القضاء، ولكن من الناس، وقد كان بإمكانها أن تفصح عن سبب القتل، لكنها رفضت خوفا على ابنتها.

قضية شائكة:

الأهرام: ظلت السينما على مدار عقود، تطرح العديد من القضايا السياسية، عبر خلفية اجتماعية، لكن فيلم «حظر تجول» يعكس هذا الأمر، فكيف كان موقف الرقابة على المصنفات الفنية؟

أمير رمسيس: الرقابة لم يكن لديها أى مشاكل مع الفيلم، ووافقت عليه بعد أسبوع واحد من تقديم السيناريو والقصة، والحقيقة أن ما شجعنى على تقديم هذه القضية، هو أننى قرأت كثيرا عن قضايا مشابهة عام 2017، والفعل نفسه كجريمة لم يجذبنى لأُقدم عنه فيلما، لكن ما شجعنى هو الصمت الذى كان يحيط بمثل هذه القضية، وأنا عادة لا أستطيع النوم، إذا أرقتنى قضية ولم أتناولها، وهذا النوع من القضايا المسكوت عنها، يتحول الى قضية إذا ما حدثت جريمة، لكن فى الغالب لا أحد يتكلم عن ذلك، ربما للإحساس بالعار إذا ما تحدث عنها بعض الناس، وقد كان هذا الصمت المحيط بالموضوع، هو المدخل الى هذا الفيلم، وقد قصدت أن تكون الشخصيتان « فاتن» و«ليلي»، فى مواجهة دائمة لبعضهما البعض حتى تظهر الانفعالات، وقد كان من السهل أن تتهرب الفتاة من مواجهة أمها، لكنى قصدت هذه المواجهة.

الأهرام: من بين النقاط التى تحسب للفيلم أنه قام بالتعرض لتلك القضية الشائكة، دون مشهد واحد يخدش الحياء، فكيف توصلتم الى هذه المعادلة؟

إلهام شاهين: قصدنا ذلك، حتى لا نضايق المشاهد، ولأن المشهد سيكون صادما ومرفوضا نفسيا.

الأهرام: من المعروف أن نوعية الأفلام التى تقدم فى المهرجانات، لا تكون من نوعية الأفلام الجماهيرية التى تحقق إيرادات عالية، فهل ينطبق ذلك على هذا الفيلم؟

المنتج صفى الدين محمود: لا أنظر للفلوس حاليا، لأن هذه التجربة ربما لا تأتى بالإيرادات المطلوبة حاليا، لكننا برغم ذلك تلقينا عروضا بتوزيع الفيلم فى العديد من دور العرض السينمائية بالسويد، وأنا كمنتج أريد أن تتم مشاهدة الفيلم فى العالم كله، وأن يكون بداية لفتح باب جديد للسينما المصرية مع العالم، وأن نلفت الانتباه من جديد بأننا نملك صناعة سينما قوية، ومن المقرر أن يتم الطرح فى عدد من دور العرض السينمائية نهاية ديسمبر الجارى فى مصر والإمارات العربية والسعودية.

ومن الجيد لنا بالطبع فتح منافذ جديدة للعرض، ممثلة فى وجود منصات إلكترونية مثل «شاهد» و»نيفليكس»، الى جانب القنوات المشفرة، ووجود مثل هذا التنوع يخدمنا، وقد تلقيت عرضا من «شاهد» لعرض الفيلم بالفعل، الى جانب عرض آخر من شبكة «osn»، كما طلبت « نتفليكس» عرض الفيلم لديها أيضا، وهذا أمر أسعدنى كثيرا، لأنه يخلق منافسة صحية بين صناع السينما، ويدفعهم لتقديم سينما مختلفة بعيدا عن النوعيات السائدة مثل الأكشن والرومانسى والكوميدي.

الأهرام: تلقى الفيلم عروضا للعرض على منصات إلكترونية عدة، فهل ترين أن مثل هذه المنصات قد تتحول إلى بديل عصرى للسينما فى المستقبل؟

إلهام شاهين: لا يوجد بديل للسينما، ومن الممكن أن تكون هذه المنصات بديلا للقنوات التليفزيونية، ولأنه لا يوجد فى مصر عدد وافر من القنوات المتخصصة فى الأفلام، يمكن أن تتحول تلك المنصات إلى بديل لهذه القنوات، والفيلم سوف يطرح فى دور العرض السينمائية أولا، ثم يمكن بعد ذلك عرضه على هذه المنصات الإلكترونية، وقد رفضت عرضا تقدمت به احدى هذه المنصات لعرض الفيلم قبل طرحه فى دور العرض، لأننى لست متحمسة لذلك، قبل عرض الفيلم عبر الشاشات فى دور العرض، لكننا انتهينا مؤخرا إلى اتفاق، بأن يتم طرح الفيلم فى دور العرض السينمائية أولا ولمدة معينة، ثم نطرحه بعد ذلك عبر إحدى الشبكات التليفزيونية المشفرة، وبعدها من الممكن أن يطرح على القنوات المفتوحة او غيرها من المنصات الأخري.

المخرج هو القائد:

الأهرام: فى هذا الفيلم فضلتِ التعاون مع مخرج شاب، فهل حدث وأن فرضت وجهة نظرك فى تناول الشخصية؟

إلهام: أنا دائما ما أسمع جيدا للمخرج، لأنه دائما ما يملك رؤية ووجهة نظر فى العمل بشكل عام، وليس فى الشخصية التى أقوم بتجسيدها، وطالما أننى وافقت على العمل مع أى مخرج، فإنه يصبح القائد لفريق العمل كله، وهذا هو ما تعلمته طوال عمري، ولابد وأن تجمعنى به جلسات طويلة، لنتحدث فى كل التفاصيل، والحقيقة أن المخرج عندما يكون هو نفسه كاتب العمل، فإنه يتميز عن غيره بأنه يكون أكثر إلماما بملامح الشخصية، والحقيقة أيضا أننى استفدت كثيرا من كل المخرجين الذين عملت معهم، فكل واحد منهم كان يرانى من زاوية معينة، ويكتشف فى شخصيتى الفنية جوانب أخري، والمخرج دائما هو الذى يوجه الممثل للطريق الذى يسير فيه، وهو الذى يقدم له كل التفاصيل الخاصة بالشخصية، فيما يبقى للممثل فى النهاية أسلوبه وطريقة الأداء، وأنا دائما ما يعنينى الصدق فيما أقدمه من أداء، دون افتعال، لذلك فإننى دائما إما أن أشعر بما أقدمه، أو أطلب الإعادة حتى أصل للحظة الصدق التى أقدم فيها المشهد، لأننى فى النهاية لست من مدرسة الاهتمام بتكنيك الأداء، ولكن من مدرسة أن أكون صادقة وأن أشعر بما أقدمه.

الأهرام: الدور الذى قدمته فى الفيلم يتطلب شحنا نفسيا مهولا، فكيف نجحت فى شحن ذاتك لتقديم تلك الشخصية المقهورة؟

إلهام شاهين: ربما لأننى شخصيا مقهورة، فقد مررت بأحزان وأوجاع وإحساس بالظلم، ومواقف كثيرة مؤلمة فى حياتي، وقد أخرجت ذلك كله فى شخصية فاتن، وقد رأيت طوال حياتى كثيرا من الأشخاص الذين عانوا بقوة، لذلك فلم أكن بحاجة لمقابلة أشخاص مقهورين أكثر لتقديم مثل هذه الشخصية، فأنا لا أعيش فى كوكب آخر، وقد رأيت كثيرا من النساء المقهورات فى حياتي.

الأهرام: قدم الفيلم شخصية فاتن كامرأة مقهورة فلماذا رسمت الشخصية على هذا النحو، بدلا من أن تفضح زوجها وتعيش كل هذا القهر؟

إلهام شاهين: ربما لأنه لا توجد امرأة تفكر مثل الأخري، وشخصية « فاتن» تفكر بهذه الطريقة لأنها مضحية وحنونة، وأنا كإلهام شاهين منحتنى مهنتى ووضعى فى المجتمع القدرة على مواجهة أشياء كثيرة، انطلاقا من ثقتى فى نفسى وثقافتى ووعي، وليست كل امرأة قادرة على تلك المواجهة، لكن الحقيقة أن «فاتن» أكثر من نساء كثيرات تضحية وإنسانية.

أدوار مؤثرة:

الأهرام: قدمت العديد من الأدوار طوال مشوارك الفني، فما هو أكثر دور أثر فى شخصيتك؟

إلهام شاهين: كل دور قدمته كان له أثر بداخلي، حتى عندما قدمت دورا صغيرا فى فيلم «أيام الغضب» وهو دور البنت المجنونة، كنت متعاطفة جدا مع الشخصية، وقبل التصوير بدأت بحثا علميا فى هذا العالم، كيف تعيش هذه الفئة من الناس، وكيف تضيع حياتهم ببساطة، وكيف يمكن أن يبيع بعض الناس بناتهم من أجل المال، وعندما قدمت دور الأم المعاقة ذهنيا، أثرت فى هذه الشخصية جدا، وجعلتنى أتعاطف مع كل ذوى الاحتياجات الخاصة، وأحرص دائما على زيارتهم، وفى فيلم «يا دنيا يا غرامي» كانت القضية شائكة جدا، وقد دافعت فى أفلامى عن فتيات كثيرات، كما دافعت أيضا عن شباب كثيرين، من الذين يعانون البطالة، لأنهم فى النهاية بشر ولديهم أخطاء إنسانية، وكثير من الأدوار التى أقدمها يكون بداخلى محام يدافع عن الشخصية، فعندما قدمت شخصية « فاتن»، وهى فى نظر المجتمع مذنبة لأنها ارتكبت خطأ، كان المحامى بداخلى يدفعنى لأن أجعل كل الناس تتعاطف معها، حتى عندما قدمت شخصية فوزية فى فيلم « خلطة فوزية»، كانت امرأة معدمة لا تملك مالا ولا جمالا ولا تعليما، وتعيش مع أولادها بين أربعة جدران بدون سقف، لكنها رغم ذلك لم تنحرف، بل عملت خلطة مربى وبدأت تبيعها وتعيش منها، وكانت الرسالة التى وصلت للجمهور، أن العمل شيء مهم للمرأة، مهما كان بسيطا، حتى فى شخصيتى فى فيلم» يوم للستات» كل الناس كانت تظن أن «شامية» امرأة منحرفة، لأنها كانت تعمل كموديل للفنانين التشكيليين، وكان البعض يطلب أن يرسمها «عارية»، لكنى عشقت « شامية» ودافعت عنها بكل قوتي، لأن الفيلم ينادى بالحرية والحب.

الأهرام: أحداث فيلم «حظر تجول» تدور فى يوم وليلة، فكيف تعاملت مع صعوبة الكتابة وتقديم صورة كاملة فى هذا الوقت القصير؟

أمير رمسيس: كتابة نص سينمائى عن أحداث تدور فى يوم وليلة تكون مسألة صعبة للغاية، وبالمصادفة فإن آخر ثلاثة أفلام لى جميعها تدور أحداثها فى يوم وليلة، وفى هذا الفيلم الموضوع لم يكن سهلا، لأن فيه تغيرات فى مشاعر الشخصيات، حاولت إبرازها من خلال وجودهم فى يوم وليلة، وكان يهمنى دائما أن أبرز تطور العلاقة بين «فاتن» و«ليلي»، وتطور العلاقة بينهما فى غضون 24 ساعة، إلى أن تقوم الفتاة بمسامحة والدتها، بدون أن تعرف السبب وراء قتل والدتها لأبيها، وقد كان هذا هو أكبر تحد بالنسبة لى.

ابتعدت لهذه الأسباب:

الأهرام: سجلت غيابا كبيرا عن المسرح منذ سنوات، فلماذا ابتعدت عن المسرح، رغم نجوميتك الطاغية؟

إلهام شاهين: الموضوع ليس له علاقة بالنجومية، بقدر شعورى بحالة «غيظ» من الجمهور، وقد تكون هذه الإجابة صادمة، لكن الحقيقة أن جمهور المسرح يريد أن يضحك فقط، وهذا يدفعنى للحديث عن بداياتى مع المسرح، منذ تم اختيارى والفنان الكبير الراحل نور الشريف، لتقديم أول إنتاج لكلية الفنون، وكان عملا عالميا استغرقت بروفاته نحو ستة أشهر، قبل أن نقوم بعرضه فى الأوبرا لمدة أسبوع، ونسافر به بعد ذلك للمشاركة فى مهرجان فنى كبير فى اسبانيا، وعندما قدمت مسرحية «بهلول فى اسطنبول» اتفقت على تقديمها لمدة عام، لكن عروض المسرحية استمرت لنحو خمس سنوات، وكما قلت مشكلة المسرح دائما أن الجمهور يريد أن يضحك فقط، أنا لا أريد أن أقدم الضحك لمجرد الضحك، أو أن ألجأ الى زيادة جرعة الرقص والملابس اللافتة بهدف جر رجل الجمهور، وإنما ما أريد أن أقدمه، هو عمل فنى يتميز بالإبهار ومتعة المشاهدة، وأسافر به الى مهرجانات دولية، وأنا أعرف انها معادلة صعبة جدا، حتى فى السينما، لكن أنا لا أنسى دائما أننى خريجة مسرح، ودرست معظم الكتابات التى قدمت للمسرح العالمي، لذلك فمن العيب أن أقدم عملا خفيفا، لا يعتمد سوى على «الإيفيه» حتى يُقبل عليه الجمهور.

الأهرام: وما هو السبب وراء غيابك عن الدراما التليفزيونية؟

إلهام شاهين: يعرض عليَّ الكثير من السيناريوهات، لكنى أتردد كثيرا، وأكون خائفة لدرجة أن البعض بدأ يتضايق مني، لأنى أظل حتى آخر لحظة قبل بدء التصوير، ولا أعطى لهم قرارا بالقبول أو الرفض، وفى كثير من الأحيان أتراجع بعد جلسات كثيرة مع المخرج والمؤلف والمنتج، لدرجة أننى فى إحدى المرات اتفقت على بطولة مسلسل، لكنى قبل التصوير بأيام انهرت من البكاء، وقولت لهم «حقكم عليَّ اعتبرونى عيل وغلط»، والحقيقة أننى لا أستطيع أن أدخل فى تجربة أكرر فيها نفسي، أو لا تمثل لى قيمة تضاف إلى رصيدى الفنى.

رئيس تحرير الأهرام يحتفى بأسرة فيلم «حظر تجول»

رئيس تحرير الأهرام يحتفى بأسرة فيلم «حظر تجول»

.. ويسلم الفنانة إلهام شاهين درع مؤسسة الأهرام

.. ويسلم الفنانة إلهام شاهين درع مؤسسة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: