Close ad

مصر واليونان.. تاريخ ثقافي وأدبي منذ آلاف السنين

21-10-2020 | 15:03
مصر واليونان تاريخ ثقافي وأدبي منذ آلاف السنين العلاقات المصرية اليونانية
أميرة دكروري

تمتد العلاقات المصرية ـ اليونانية لآلاف السنين، حيث كان المصريون واليونانيون على تواصل بالفعل منذ الألفية الثانية قبل الميلاد. المعلومات عن تلك الفترة تظل غير دقيقة لكن الصورة بدأت تصبح أكثر وضوحًا في العام الـ600 قبل الميلاد، حيث إنه من المؤكد أن اليونانيين الذين يتجولون عبر البحر يزورون مصر بشكل متكرر.

موضوعات مقترحة

كانت تلك الزيارات للعديد من الأغراض منها التجارة، حيث كانت هناك قاعدة تجارية يونانية في Naucratis في مصر منذ ذلك الوقت تقريبًا، وبعضها كان للخدمات العسكرية، وبعضها كان على الأرجح لمشاهدة معالم المدينة الثقافية والحضرية.

بحلول القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، كانت لدى المفكرين اليونانيين فكرة جيدة عن الثقافة المصرية، فكانوا يعرفون أنها حضارة قديمة، وتعاملوا معها باعتبارها مصدرا للمعرفة والحكمة، يعتقد البعض منهم أن مصر قد أثرت على اليونان في الماضي البعيد. فبالنسبة للمؤرخ هيرودوت، كان الدين اليوناني في الغالب مستوردًا مصريًا.

وتزايد هذا التفاعل بين البلدين في الفترة الهلنستية، أواخر القرنين الرابع والأول قبل الميلاد، عندما احتلت مصر، بعد فتوحات الإسكندر الأكبر، سلالة يونانية مقدونية مقرها مدينة الإسكندرية الجديدة. فأصبح البلد نفسه ثنائي اللغة وثنائي الثقافة بشكل متزايد، وهو ما استمر حتى العصر الروماني. وتشير الكاتبة ايان روثيرفورد في كتابها "العلاقات المصرية اليونانية، إلى أن الرمز الأكثر وضوحًا للثقافة اليونانية المصرية الجديدة التي نشأت هو شعبية الديانة المصرية.

كان الشيء الأساسي المشترك بين مصر واليونان هو شغفهما بالأدب. كان الأدب اليوناني شابًا نسبيًا، وشهد عليه من حوالي 700 قبل الميلاد (هوميروس، هسيود)، على الرغم من أن الإغريق ربما كان لديهم أدب شفوي قبل ذلك بكثير. ومصر لديها واحدة من أقدم التقاليد الأدبية المصدق عليها في العالم، وتعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

ترى روثيرفورد أنه بمجرد توطين الإغريق في مصر، لا بد أنهم واجهوا الأدب المصري. لم يكن هناك نقص في الأدب المصري الذي تم تأليفه وأداؤه في هذه الفترة، ومعظمه في الشكل الأخير للغة المصرية المسماة "الديموطيقية" (التي لها نص صعب حقًا). وهو ما لن نعرف أي شيء عنه اليوم، لكن لحسن الحظ نجت مخطوطات البردي، أو على الأقل نجت بعض منها. وقد تم تحقيق تقدم هائل في تحديد وفك رموز هذه في العقود القليلة الماضية، حيث يمكن تكوين فكرة عن شكل الأدب المصري في الفترتين الهلنستية والرومانية.

ومن اللافت أنه يمكن وصف بعضه بأنه أدب المقاومة، فخلال معظم الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت مصر تحت سيطرة القوى الأجنبية، ليس فقط الإغريق، لكن الفرس في القرن الخامس وقبلهم الآشوريون، والأدب الشعبي يتخيل عالماً كانت فيه مصر ذات اليد العليا.

وتُرجم بعض هذا الأدب إلى اليونانية القديمة، ومنه قصة تيفنوت، على سبيل المثال. ويمكن القول إن الأدب اليوناني تأثر بالمصري في تلك الفترة فظهر مثلًا "كتاب تحوت" نموذجًا للأدب الصوفي اليوناني المعروف باسم Hermetica، أي الأعمال المرتبطة بالإله هيرميس.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: