Close ad

"انتصارات مصر العسكرية على جدران المعابد".. صفحات من أدب المديح والملاحم في مصر القديمة | صور

3-10-2020 | 16:10
انتصارات مصر العسكرية على جدران المعابد صفحات من أدب المديح والملاحم في مصر القديمة | صور انتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابد
محمود الدسوقي

معابد وبرديات، أشعار وكتابات تم نقشها، قصص وحكايات مثلت ذلك الأدب الذي يطلق عليه من قبل علماء المصريات "أدب المديح والملاحم"، وهو الأدب الذي حرص المصري القديم على إتقانه في نصوص شعرية عذبة، وذلك تخليداً لنضال المصريين العسكرى وانتصاراتهم فى الأحداث الحربية الكبرى طوال تاريخ مصر القديمة.

موضوعات مقترحة

الدكتورمحمد رأفت عباس، الباحث في علم المصريات، والمؤرخ المتخصص في دراسة العسكرية المصرية القديمة ومؤلف كتاب "الجيش فى مصر القديمة" قال في تصريحات لــ"بوابة الأهرام " إن أشهر ما وصل إلينا من هذه الأعمال الأدبية الرائعة "قصيدة مديح الملك تحتمس الثالث" ، و"تحتمس الثالث" كما هو معلوم أعظم ملوك مصر المحاربين وفاتح العالم القديم والمؤسس الحقيقى للإمبراطورية المصرية فى منطقة الشرق الأدنى القديم والتى امتدت من أعالى الفرات فى سوريا شمالا وحتى منطقة الجندل الرابع جنوبا ، والذى اعتبره المؤرخون أعظم ملوك العالم القديم المحاربين وأكثرهم عبقرية فى مجال الحرب والسياسة.

سجلت هذه القصيدة على لوحة جرانيتية تم الكشف عنها فى معبد آمون بالكرنك بطيبة وتتواجد حاليا فى المتحف المصرى بالقاهرة تحت رقم 34010، وتعود الأهمية التاريخية لهذه اللوحة إلى سردها لفتوحات وانتصارات الفرعون المحارب تحتمس الثالث وامتداد حدود إمبراطوريته الواسعة فى بلدان العالم القديم آنذاك في سوريا وفلسطين على لسان المعبود آمون رع إله طيبة وسيد الإمبراطورية المصرية، مما يضيف الكثير من المعلومات عن تاريخه الحربى كأعظم الملوك المحاربين خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة ، إلى جانب ما ذكر من خلال حولياته بالكرنك.

ويضيف د.محمد رأفت عباس أن نصوص اللوحة لم تأت من خلال سياق تاريخى محدد، بل سردت انتصاراته فى إطار شعري وملحمي وأسطورى إلى حد كبير، وقد ربطت بين انتصارات الفرعون وبين رغبة ومشيئة آمون رع، مؤكداً أن بعد القصيدة الشهيرة للملك تحتمس الثالث، تأتي ملحمة قادش، والتي تعتبر من أهم نصوص أدب المديح والملاحم المصرية القديمة.

وتعد قصيدة "ملحمة قادش" التى كتبت عن معركة الملك رمسيس الثانى الشهيرة التى خاضها ضد الحيثيين فى العام الخامس من عهده فى مدينة قادش السورية، أشهر ما وصل إلينا من أدب الملاحم الحربية فى مصر القديمة على الإطلاق ، وهى ملحمة شعرية كتبها الناسخ بنتاؤور ، وقد تناول فيها تفاصيل المعركة التى اعتبرت الأكبر فى تاريخ العالم القديم على الإطلاق، وهى تمجيد لشخص رمسيس الثانى وشجاعته حيـث نسبت إليه الانتصار فى المعركة ، وقد سجلت على جدران معابد أبيدوس والأقصر والكرنك والرمسيوم ، كما كتبت على بردية رايفيه الموجودة بمتحف اللوفـر وبردية سالييه الثالثة وظهر بردية شيستر بيتى الثالثة الموجودتين بالمتحف البريطانى.

أوضح الدكتور محمد رأفت عباس أن قصيدة ملحمة قادش عرضت لهجوم الملك رمسيس الثانى على أعدائه من الحيثيين بأسلوب أدبى ملحمى ممتع، فتقول : "عندئذ ظهر جلالته شبيها بأبيه مونتو ، وأمسك بأسلحته ، وارتدى زيه الحربى ، مثل المعبود بعل فى ثورة عنيفة ، وكانت المركبة الحربية التى تحمل اسم نصر فى طيبة قد جاءت من اسطبل ملكى كبير. ،واندفع جلالته واخترق صفوف هؤلاء الحيثيين الجبناء ، وكان وحيدا بالفعـل ، ولم يكـن معه أحد ، وعندما ألقى نظرة خلفه ، رأى أن ألفين وخمسمائة مركبة حربية قد سدت عليه كل مخرج ، مع كل محاربى بلاد الحيثيين التعساء وأيضا عددا من القوات من البلاد المتحالفة".

وتضيف القصيدة على لسان رمسيس الثاني " ولم يكن معى أى ضابط ، أو قائد مركبة ، أو أحد أفراد القوات ، فقوات مشاتى ومركباتى وقعوا ضحية لهروبهم ، ولم يمكث منهم أحد لكى يقاوم الحيثيين. ( وناديت ) آمون ، أبى ماذا يجرى إذن ؟! ، إنه لا ينسى فى ذلك الوقت ولده ، ماذا أنا فاعل بدونك ،إنها تفوق قوة سيد مصر ، كيف يسمح للبربر أن يدنسوا أرضه ؟! ، ما قيمة هؤلاء الأسيويين بالنسبة لك ، آمون ، إن هؤلاء التعساء لا يعرفون معبودا ، ألم أشيد لك العديد من الآثار ؟! ، ألم أملأ معبدك بأسراى ؟! إننى أناديك يا والدى آمون ، إننى وسط جحافل بربر لا أعرفهم ، إن قوات كل البلاد قد اتحدت ضدي وأنا وحيد بمفردي ، بدون أى مخلوق معي ، لقد تركني معظم جنودي ولم يتجه أحد منهم بنظره نحوي. وإذا ناديتهم ، لا يستطيع أحدهم أن يسمعني ، ولهذا أناديك ، لأننى أعرف أن قوة آمون تفوق مليون جندي ، وإذا كنت هناك ، فإنه بناء على أمر شفتيك يا آمون ولم أشك فى مشيئتك ، ومن هنا ، من حدود بلاد البربر ، إننى أتوجه إليك بدعائى ، إن صوتى يصل حتى أرمنت ، إننى أرى آمون إنه لبى ندائى ، إنه يبسط يده نحوى ، إنه معى ، الفرحة تتملكنى ، إنه خلفى ، إلى الأمام إننى معك ، أنا والدك ، يدى معك ، إننى أكثر نفعا من مئات الألوف ، إننى سيد النصر وإننى أحب الشجاعة".

وتسترسل القصيدة بلغة عذبة وتقول "هنا تملكتنى الشجاعة مرة أخرى، وأصبح قلبي سعيدا وكل الجهود قد كللت بالنجاح، وأجد نفسى شبيها بمونتو، وأطلق السهام على يمينى وأوثق الأسرى على يسارى، إننى أمامهم مثل بعل فى ثورة غضبه".

و"مونتو" الذي تم ذكره هو إله الحرب عند الفراعنة، وكان علي شكل صقر/ وتم تصوير مونتو في الفن المصري القديم على هيئة رجل برأس صقر أو برأس ثور، يرتدى قرص الشمس بين عمودين أو ريشتين على رأسه، وهما الصقر الذي يمثل السماء، والثور الذي يمثل القوة والحرب، كما أنه كان يصور ممسكا بيديه الأسلحة المختلفة، بما في ذلك السيوف والأقواس والسهام والسكاكين، وقد بنيت له معابد في مصر القديمة، منها الأقصر ومدينة أرمنت التي ذكرتها ملحمة قادش.

يضيف الباحث الدكتور محمد رأفت عباس أن أنشودة الانتصار التى كتبت فى عهد الملك مرنبتاح رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة تعد من أروع قصائد الملاحم التى سجلت فى تاريخ مصر القديمة، حيث يبدأ نص الأنشودة بالعام الخامس فى اليوم الثالث من الصيف من عهد جلالة الملك مرنبتاح ، ثم يلى ذلك إعلان النصر والإشادة بالملك محرر البلاد ، المنتقم لمنف وفاتح أبوابها.


انتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابدانتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابد

انتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابدانتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابد

انتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابدانتصارات مصر العسكرية علي جدران المعابد
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة