صدر حديثًا كتاب "الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث" للكاتب والصحفي محمد الشماع، عن مؤسسة شمس للطبع والنشر، وهو يضم حكايات روتها الصحافة المصرية قديماً، ليقدمها الكاتب بوجهة نظر معاصرة، وأكثر حيادية عن الظرف الاجتماعي والسياسي الذي كتبت فيه.
موضوعات مقترحة
وقال الشماع لـ"بوابة الأهرام": "أنا شغوف بالصحافة القديمة، ودائماً ما أقضى وقتا طويلاً في أرشيف المؤسسات الصحفية القومية، وكذلك قاعة الدوريات في دار الكتب والوثائق القومية، إضافة إلى ما أملكه من أرشيف لمجلات وصحف تعود إلى زمن الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، وخلال العام الماضي، لفت نظري أكثر من 100 قصة صحفية غريبة ومدهشة، ربما يعرف القارئ الجانب الرسمي منها، ولكنه لا يعرف خباياها وخفاياها، وكيف كتبت في الصحافة وقت حدوثها".
وتابع: ولأن الصحافة واحدة من أهم مصادر التاريخ المهمة والمؤثرة، فالكتاب يقدم دعوة لإعادة قراءة مشاهد متناثرة، ليكتشف مثلاً أن خطة توزيع الأراضي على صغار الفلاحين كانت فكرة في عهد الملك فاروق، وأن البابا كيرلس أعلن ظهور مريم العذراء في كنيسة بالزيتون أمام 150 مراسلا صحفيا عالميا، وأن أم كلثوم وصفت العاصمة الفرنسية باريس بمدينة الفقر والجهل والمرض.
ويشير "الشماع" إلى أن القارئ سيكتشف مثلًا أن مهندس إنشاء إستاد القاهرة الدولي هو نفسه مصمم إستاد ميونخ الأولمبي، وأن "زمباكولا" كان منافسًا مصريًا شرسًا لمنتجات بيبسي كولا وكوكاكولا العالمية، وسيكون بإمكانه معرفة أن حانوتي اليهود المصريين في أوائل السبعينيات كان مسلمًا يدفن جثامينهم مقابل 30 جنيهاً، وأن أكابر السياسيين في مصر سمحوا لأنفسهم أن يكونوا مادة إعلانية لنوع من أنواع الصابون، ليس لشيء إلا لأنه كان يحمل اسم الملك فاروق.
ويحكي الكتاب عن عدد من الأحداث من ضمنها استقبال أعضاء المجمع اللغوي العربي لعضوه الجديد توفيق الحكيم، وكيف غنى أحمد عدوية على مسرح متروبول أثناء حرب أكتوبر، وتبرع بإيراد الحفل لصالح المجهود الحربي، في نفس الوقت الذي كان يُعرض فيه على سينما رويال بالإسكندرية فيلم "مغامرات عبيط" للوجه الكوميدي الجديد - وقتها -، وودي آلان.
يؤكد الكاتب، أنه لم يتقيد بتاريخ معين لقصاصاته، "هناك قصاصة مثلاً من جريدة "الأهرام" تعود إلى العام 1881، وهناك قصاصة أخرى من مجلة "صباح الخير" تعود إلى سنة 1985، حيث كانت إصابة الملاكم الأمريكي المسلم محمد علي كلاي في الرأس هي الشغل الشاغل؛ ليس في مصر فقط، بل في العالم كله".