عمل الزعيم الوطني مصطفى كامل الذي ولد في مثل هذا اليوم 14 أغسطس في عام 1874م في صحيفة الأهرام أكبر الصحف اليومية المصرية، ككاتب مقالات رأي عام 1892م، وذلك حين قام خليل مطران شاعر القطرين بتعريفه لبشارة تقلا مؤسس الأهرام في الإسكندرية، لتصقل الأهرام موهبته الصحفية للدفاع عن القضية المصرية، والمطالبة بإزاحة الاحتلال البريطاني لمصر.
موضوعات مقترحة
ولد مصطفي كامل بدرب الميضا بشارع الصليبة بحي الخليفة بالقاهرة، ومات والده الذي كان ضابطًا في الجيش وعمره 13 سنة، وكان أبوه يتمنى أن يكون أزهريًا فقام بتحفيظه القرآن الكريم، لكن الأم ألحقته بمدرسة أم المحسنين كي يكون محاميًا ثم انتقل إلى مدرسة السيدة زينب بعدها المدرسة الخديوية، ثم أسس جمعية الصليبية الأولى للأدب وهي جمعية ظاهرها الأدب والشعر وباطنها النضال ضد الاحتلال البريطاني.
يقول الصحفي أحمد رشاد في كتابه "مصطفي كامل" طبعة 1958م، إن مصطفى كامل في طفولته شهد أحداثًا جسيمة فقد رأي عزل الخديو إسماعيل وثورة عرابي، ومذبحة الإسكندرية، وضرب الأسطول الإنجليزي لها بالقنابل، ودخول جيش الاحتلال بقيادة الجنرال ولسلي، وشهد خضوع وطنه لدولة أجنبية استعمارية، وصمت الثوار العرابيين ونفيهم، وهذا ما جعله يقرر أن يكون صوتًا لوطنه، بل قام بمصاحبة عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية كي يتفهم أخطاء الثورة العرابية ويتجنبها.
ويضيف رشاد أنه في شهر يونيو عام 1892م نجح مصطفى كامل في السنة الأولى بمدرسة الحقوق، وفي خلال زيارته للإسكندرية تعرف على بشارة تقلا فأفسح له المجال وأصبح صحفيًا في الأهرام، بل ساهمت الأهرام في ثقل تجربته الصحفية لتعد هذه الصفحة من تاريخه من مقدمة لأعماله الجليلة، وقد نشر في الأهرام الكثير من المقالات منها مقال عن الحديث الذي دار بينه وبين الكولونيل بارنج شقيق المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر، وغيرها من المقالات.
أصدر مصطفى كامل مجلة تربوية اسماها المدرسة وكانت تشتمل على مقالات تهذيبية وحوادث وأخبار ودراسات أدبية وعلمية وقصائد وأناشيد وطنية، وكان الغرض منها تعريف الأجيال بواجبهم الوطني، وكانت تصدر مرة كل شهر، وكان يقوم بتحريرها وتهذيبها، وقد نجحت هذه المجلة وزاد عدد مشتركيها، قبل أن يكتب في الأهرام والصحف الفرنسية، ويؤسس اللواء فيما بعد.
وساندت الأهرام المطالب المصرية باستقالة اللورد كرومر إثر مذبحة دنشواي، حيث أكدت أن كرومر أضعف الأسطول المصري وأراد القضاء على مصر وأضعافها في شتى المجالات، وذلك بعد قيام مصطفى كامل بنشر خبر من مراسل لندن عن أنباء ترجح قبولة استقالة اللورد كرومر في جريدة اللواء وقبولها من الحكومة البريطانية.
كتب مصطفى كامل في الصحف الفرنسية وأجريت معه حوارات في كافة صحف العالم كزعيم وطني، وأسس جريدة اللواء الناطقة باسم حزبه، وابتكر مصطفى كامل طريقة جديدة للدعاية للقضية المصرية، وذلك أنه وضع نداء للحرية الممثلة لفرنسا في ذلك الوقت بهيئة لوحة رمزية سياسية قدمها لمجلس النواب الفرنسي تمثل مصر ترزخ في قيود الاحتلال وتستصرخ فرنسا لمساعدتها، وجعل في ذيلها ثلاثة أبيات من قصيدة كتبت باللغة العربية والفرنسية منها البيت الشهير " (انصري مصر إن مصر بسوء واحفظي النيل من مهاوي الهلاك).
في فبراير 1893م نشر مصطفى كامل كتابًا أسماه "أعجب ما كان في الرق عند الرومان"، ولم يأت فيه ببحث جديد أو فكر جديد كما يقول أحمد رشاد في كتابه متسائلاً ولا ندري مالذي دفعه علي كتابة الكتاب؟ وأكبر الظن أن الدراسات القانونية التي كان يتلقاها هي التي دفعته إلى نشره وتكلم فيه عن مختلف مراحل الرق عند الرومان، ومعاملتهم لهم، وذكر ذلك دون شرح أو مقارنة للتشريعات الجارية عند الأمم.
دعا مصطفى كامل الروائي الفرنسي بيبر لوتي الذي ارتحل عبر النيل للصعيد لمشاهد آثار الفراعنة، وقد كتب مصطفى كامل إلى مدام جوليت آدم "جئت لزيارة بيبر لوتي الذي سافر 12 يوما عبر النيل من القاهرة ولكن هل ستساعدني صحتي للقيام بهذا العمل؟ كم أتمني"، وختم مصطفى كامل خطابه، أن لوتي يريد أن يكتب عني فصولًا مضحكة وسأتركه يفعل لأنه في غاية الرقة وتسرني رؤيته لمصر.
بعد وفاته شغل مصطفى كامل الصحافة المصرية برمتها سواء قصص حياته الشخصية وارتباطه العاطفي بالأميرة شويكار والتي نفاها المؤرخ الرافعي، أو استدعائه في الأحداث الجسيمة في الوطن حيث تم عمل ملف كامل عنه بمرور 40 سنة على وفاته عام 1948م تستلهم نضاله ولقاءات صحفية مع أصدقائه، وبعد قيام ثورة يوليو 1952م تم عمل فيلم سينمائي له وتم الاعتناء بمتحفه الذي يضم مقتناياته وأوراقه وكتبه.
قصة مصطفي كامل في صحيفة الأهرام ورحلة النيل
قصة مصطفي كامل في صحيفة الأهرام ورحلة النيل
قصة مصطفي كامل في صحيفة الأهرام ورحلة النيل
قصة مصطفي كامل في صحيفة الأهرام ورحلة النيل