الرسائل الأدبية فن قديم، رغم تنوع أصنافها وتعدد مواضعها فإننا نجدها في عصرنا الحالي تظهر في شكل جديد لصيق بإفرازات العصر الحديث عقب الحرب العالمية الأولى، بدأها العلامة ابن حزم الظاهري في كتابه (طوق الحمامة)، ومن العصر الأندلسي لعل من أهمها رسائل الشاعر ابن زيدون لولّادة بنت المستكفي.
موضوعات مقترحة
وعلى خطى رسائل جبران خليل جبران إلى مى زيادة، وغسان كنفاني إلى غادة السمان، وكافكا إلى ميلينا وغيرهم من رموز أدب الرسائل الذين رسخوا معاني مختلفة للحب والوطن، يصدر خلال أيام عن دار ابن رشد بالقاهرة، رسائل منى الشيمي وأسامة الرحيمي في كتاب جديد بعنوان "صباح الخير يا منى".
الكتاب عبارة عن رسائل متبادلة بين زوجين الروائية منى الشيمي والكاتب أسامة الرحيمي، الصحفي بجريدة الأهرام، وتأتي فرادته في جرأة إعلان مشاعر كل منهما تجاه الآخر على الملأ بلا تحسب.
فوجئت "منى" بفرض الحجر الصحي على مدينة الغردقة الصغيرة، التي ذهبت إليها لإنهاء أوراق انتدابها من عملها السابق كمُدرسة بالتربية والتعليم هناك، إلى عمل آخر بوزارة الثقافة في القاهرة حيث تعيش الآن مع زوجها "أسامة" وأمام تفشي الوباء، وانقطاع السبل بها فكّرت بنشر رسالة إليه على "فيسبوك".
قرأ «أسامة» الرسالة الأولى ضمن الأصدقاء على صفحتها، وفي فورة دهشته استقل أول أوتوبيس إلى الغردقة، وكان الأخير قبل إغلاق المدينة آن تفشي الذعر، وحين وصل البيت كانت قد نشرت الرسالة الثانية، فأعجبته أيضا، وشجّعها على الاستمرار بفرح.
توالت الرسائل، استولت مراوحتها الناعمة بين الخاص والعام على اهتمام الأصدقاء، وعكست ردود أفعالهم دهشة جماعية، تزايدت يوما فيوم بحكيها العفوي عمّا تفعله في الحجر، وآرائها في الأفلام التي تشاهدها وموضوعات التاريخ التي تحتشد بها لكتابة روايتها الجديدة! ولم تخل الرسائل من شكاوى نسوية طريفة، ومشاغبات زوجية خفيفة الظل، وكانت تختم رسائلها بذكر محاولات كل منهما لإيجاد حلوله من أجل ازدهار علاقتهما الزوجية.