جاءت جائحة كورونا لتفرض علينا عددا من القيود وأبرزها مبادرة "خليك فى البيت" التى أطلقتها وزارة الثقافة حفاظًا على صحة وسلامة المواطن، ومن ثم لم يعد هناك مفرا لدى الفنان التشكيلي سوى اللجوء إلى عرض أعماله "أون لاين" أو تركها لحين انفراج الأزمة.
موضوعات مقترحة
تماشيًا مع هذه الأزمة ومتطلباتها قامت الفنانة التشكيلية لينا أسامة بعرض تجربتها التشكيلية الجديدة "ديناصورات منزلية" بصورة افتراضية بموقع جاليري أزاد، والذي كان من المفترض أن يقوم بالعرض بشكل مباشر.
حول تجربتها الجديدة قالت "الأعمال التى تضمنها معرض (ديناصورات منزلية) تختلف عن إنتاجها السابق من ناحية التغير المناخى وتأثيره على حياتنا وفكرة الانقراض التى بدأت تراود البشر واختفاء بعض الحيوانات" ، كما أشارت إلى وجود عدة لوحات عن فترة الحرائق فى الصيف الماضى إلا أن غالبية الأعمال تتناول الديناصورات التى تمثل الإنسان فى الفترة الحالية من حيث الخصائص الاجتماعية للمرحلة".
وأوضحت لينا فى حديثها لــ"بوابة الأهرام"، أنه كان من المفترض أن يحتوى المعرض على مائة لوحة بمقاسات مختلفة، على أن يعقد فى الجاليرى متضمنًا لوحات تجمع بين الديناصورات أو البشر أو الكائنات المهجنة فى صراعات أو مسيرات جماعية، ونظرًا لانتاجها كثيرا من الأعمال الخاصة بالمعرض فى الشهور الأخيرة فقد انعكس انتشار فيروس كورونا على هذه التجربة".
وتواصل " كانت اللوحات فى الأساس قبل الكورونا تحتوى على أشخاص وحيوانات ترتدى ماسكات وتغيرت بعض الشيء بعد انتشار كورونا حيث طغت عليها الألوان الساطعة، واختفت العناصر الجغرافية فى المجموعة الأولى من حيث الملامح الخاصة بمحافظة القاهرة مثل: ماسبيرو، برج القاهرة، المتحف المصرى وبعض الأحياء المصرية".
أما لوحات المتجة بعد جائحة كورونا فقد أصبحت الخلفية بها مجردة أكثر مثل المباني المجردة والنقوشات، كما ازداد تنوع الكائنات فى المسيرات إلى أشخاص من حضارات قديمة مختلفة وهياكل عظمية ومكوك فضائى كما قمت برسم الفيروس نفسه فى بعض اللوحات.
وحول عنونة المعرض بـ"يناصورات منزلية" تقول "هو عنوان يحمل حالة من التناقض بين الكلمتين، فالديناصور يرمز للانقراض أو العنف أو زمن آخر فى الطبيعة، فيما نجد أن اقتران هذه الديناصورات بالمنزل يشير إلى أنها أصبحت شيئا منزليا داخل حياتنا التقليدية اليومية التى ترمز للاستقرار".
وقررت الفنانة مع إدارة الجاليرى إقامة المعرض أونلاين إذ رأوا أن القيمة التى تعمل عليها تتعلق بموضوع معاصر، فضلاً عن أن الديناصور له علاقة بالاعلام والصور التى يتم ترسيخها بذهننا دون أن نراها بشكل مباشر ولكنها نراها كثيرا فى التلفاز أو بالسوشيال ميديا.
وترى لينا أن فكرة العروض أونلاين أصبحت ضرورة حتمية لا يمكن الاستغناء عنه فى السنوات الأخيرة.
وتستطرد "هناك مشروعات فنية تنجح عبر عرضها بشكل ديجيتال، وتستشهد بتجربتها السابقة عن واحة سيوة والتى تشير إلى علاقة البراح والصحراء، ومن ثم كان التركيز على التكوين والعناصر وأسلوب الرسم للوحات أكثر من المفهوم الفنى الكامن خلفها وصدمة العناصر المستخدمة".
وتعتقد الفنانة أن جزءا كبيرا من ممارساتنا الفنية سيتم عرضه بصورة افتراضية حيث إن هذه النوعية من العروض لا تتسبب فى أحداث رهبة للجمهور غير المتخصص لذلك يمكن الاستفادة منها باستقطاب شريحة عريضة من الجمهور على أن يصاحبها حركة تثقيف.
لوحات " ديناصورات منزلية " لينا أسامة لوحات " ديناصورات منزلية " لينا أسامة لوحات " ديناصورات منزلية " لينا أسامة