يتباين تفاعل كل فنان مع جائحة كورونا حسب فكره ورؤيته الفلسفية والفنية للحدث وتوقعه لنتائجها وتأثيرها، فهناك من يعتبرها سؤالًا ولغزًا ينتظر إيجاد تفسير له حتى يتعاطى معه فنيًا، على جانب آخر نجد من يحاول تجاوز القلق والملل بالرسم وبث الأمل في محاولة للخروج من النفق المظلم.
موضوعات مقترحة
وفي هذا الإطار قامت التشكيلية الدكتورة راندا فخري الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان برسم لوحة "يُحكى أن في العناق حياة"، مقاس ١٤٥/٦٥سم بألوان زيتية مع ديكوباج على توال.
حول رؤيتها المبتغاة من خلال هذا العمل تحدثت د. راندا لـ"بوابة الأهرام" وقالت: "هي نظرة أمل تجاه المجهول الذي يمثله فضاء اللوحة ذو الألوان القاتمة.. يتجسد الأمل في صورة فتاة تنظر للمتلقي بوجه مستنير، نظرة أمل ويقين في زوال تلك الغمة، بينما تحمل على ظهر كف يدها غرابًا يحتضن حمامة في وداعة وأمان، وسلام وألفة".
وتتابع فى شرح مضمون اللوحة: "يمد الغراب رأسه ليحميها بمنقاره الضخم، كأنه مظلة تحميها ليس من وباء فقط ولكن من أشرار الكون بأسره، كائنان مختلفين تمامًا ومن المحال وجود هذه العلاقة في الحقيقة، فالغراب ليس بالطائر الجميل شكلًا أو المطرب صوتًا، أو حتى الجالب للسعادة، والحمامة بنية اللون، وديعة الشكل والصفات كيف أئتلفا، كيف وثقت به الحمامة، وألقت برأسها على كتفه مطمئنة في سكون ووداعة، لا نعلم كل ذلك".
وتواصل: "ما نعلمه هو أنهما بذلك العناق الصادق قد امتلكا الحياة بأسرها، فنبتت الزهور في رداء الفتاة، بل تسللت إلى ياقة الرداء البيضاء لتصعد على الرقبة معلنة بداية الخلاص، أنه الحب المطلق الذي لا يعرف الاختلاف. وهذا ما شعرت أنه المخرج من أي ألم أو محنة، فالحب طاقة لا نهائية تفعل المستحيل وتحقق المعجزات، حب الله والكون بكل أسراره والكائنات كلها بما فيها من نبات وحيوان وإنسان".
وتستطرد: "أعتقد أن ما أثّر على مخيلتي وأثار انتباهي خلال تلك الفترة هو محاولة الجميع الرجوع إلى الحب والتشبث به كطوق نجاة، يد بيد وقلب على قلب، أرواح خائفة على أحبابها، وأحباب يقتربون بعد الفراق، و بما أنني أصور ما يدور بداخلي فمن المحتمل أن تستمر تجربتي الفنية بنفس هذا الاتجاه إلى أن أصادف مثيرًا حياتيًا جديدًا".