Close ad

من أرشيف الأوبئة.. كيف حارب أطباء مصر الكوليرا عام 1947؟

31-3-2020 | 19:42
من أرشيف الأوبئة كيف حارب أطباء مصر الكوليرا عام ؟صورة ارشيفية
محمود الدسوقي

حين ضرب وباء الكوليرا الهندية مصر عام 1947م، كان من الضروري إخلاء مستشفى حميات العباسية ونقل المرضى لمستشفى حميات إمبابة، فيما انكب الأطباء المصريون على عمل تجارب علمية، رصدتها الصحف والمجلات الصادرة في ذات العام.

موضوعات مقترحة

يقول الدكتور نصر الدين أبوستيت في مذكراته العلمية النادرة، إن وباء الكوليرا العاشر بدأ في وقت جلاء القوات البريطانية عن الهند في 15 أغسطس 1947م، حيث كانت هذه القوات تتخذ من منطقة قناة السويس محطة لها وكانت قوات الاحتلال تتخذ منطقة فايد لرسو السفن مخالفة لوائح الحجر الصحي، مما جعل الكوليرا القادمة من الهند تنتشر في مصر بالتحديد 22 سبتمبر 1947م ليبدأ قصة الوباء العاشر في مصر.

وتنشر "بوابة الأهرام" نقلًا عن أرشيف الصحف والمجلات المصرية قصة هذا الوباء، حيث أظهر أرشيف مجلة "المصور" نضال الأطباء المصريون في اكتشاف مصل للدواء، جنب إلى جنب مع البعثات الطبية الأجنبية في الحد من انتشار الوباء، حيث استطاع الطبيب عبدالحميد جوهر من كلية الطب أن يستخرج سم ميكروب الكوليرا غير مختلط بشيء.

ويضيف أبو ستيت في مذكراته أن العالمين المصريين الدكتور عبدالخالق والحلواني، قاما بإجراء أبحاث العالم روجرس التي قام بتطبيقها عام 1902م في وباء موشا؛ للوصول إلى نتائج متعلقة على الجو والحرارة والمناخ في وباء عام 1947م، كما أظهرت الإحصائيات التي نشرت عن وباء كوليرا عام 1947م، أن المناطق شديدة الإصابة به في مصر هي المناطق شديدة الرطوبة، حيث كانت الإصابة في أحياء القاهرة الرطبة مثل بولاق ومصر القديمة أشد من الأحياء الجافة في حلوان، بينما كانت الإصابة في شمال البحيرة شديدة، وكانت في الإسكندرية أشد.

وكان التطعيم من الكوليرا ليس ضمانًا ضد العدوى، إلا أنه يقلل احتمال الوفاة إذا حدثت الإصابة، ويؤكد نصر الدين أبوستيت، أن الكوليرا حين ضربت مصر عام 1947م انتقلت لنحو 240 من الأطباء والممرضات الذين كانوا يشتغلون في مستشفيات القاهرة والمنصورة ودمياط في محاربتها، بل ظهر الوباء في فندق شبرد ذات المستوى العالي من النظافة.

وأظهرت "المصور" حرب الطائرات على الذباب وقيام البعثات الأجنبية بالرش والتعقيم في المنازل الريفية، وقيام سيدات مستشفى مبرة محمد علي الخيرية بمكافحة الكوليرا بالتطعيم والمال والملبس، وكذلك الصابون، فيما نشرت المجلة صورًا لسيدات من الأثرياء يقمن بغسيل حيوانات أليفة يوميًا بمطهرات في زمن الكوليرا، وصور لعدد من الشخصيات البارزة في المجتمع آنذاك وهم يتلقون اللقاح، وقصص مثيرة عن حكايات المرضى في مستشفى حميات العباسية، ومن الغرابة أن وباء الكوليرا لم يشتد في مصر الوسطى مثل الدلتا كما يؤكد نصر الدين أبوستيت.

كما أكد، أن الوباء انتهى في الصعيد والقاهرة قبل شمال الدلتا، مما جعل العالم خليل بك عبدالخالق أن يتوقع معاودة المرض في مايو عام 1948م حين ترتفع الرطوبة الملائمة لميكروب الكوليرا.

'الشفاء من الكوليرا ممكن بعد 5 أيام"، هكذا أظهر أرشيف الصحف وجوه المرضى التي كانت تعاني من القيء والإسهال، والتفاف المرضى حول الدكتور الرملي بك مدير المستشفى وطلبهم المتكرر الخروج من المستشفى قائلين "إحنا مش عيانين سيبونا في حالنا" ثم صورة لمريض انتصر على الكولير في اليوم الخامس بسبب العناية به في المستشفى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: