التشكيلي "حسام ضرار" يحتمي بأحلام اليقظة بعيدا عن ضغوط الواقع | صور

يحتمى الفنان التشكيلي حسام ضرار بأحلام اليقظة من خلال لوحات معرضه الجديد، المنعقد بجاليرى الزمالك للفن، هروباً من ضغوط الواقع المتباينة بحثاً عن السكينة والهدوء الداخلى بأعماقنا ولو فترات وجيزة.

حول فكرة معرض "أحلام اليقظة" تحدث ضرار لـ"بوابة الأهرام وقال: نمر بلحظات صعبة فى حياتنا اليومية، وأحيانا نشعر أننا نشأنا بطريقة معينة؛ حيث يبث المجتمع المحيط لنا أفكارًا معينة أحيانًا نرفضها أو لا نتقبلها، فنبدأ ننعزل بعض الشيء بأفكارنا ونلجأ إلى فكرة الحلم.

ويوضح: ليس حُلم اليوم ولكن حُلم اليقظة الذى ننفصل من خلاله عن المجتمع للحظات، ونبدأ نغمض أعيننا لنرى أعماقنا الداخلية نرى الطاقات التى بداخلنا والأشياء التى يمكن أن نؤمن بها ونفكر فيها ولكنها تصطدم بالمجتمع فنوجد عالمنا الخاص فى اللحظة التى ننعزل فيها عن المجتمع.

ويتابع: جاءت الفكرة حيث نشأت وأقمت فى مصر معظم حياتى وكانت هناك عادات وتقاليد وأفكار وأشياء أخذتها من أسرتى والمجتمع الذى نشأت فيه ولكن بعدما كبرت بدأت أفكر فى إعادة صياغة هذه الأفكار فأصبح بداخلى رفضاً ولكن كان من الصعوبة مواجهة المجتمع به ولكن عندما عشت عشر سنوات سنوات فى أوروبا كانت الصدمة الحضارية.

ويستطرد: فكرة أن الغرب يلجأ الى جعل كل فرد يمتلك أفكاره الخاصة ومن ثم بدأ يحدث بداخلى مقارنة بين الحضارتين والثقافيتن والتكوين لنفس فى الأفكار فرغبت أن اعبر عن هذا فى لوحاتى.

ويعلل ضرار سبب تصدر صور الفتيات كمفردة تشكيلية رئيسة باللوحة ويقول: الفتاة بالنسبة لى هى الحياة أو العنصر البشرى الذى اتحدث من خلاله عن أفكارى. فى اللوحات تغمض كل الموديلز أعينهن ويبدأن فى التفكير فى الأفكار التى بداخلهن وينعزلن عن المجتمع لذا نجد الخلفية فى اللوحات بيضاء لأننا نعيش فى حلم وليس واقع.

كما تدخل الألوان الأقوى للتعبير عن الأفكار التى تخرج من عقلهن لتظهر التعارض والتضاد والأسلوب الجديد الذى يفكرون به وغالبا يكون بطريقة مختلفة عن تلك التى توارثوها عن المجتمع.

نفذ ضرار معرضه "أحلام اليقظة" بالتتجاه التجريدى حيث رأى أنه الأنسب لأبراز فكرته وقال: أشعر الآن بأن الأشخاص والأحداث والمواقف كلها تتلاشى مع الوقت ويتبقى الإحساس المتبقى منهم. بالنسبة لى أن التجريد هو أن يتخطى الفنان مرحلة الأشخاص والأحداث التى حدثت له ويبدأ التفكير فى المطلق، فكرة الصراع نفسه وتلخيصه فى أفكار بسيطة.. التجريد هو المختصر المفيد أو عمق التجربة. لا أحتاج ذكر تفاصيل كثير، ولكن أذكر آخر ما توصلت له من خلال التجريد بغض النظر عن الأشخاص والأحداث والألوان.

أما عن سبب أخيارة للونيين الأبيض والأسود فأشار إلى كونهما يعبران عن فكرة الصراع. ولفت إلى قيامه بإدخال اللون الأحمر تعبيراً عن الغريزة وأحياناً يلجأ لاستخدام اللون الأزرق مع الأبيض والأسود حتى لا يكون الصراع مجرد، بل يدخل معه تأثيرات خارجية ما بين الأحمر والأزرق تعبر عن التأثيرات الممكن تتلاحم مع فكرة الأبيض والاسود كمتضادين أقوياء.

ركز ضرار على أن تكون لوحات "أحلام اليقظة" معبرة عن الحداثة بصفة عامة ولكن فى الوقت نفسه تتضمن عناصراً مصرية. ولذا نجده وقد استعمل أجنحة إيزيس و مفتاح الحياة وبعض الرموز المصرية لأن هذه هى حضارته والماضى الذى عاش فيه ومن هنا حرص على إظهارها فى لوحاته.