Close ad

الدروس المستفادة من تاريخ الحرب على الأوبئة في ملحق طبي قديم لـ"الأهرام" | صور

7-3-2020 | 22:09
الدروس المستفادة من تاريخ الحرب على الأوبئة في ملحق طبي قديم لـالأهرام | صور تاريخ الحرب على الأوبئة
محمود الدسوقي

تصدرت السيدة المصرية التي تحمل مجموعة من الأدوية، غلاف الملحق الطبي الذي نشرته جريدة الأهرام في نهايات الأربعينيات من القرن الماضي، قبل أكثر من 70 عامًا ، حيث كانت السيدة المصرية ترتدي الملاية الللف، وهي تحمل زجاجات الدواء الكبيرة  المقاومة لأمراض الشتاء، ومن بينها الإنفلونزا.

موضوعات مقترحة


كانت السيدة بطلة الغلاف تسير في شوارع القاهرة حاملة أدويتها الكبيرة علي يديها، حيث كانت الأدوية يتم تركيبها في الصيدليات آنذاك، فيما كتبت الأهرام تحت غلاف الصورة الفوتوغرافية، أنها السيدة حاملة الدواء فقط، كما قامت الأهرام بنشر إرشادات عن وباء الإنفلونزا الإسبانية، مؤكدة أن الوقاية فقط خير من العلاج

الملحق الطبي الذي نشرته الأهرام تحدث بإسهاب عن أمراض وأوبئة الشتاء، خاصة الإنفلونزا الإسبانية، حيث سرد الدكتور علي عبدالواحد بك، مدير مستشفي حميات العباسية، قصة الإنفلونزا، مؤكدا أن للحمي الوبائية دورات يظهر أثرها كل عشرين أو ثلاثين عاما.

يقول الدكتور عبداللطيف حمزة في كتابه الصحافة العربية، إن فكرة الملاحق في الصحافة المصرية والعربية ظهرت منذ زمن قديم جدا، خلال عام 1910م تحديدا، مضيفا أن قبل خمسينيات القرن الماضي فكرت الأهرام في الانتفاع بوكالة أنباء عالمية، مما جعلها تتميز بهذه الخاصية من الأخبار والتقارير من دول العالم المختلفة، وكانت وكالة الأنباء التي صنعتها الأهرام هي النواة في إنشاء وكالة أنباء عالمية لمصر بعد ثورة 1952م.

يؤكد علي عبدالواحد بك، مدير مستشفي الحميات، وهو أقدم المستشفيات في مصر، أن وباء الإنفلونزا ظهر في عام 1830م، ثم 1838م، ثم 1890م، ويضيف عبدالواحد بك أن وباء الإنفلونزا الإسبانية ظهر في مصر عام 1920م بشكل مريع، وعرف في مصر باسم الحمي الإسبانيولية، مؤكدة أن الإنفلونزا معروفة في العالم منذ خمسة قرون، وهي تصيب الناس عامة، الغني والفقير والقوي والهزيل والصغير والكبير.

وأوضح المؤرخ والباحث فرنسيس أمين في تصريحات لــ"بوابة الأهرام": أن الإنفلونزا الإسبانية عرفت بهذا الاسم بعد أن أصيب بها ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر، ورئيس وزرائه، وعدد من وزراء حكومته، مؤكدا أنها أتت عام 1918م في وقت لم تكن اللقاحات المضادة للزكام موجودة في عالمنا.

وانتشر وباء الإنفلونزا الأسبانية في أعقاب الحرب العالمية الأولي، يؤكد فرنسيس أمين أنها انتشرت في جميع بلدان العالم وخلفت ملايين الضحايا، وفي عام 1920م قدمت الإنفلونزا لدول قارة إفريقيا ومن بينها مصر، حيث حصدت آلاف الأوراح بحلول يناير خاصة في الإسكندرية، حيث كان من ضمن أعراضها ضيق في التنفس وزرقة في الشفتين والأصابع.

قدم الملحق الطبي للأهرام آنذاك الكثير من ملامح الوعي الصحي للمصريين، وذلك التعامل مع أمراض الشتاء، وفتح صفحاته للأطباء للحديث عن الأدوية الفعالة والسلوكيات التي يتبعها المواطنون، مدير مستشفي حميات العباسية قال في مقاله "تعلمون جميعا إن عدوي هذا المرض تنتج من خلال الرذاذ المتطاير من الأنوف والأفواه، بالإضافة للزحام في عربات النقل والترام والسيارات والقهاوي المغلقة والسينما سيئة التهوية، وكل تلك الأسباب تعتبر مهيئة لانتشار المرض، لذلك كان من أهم الخطوات المطلوبة في العلاج هي التهوية الجيدة وتجنب الزحام" .

كما أوصي علي عبدالواحد بك الطبيب باستنشاق الأوكسجين، وعدم الإفراط في استخدام أقراص السيلفا لأنها ليس لها فائدة، مضيفا أن الإنفلونزا الإسبانية لها تأثير قوي علي القلب، لذا يلزم الراحة للمريض في فراشه لمدة 3 أيام خصوصا لمن تعدوا الأربعين ، مؤكدا أن الوقاية أهم من العلاج.


 تاريخ الحرب على الأوبئة تاريخ الحرب على الأوبئة

 تاريخ الحرب على الأوبئة تاريخ الحرب على الأوبئة

 تاريخ الحرب على الأوبئة تاريخ الحرب على الأوبئة
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة