المسافة بين القاهرة ورأس الخيمة ثلاث ساعات تقريبًا، ٢٨٠ دقيقة تفصلنا عن برد القاهرة ودفء الإمارة. مسافة طويلة نوعًا ما، ومشقة السفر، لكن سرعان ما تهبط الطائرة في مطار رأس الخيمة الصغير، يستقبلك منظمو مهرجان الفجيرة بالورد، وتستقل سيارة خاصة مجهزة للفندق، إذ يشعر كل ضيف أو إعلامي في المهرجان بأنه شخص مهم جدًا، قطع هذه المسافة طائرًا ليهبط في رئة الإمارات كما يسمونها. رئة الإمارات، تشبه مدن القاهرة الساحلية، ومشتق اسمها "الفجيرة" من عين ماء تقع أسفل أحد الجبال العديدة التي تتميز بها المنطقة، وترجع أهميتها التاريخية إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، فقد كانت تعرف في العصور القديمة بأرض عمالقة البحار، وتشمل المدن والقرى الرئيسية في إمارة الفجيرة دبا ومربح وقدفع والبدية ومسافي والسيجي. "الفجيرة" مدينة ذات خصوصية ثقافية وشعبية، تحولت بأكملها إلى عرس ثقافي وفني كبير، يعج بالضيوف العرب من خلال مهرجان الفجيرة الدولي للفنون الذي يُقام كل عامين على عكس كافة المهرجانات التي تقام سنويًا، إذ ارتأت اللجنة تنظيمه كل عامين حتى تستطيع أن تستعد للحدث بالشكل الذي يليق به وبضيوف المهرجان والإمارة، وتعد هذه الدورة الثالثة للمهرجان الذي تزخر بعدد كبير من الفعاليات، وبخاصة هذا العام، مهرجان الفجيرة للمونودراما، وجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع التي أطلقت دورتها الثانية من القاهرة في أواخر العام الماضي. تقام فعاليات المهرجان الذي يتحدى نفسه كله عام باستضافة ضيوف أكثر، في ثلاثة أماكن، مسرح الكورنيش بدبا وتقام فيه الحفلات الفنية، والقرية التراثية بدبا وهي عبارة عن قطعة أرض كبيرة مقسمة إلى مسرح ومنافذ، يضم كل منفذ جزء من تراث الإمارات كالملابس والفخار ونماذج للحياة البدوية الأصلية، وغيرها، وفي مواجهة القرية التراثية، مسرح الفجيرة ومسرح أخر، يستضيف عروض المونودراما، وتستضيف قاعات الفنادق ندوات صباحية ولقاءات للفنانين والنجوم وبعض الكُتّاب، في ساحة مسرح الكورنيش أيضًا ساحة تشبه القرية التراثية، وبمنافذها ومتحف عبدالحليم حافظ، الذي يعد الحدث الأبرز في المهرجان فلأول مرة تعرض مقتنيات نادرة العندليب في دولة أخرى شقيقة، وكذلك سمبوزيوم الفجيرة. ثمة حالة استثنائية أحدثها المهرجان، فلم يكن مهرجانا فنيا وثقافيا فحسب، كانت العلاقات الإنسانية التي جمعت أهل الفجيرة بالضيوف العرب والأجانب هي الحالة الوجودانية الأبرز في هذه الدورة والدورات السابقة، إذ التحم الضيوف بالضيوف الذين جاءوا من أقصى بقاع العالم ليكونوا وحدة واحدة مع أهالي الفجيرة المنفتحين على الآخر. وراء هذا الحدث الكبير جنود مجهولة لا يشبهون نجوم السينما والدراما المصرية والعربية، ولا تلتقطهم عدسات الفوتوغرافية، لكنهم سيلمسون قلبك ووجدانك، بإنسانياتهم البالغة والدقة في التنظيم والحفاوة في الاستقبال، هم دبلوماسيو المهرجان الذين يمثلوا الإمارة الآثرة. "بوابة الأهرام" تسلط الضوء عليهم لتمنحهم جزءا مما يستحقون. يقام المهرجان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبإشراف مباشر من الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، الذي وضع على عاتقه تحويل الفجيرة نبراسًا للثقافة، ومحمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، وتضم اللجنة العليا؛ محمد سيف الأفخم، مدير المهرجان، وعبدالله محمد، وخالد راشد، وحصة الفلاسي، وعبدالله راشد، وجمال آدم. وراء هذا الحدث الكبير، جنود من لجنة العلاقات العامة وهم؛ عبدالعزيز سيف الأفخم، عبدالله علي الخديم، إبراهيم سرور الخالدي، ومحمد ناصر عامر النعيمي، ومصطفى عدنان، وسعود عبدالله الزعابي، وفهد المعلا، وعلي المنصوري، وصالح المنصوري، وجاسم المراشدة، ومانع محمد سعيد، وأسامة القيسي، وأحمد عبدالله قاسم، وسليمان المراشدة، وأحمد سالم الكعبي، وجمال الوشاحي، وشيخة جمعة المسماري، وعلياء الزعابي، ومنى الحساني، ومروة الزعابي، وايمان النقبي، ونوال البلوشي، ونورة الجابري، وفاطمة أحمد الجابري، وأسماء الصريدي، وعلا ديب، وجود قاسم، وفاطمة المسماري، وموزة الصريدي، وطلال الخديم، ومحمد شامس، ومحمد سعيد المينون، وفايز اليماحي، وهيثم الظنحاني، وعلي الظنحاني، ودعيج خليفة سعيد، وهيثم سليمان الخديم، وخالد البيعي، وخالد سعيد الظنحاني، وخميس محمد خميس، ومانع الغسية، ومروان الغسية، ومحمد الفلاسي، وسعيد عبدالله الظنحاني، ومحمد علي الخديم. كما تضم اللجنة؛ محمد علي السلامي، سعيد راشد علي الظنحاني، صالح خميس الصريدي، سعود خليفة سعيد، طارق أحمد حمد الظنحاني، وطارق سعيد عبدالله أحمد، ويوسف الظنحاني، وحنان حمدون، ومروان سعيد الظنحاني، وآمنة الطنيجي، وسارة البقيشي، وعبير محمد العامري، وعبير آل علي، وقمر زياد قمر، وروان المحاميد، ولبنى الخلايلة، ومنى الحمودي، وجميلة محمد، ومحمد فواز، وأحمد مكي، وعمر عبيدات، وسعيد سليمان الظنحاني، ومحمد أحمد الخديم، ومحمد علي الخديم، وراشد عبيد اللاغش، وإبراهيم محمد الزيودي، وعبيد أحمد الظنحاني، ومحمد راشد اليماحي، وفهم حسن الحمودي، وعبدالله محمد الظنحاني، ومحمد أحمد الغسية، وسالم أحمد الظنحاني، وحنان زكي السباخي، وعبدالله إبراهيم سرور، ومريم خميس النقبي. في حديثه يقول، عبدالعزيز سيف الأفخم، أحد أعضاء العلاقات العامة بالمهرجان، إن "المهرجان يمنحهم فرصة عظيمة للالتقاء بأجناس وثقافات مختلفة، ويحول الإمارة الصغيرة إلى عالم كبير واسع الأفق، وبدورنا كمنظمين يضيف لنا المهرجان خبرة معرفية وأدبية كبيرة، حيث جمعنا بنخب الفن والثقافة والمسرح والفكر من العالم العربي والأجنبي"، مضيفًا "نحن نحاول أن نكون طيلة الوقت في خدمة ضيوفنا". أما خالد محمد الظنحاني، عضو لجنة العلاقات العامة، فيقول "أنا ممتن لهذه الأيام التي أقضيها مع الأصدقاء من الأوطان العربية والأجنبية، هي أيام لا تعوض، ونحن لا نشعر بالتعب أبدًا لأننا نحاول أن نيسر الأمور على الضيوف، ونحاول أن نجعلهم يشعرون أنهم جزء من بيئتنا وثقافتنا العريقة". ورأى خالد سعيد الظنحاني، أن المهرجان جعل الفجيرة ملتقى للثقافات الرفيعة من جميع أنحاء العالم. وأكد سعيد عبدالله الظنحاني، أن المهرجان أكسبهم خبرة مسرحية كبيرة، ورؤية نقدية واسعة تمكنهم من نقد العمل المشارك نظرًا لمشاهداتهم لمئات العروض على مدار السنوات الفائتة. ودعا هيثم أحمد الظنحاني، جمهور المهرجان العربي والأجنبي أن يكرروا زيارتهم للمهرجان مرة أخرى، وقال "ننتظركم، ونحن في خدمتكم".