استضافت قاعة ملتقى الإبداع الشاعر محمد هشام لمناقشة ديوانه الأخير "ممالك بين اللحم والعظام" الصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وناقشه الشاعر الكبير إيهاب البشبيشي وأدار الندوة محمد التيم، وهو عمل يحمل أصداء إنسانية ونفسية وتصورات جمالية وكونية.
موضوعات مقترحة
وقال إيهاب البشبيشي إن محمد هشام ينطلق من ذاته إلى ذاته منكفًأ على ذاته الشعرية، وهو يعتني بذاته والإيقاع في ديوانه على الرغم من أنه تفعيله، إلا أن موسيقاه غير صاخبة وهادئة، فاعتمد على الايقاع أكثر من الصخب الموسيقي.
وأعرب الشاعر إيهاب البيشبيشي عن سعادته بهذا الديوان، مؤكدًا أن مثل تلك الفعاليات التي تقام في المعرض هدفها الأساسي إلقاء الضوء على الأعمال المميزة أكثر منه مناقشة متعمقة لها.
وأَضاف: "نحن أمام شاعر مختلف، على عدة أصعدة سواء على صعيد الكتابة أو التناول أو الأدوات، فينفرد بنسيج وحده سواء على سياق المجايلة وفي السياق الشعري أو السياق المصري المعاصر، وهو اختلاف ايجابي يجبرك كقارئ على أن تنجذب للعمل وتقرأه إلى النهاية".
ولفت البيشبيشي إلى أن عنوان الديوان مثير للدهشة وله عدة دلالات، فيمكن أن يُقرأ لغويًا كجزء من الجسد الذي يتحدث عنه الديوان وبالتالي تتساءل لماذا هي ممالك وليست مملكة واحدة فهي تحيلك إلى جسد واحد، وربما النظر إلى الممالك باعتبارها ممالك معرفية، سواء تاريخنا وذاكرتنا وغيرها، فالعنوان دال ومهم ومفجر لدلالات عديدة.
أما العتبة الثانية لديوان هي عتبة الإهداء، هو من البداية يشير إلى أن السؤال الرئيسي هو الانسان والموضوع الرئيسي هو الحيرة فهو سؤال وجوي بالأساس، وعلى المستوى الدلالي البسيط يبدو هذا الديوان كسيرة ذاتية لشاعر منسحقة في المجموع، تشعر بالظلم والانتهاك والعداوة ممن ومما حولها، هذه الذات المنسحقة لا يبدو لها أفق، أما القراءة الأعمق ربما تحيلنا إلى الطريقة التي كتب بها الشاعر هذا الديوان فهو يشعر بالاغتراب والخوف ما يحيله إلى الخيال الأسطوري.
وأكد البشبيشي كذلك أن الخيال الأسطوري له خصائص فهو يقدم لنا أحداثًا غير منطقية ويعتمد على المبالغة ويستعين بالأساطير الأخرى، وعليه إذا أردنا أن نلخص التشكيل الفني للديوان سيتلخص في الخيال الأسطوري.