Close ad

اختفى من الوجود 40 عاما.. كيف أعاد الأثريون المصريون تركيب "معبد جرف حسين" | صور

20-1-2020 | 15:35
اختفى من الوجود  عاما كيف أعاد الأثريون المصريون تركيب معبد جرف حسين | صورمعبد جرف حسين
محمود الدسوقي

"كان عبارة عن كتل أثرية متناثرة".. هكذا يصف الخبير الأثري "نصر سلامة" حال معبد جرف حسين في النوبة بأسوان في حديثه مع "بوابة الأهرام"، مضيفا أن إقامة المعبد من جديد تمت علي يد الأثريين المصريين فقط، بداية من الرسومات التي خططت القطع المتناثرة، أو إقامة التماثيل وعودة الشمس لأن تشرق علي وجه "تمثال رمسيس الثاني" مرة ثانية.

موضوعات مقترحة

"معبد جرف حسين" ينسب للملك رمسيس الثاني، ويتقارب مع تخطيطه، وخاصة في الجزء المنحوت من الصخر مع معبد أبي سمبل، وقد كان "معبد جرف حسين" هو أقرب المعابد المصرية للمياه في وقت بناء السد العالي بأسوان، لذلك كان أول المعابد المهددة بالغرق، ونظرا لصعوبة عملية الإنقاذ فقد تم نقله إلي جزيرة كلابشة.

في عام ٢٠٠١ قرر المجلس الأعلي للآثار عمل تطوير لجزيرة كلابشة بأسوان، وتضمنت هذه الأعمال إقامة مرسى للمراكب، وعمل أرضيات حجرية بين معبد كلابشة ومعبد بيت الوالي، وتحديث الإضاءة خارج وداخل معبد كلابشة، وتبدأ فكرة إقامة وتركيب المعبد مرة ثانية.

يضيف "نصر سلامة" في حديثه لــ"بوابة الأهرام": كنت وقتها أعمل كبير مفتشي آثار النوبة، وأثناء قيامي بالإشراف علي هذه الأعمال، لاحظت وجود كمية من البلوكات الحجرية مغطاة بالرمال بالقرب من معبد كلابشة، ولكني بدأت بدافع شخصي في دراسة هذه الكتل الأثرية ورسمها من جميع الجهات، حتي توصلت إلي ملامح مهمة، هي أننا يمكن أن نقوم بتجميع هذه الأجزاء وإعادتها ثانية، وقمت فعلا بهذا العمل من خلال الدراسة المتأنية للمعبد بشكله القديم.

نظرًا لتعرض المعبد للرمال المتحركة، فقد غطته الرمال وأخفته تماما، لذلك كان الأمر أقرب للمعجزة، فقد اختفي المعبد لقرابة 40 عاما، يقول نصر سلامة إنه قام أولا برفع الرمال ليجد حوالي ٢٥٠ كتلة حجرية تمثل أجزاء من تماثيل وأعمدة وأعتاب، ومن خلال الدراسة تأكد أن هذه الكتل سبق نقلها من موقعها الأصلي من معبد جرف حسين عام ١٩٦٥م في وقت بناء السد العالي، وكانت هذه الكتل خاصة بالفناء الخارجي للمعبد.

يؤكد سلامة أنه قام بتجميع أحد التماثيل بشكل أفقي علي سطح الأرض، وأثناء زيارة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة وقتها للموقع، ومشاهدته لهذا التمثال، قرر أن يشمل مشروع التطوير إقامة هذا الجزء من المعبد، حيث استغرقت الدراسات نحو عام ونصف العام، من خلال فريق ضخم من أثريين ومعماريين ومهندسين مصريين، ليتم تركيب المعبد بجميع عناصره المعمارية المتناثرة بشكله القديم، بعد اختفائه عن الحياة وتحوله لقطع متناثرة لمدة تجاوزت الـ 40 عاما.

يتذكر نصر سلامة عملية رسم جميع الكتل مرة أخري بشكل دقيق، يقول الخبير الأثري: حصلت علي موافقة اللجنة الدائمة للآثار وبدأ تنفيذ المشروع من شهر مارس إلي شهر مايو ٢٠٠٢، وقام وفد من اليونسكو بزيارة الموقع بعد إعادة البناء، وتقدموا بالشكر علي دقة التنفيذ، ولم يشارك في هذه الأعمال أي بعثات أجنبية، بل تم عرض العملية الناجحة لتركيب المعبد في كبري الجامعات الأوروبية، وفي عام ٢٠١٥ أرسلت لي جامعة نيوشاتيل بسويسرا، تطلب مني إلقاء محاضرة عن هذا العمل، الذي تم علي يد الأثريين المصريين.


معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين

معبد جرف حسينمعبد جرف حسين
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة