صدر حديثًا عن دار "المرايا" ديوان "كُشْك اعتماد" لوليد الخشاب والذي يعد الرابع في مسيرته، ويتميز الديوان بطوله النسبي، إذ يتكون من 115 صفحة تشكل في غالبيتها ما يشبه السيرة الذاتية للشاعر في مرحلة طفولته وشبابه في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين.
موضوعات مقترحة
يتجول الشاعر بين مشاهد تظهر فيها شخصيات تاريخية مثل عبد الناصر وسعد زغلول ومحمد علي باشا، وتتداعى أحداث فارقة مثل حرب 1967، وتفاصيل يومية عادية مثل لعب الورق والمرح في حوش المدرسة، ولمحات من التاريخ الثقافي في الثلث الأخير من القرن العشرين في مصر، من أماكن الترفيه الهامة مثل جزيرة الشاي وجروبي، إلى برامج التليفزيون ذي القناتين، مروراً بتَسَيُد شركتين فقط لسوق الأغذية المحفوظة.
تحمل أقسام الديوان عناوين "النوستالجيا"، "جنة الطفل"، "مدرستي"، "ازدواج المدن" في إشارة لانطلاق الشاعر من لحظة اعترافه بغلبة النوستالجيا والحنين إلى الماضي على الديوان، ثم تتبعه لذكريات الطفولة ومرحلة روضة الطفل "اسم "جنة الطفل" هو الاسم الحقيقي الذي كانت تحمله أول دار حضانة يذهب إليها الشاعر في الستينيات". يليهما مرحلة المدرسة وبداية استكشاف المدينة بصحبة والدته. أما القسم الختامي فيحمل عنوان "فردوس الحب وأعراف السياسة"، ليبدو قوسا يختم الديوان ويفتحه على الأمل في الحب والحياة في آن.
يتميز "كُشْك اعتماد" بأسلوب تهكمي ساخر يذكر القارئ بديوان الخشاب الأول "الموتى لا يستهلكون". لكنه لا يلجأ للفانتازيا والتغريب لإنتاج المفارقة مثلما في الديوان الأول، بل يثيرها من خلال الفجوة بين صورة الطفل ووعيه البريء من ناحية، والوقائع التاريخية والحقائق الجغرافية التي يعرفها الشخص البالغ.
صدر لوليد الخشاب من قبل ثلاثة دواوين: "الموتى لا يستهلكون"، عن دار ميريت 2001؛ "التي" عن دار شرقيات 2013، و"قمر مفاجئ" دار شرقيات 2015.