صدر عن دار"المثقف" كتاب "رواية الفلسفة.. اكتشف الفيلسوف بداخلك"، للباحث أسعد سليم.
موضوعات مقترحة
يتضمن العمل، رحلة الفكر الفلسفي الغربي منذ القرن الثامن قبل الميلاد وانتهاء بالمذهب الوجودي لدي جان بول سارتر في القرن العشرين. ويرصد المؤلف بزوغ الأساطير المؤسسة للفلسفة اليونانية، وكيف مهدت الطريق لنظريات طاليس وأناكيسمانس، وأناكسميندر حول المادة الأولية للكون وصراع العقل والحواس لدى بارميندس وهيراقليطس ومعارك الجدل لمجرد الجدل لدى السوفسطائيين"سادة فن الكلام "وكيف تفوق عليهم سقراط.
ويكشف المؤلف عبر فصول كتابه الثلاثة عشر الممتدة في 219 صفحة من القطع الكبير، عددا من المفارقات اللافتة منها وجود هيكل تنظيمي لـ"جماعة الإخوان الفيثاغورثيين"على طريقة الجماعات السرية المتطرفة مثل المرشد الآمر الناهي والطاعة العمياء من جانب الأتباع، وتعرض عدد من الفلاسفة للحرق أحياء في مشهد مؤلم وقاس، يؤكد أن مأساة الطيار الأردني معاذ الكساسبة التي هزت ضمير العالم لم تكن الأول من نوعها مع اختلاف الملابسات والسياقات.
وتحت عنوان "باروخ اسبينوزا.. نور البصيرة" يكشف أسعد سليم عن "وحدة المجد و المصير" بين هذا الفيلسوف الهولندي الذي حارب استبداد المؤسسات الدينية وبين نجيب محفوظ صاحب رسالة الإصلاح والتسامح، وبينما يصف المؤلف شوبنهاور بـ"نبي التعاسة "منح نيتشه لقب"ملهم الطغاة". وفيما يتتبع الباحث أسباب صعود وانهيار الفلسفة اليونانية القديمة، يؤكد أن الفلسفة الغربية الحديثة نشأت على يد ديكارت في واحدة من أبرز تجليات المدرسة العقلانية وصراعها المرير مع المدرسة التجريبية.
ومن جانبه، يؤكد الباحث أسعد سليم أن التحدي الحقيقي الذي خاضه لدي تأليف هذا الكتابة، كان يتمثل في مفردتين اثنتين هما : التبسيط و التشويق دون التنازل عن العمق والدقة، مضيفا أنه كثيرا ما تألم للفكرة الشائعة لدى العامة عن الفلسفة باعتبارها كهفا مظلما يعج بالغموض والتعقيدات. ويشير سليم إلى أنه أراد تقديم رحلة العقل الإنساني مع الفلسفة في سياق تشويقى درامي، ومن أجل هذا الهدف، قرأ معظم الإنتاج الفلسفي العالمي والعربي، رغم أن قائمة المراجع لا تتضمن، لضرورات المساحة، سوى مائتي مرجع فقط.