ماذا تقول توابيت سيدات العساسيف المكتشفة في القرنة؟| صور

يؤكد الأثريون أن التوابيت الجنائزية كانت تمثل أهمية كبرى لدى المصريين القدماء؛ لأنها المأوى الذي يوضع فيه جسد الميت، كما يشيرون إلى أن التوابيت التى تأخذ الشكل الآدمى استمرت فى الدولة الحديثة.

ونجحت البعثة الأثرية الفرنسية برئاسة د. فريدريك كولان، والتابعة لجامعة ستراسبورج والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية والعاملة بمنطقة آثار القرنة بمنطقة العساسيف في الكشف عن ثلاثة توابيت خشبية، وذلك بالفناء الخارجي للمقبرة رقم 33.

وقال الأثري والمتخصص في اللغة الهيروغليفية محمد حسن في تصريحات خاصة لــ"بوابة الأهرام": إن النقوش التي أظهرتها التوابيت المكتشفة كانت تقول نصًا باللغة الهيروغليفية الآتي "اماخى خر امستى وتعني المبجل أمام امستى".

"اماخى خر جحوتى.. المبجل أمام تحوت.. اماخى خر حر.. المبجل أمام حورس.. اماخى خر قبح سنو اف.. المبجل أمام قبح سنو إف".

وأكد محمد حسن أن أغلب الأثريين يتفقون على ظهور التوابيت في عهد الأسرات الأولى، أما التوابيت الحجرية فقد ظهرت في الدولة القديمة، وكانت خالية من أى نقوش أو كتابات، و فى أواخر الدولة القديمة بدأ تزيين الجوانب الخارجية للتابوت بنقوش هيروغليفية تعبر عن صيغ جنائزية، كما تم تزيينها بعين حورس التى تمثل عين المتوفى التى يرى بها العالم الخارجي.

يؤكد كتاب جولة بين تراثنا الفرعوني المطبوع عام 1950م أن من أكبر وأضخم التوابيت الحجرية في مصر، هي التوابيت التي اكتشفها مارييت في مدخل السرابيوم في سقارة، وقد حاول بشتي الطرق نقل التوابيت الحجرية وزحزتها من مكانها دون جدوي، مضيفا أنه مع تطور عبادة أوزوريس بدأ ظهور أوزوريس على التوابيت المصرية الذى من خلاله يتم التعرف على هوية المتوفى.

وكان يتم تزيين التوابيت بشكل بسيط فى البداية، كما يوضح كتاب جولة بين تراثنا الفرعوني، ولكن فى عهد الرعامسة بدأ ظهور التوابيت الغنية بالزخارف التى تمثل مشاهد ومناظر من كتاب الموتى.

الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قال إن التوابيت الثلاثة ترجع لعصر الأسرة 18، وهي في حالة جيدة من الحفظ، وصور عليهم بعض الزخارف الملونة والكتابات الهيروغليفية.

والأسرة الثامنة التي تنتمي لها التوابيت الجنائزية خرج منها 15 فرعونًا، واستمرت في الحكم كما يقول الأثريون لمدة 250 سنة، ومن أبرز حكام الأسرة أحمس وإخناتون وتوت عنخ آمون وقد دفن أغلب حكامها في وادي الملوك بطيبة.

انتشرت صناعة التوابيت الخشبية بدلًا من الحجرية في وقت متأخر من العصور الفرعونية؛ حيث يتميز عصر الدولة الوسطى بانتشار التوابيت الخشبية المزينة بالعديد من الرسومات الهندسية ونقوش هيروغليفية وفى الجوانب الداخلية للتابوت كانت تنقش صيغ القرابين للطعام والشراب عوضًا عن القرابين الحقيقية.

ويؤكد الأثري محمد حسن، أنه تم عمل ورش لصناعة الأثاث الجنائزي؛ حيث كان يشرف كبير كهنة الإله بتاح رب الفنون والصناعة على عملية الدفن حسب الاعتقادات القديمة.

والتابوت الأول المكتشف في منطقة العساسيف لسيدة تدعى «تي ابو»، و يبلغ طوله 195 سنيمترًا، عليه زخارف ملونة وكتابات هيروغليفية كما صرح فتحي ياسين، مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر.

أما التابوت الثاني فيبلغ طوله نحو 190 سنيمترًا، مطلي باللون الأصفر، وعليه أعمدة من الكتابات الهيروغليفية على خلفية باللون الأبيض، وهو لسيدة تدعى راو، والتابوت الثالث طوله نحو 180 سنيمترًاعليه طبقة جصية وألوان بيضاء وأعمدة باللون البني، والتابوت خالٍ من أي كتابات.