النحت ليس استعراض عضلات أو مجهودا بدنيا، بقدر ما هو فكر وفلسفة وأسلوب مصحوب بأداء رصين، ومن ثم من يمتلك هذه الأدوات يمكنه تقديم أعمال نحتية بغض النظر عن كونه ذكرا أم أنثى.
موضوعات مقترحة
فى السنوات الآخيرة ظهر فى مصر جيل جديد من النحاتات أظهرن جدارتهن بقوة من خلال تواجدهن فى الساحة التشكيلية ليثبتن أحقيتهن بلعب دور هام فى الحركة النحتية باستخدام مختلف الخامات فى مجال لطالما اقتصر العمل به على الرجل، إلا فيما ندر..
من هذا المنطلق يحتضن جاليرى خان المعربى إبداعات عشر نحاتات يمثلن جيل الشباب، حيث تحمل هذه المنحوتات رموزاً ودلالات يطالب من خلالها الفنانات بتأصيل الهوية ودعم الحرية.
من خلال تغطية بواية الأهرام لمعرض "عشر نحاتات" كشفت سمر مجدى إحدى المشاركات عن فكرة عملها "السمكة" وقالت: إنها تمثل رمز العذرية فى الدين المسيحى حيث كانوا يشُار بها للسيد المسيح الذى ولد من عذراء، و هنا قصدت عمل صدمة للمشاهد بأن حياه وأحلام بعض الدول أصبحت منتهكة و عن الذى يحدث فيها من عنف وقهر دون رضا شعوبها. فالعمل هو دعوة للحرية بدون عنف.
أما الفنانة منى هيكل فرأت أن هناك خطا بسيطا يفصل بين كينونتنا والوجود، بين الواقع والخيال، النور والظلام، كل مفارق الوجود. خط يخطه الإنسان ليصبو الي رجائه، إلي حبيبه، آماله، روحه، الى ربه، علمه، كيانه. تلك الخطوط من خلالها نقرر هل سنكون فارقين ومختلفين ومؤثرين في كل شئ أم سنكون مجرد ذكري لسراب ظل إنسان؟!.
وأضافت: ومن هنا يتساءل كل منا يومياً محاولاً معرفة لما خُلق، ولما وضع فى تلك الظروف وفى تلك الفترة الزمنية المحددة فى الوجود وهل مقدر له افعال، هل سيكون سعيداً بمن يرافقوه ..هل يحقق ذاته فيما يفعل؟.
وتتابع: تتوارد هذه الأسئلة إلى أفكارنا دوماً ولكن سرعان ما تذوب فى عمق الحياه والسرعة والرغبة فى الاستمرارية والوجود ومغريات الحياة، ونعود مرة آخرى بدون وعى لنتبع كل ما هو متعارف عليه ونبعد عن التجربة وإيجاد مسارنا الخاص. فنجد ذاتنا تغرق متبعة نشأتنا وبيئتنا وزمننا ومن حولنا فى كل شئ .. ولكن القليلين فقط من يكونون كالأنهار تنحت مسارها الخاص فى أصل الاحجار وتتخذ مجراها بدون تردد وتتفرد فى اثبات الوجود.
وتشير منى إلى استخدام الحجر وما فيه من صلابة وقسوة وقوة ظاهرية لإظهار ما بداخلنا من نور ونقاء ولين وانه مهما كنا مختلفين ومشوشين ولا نعرف هويتنا يمكننا إخراجها وأثقالها كالحجر .. لذا أرجو ان يظل كل منا يبحث عن ذاته بدون كلل ويكون متفردا ويتبع مساره.
الفنانة زينب صبحى أشارت إلى تركيزها على معالجة الكتلة منذ بدأت العمل على مجموعة القطط قبل عامين، حيث تجعل كتلة القطة مصحوبة بإطالة في الرقبة او الجذع او الأطراف.
وتستدرك: حاولت أن أجُيب على سؤال طرحته على نفسى: ماذا لو انصهرت القطط بداخل الأشكال الهندسية وأصبحت جزًءا منه؟ وقد اخترت أطراف القطط مع جزء من وجهها، وحل محل باقي الجسد المكعب او الكرة وتنوعت الخامات التي اخترتها ما بين البرونز و الالومنيوم و الرخام.
أما عن بالتة الألوان التي اختارها مؤخرا فتميل الي الدرجات الفاتحة للون الأساسي لتضفي الإحساس بالبهجة والهدوء.
وقالت النحاتة ريم أسامة، إنها تشارك بعمل تحت عنوان "girl with book" وتهدف من خلاله عرض حالة الإندماج التي تحدث بين الشخص والكتاب، كما أنها استخدمت طريقتها في النحت التي تجمع بين العضوي والهندسى، بقدر كبير من التلخيص.
كما تهدف إلى التأكيد على أن محبة الكتاب تدفع للإندماج معه في الحكايات والأحداث، ومن الممكن أن يؤثر على الشخص حتى يصبح جزء منه.
معرض عشر "نحاتات" معرض عشر "نحاتات"