Close ad

"حواديت باب الحديد".. أيام القطارات الأولى وأزياء الكمساري في أرشيف الصحافة| صور

13-11-2019 | 16:33
حواديت باب الحديد أيام القطارات الأولى وأزياء الكمساري في أرشيف الصحافة| صورحواديت باب الحديد
محمود الدسوقي

يقول محمد فكري أمين، الذي عاصر ظهور السكك الحديدية في مصر،  في كتابه "إرشاد الألبا"، إن السكك الحديدية سميت بهذا الاسم نسبة إلي ما جاء في لسان العرب، حيث "السكة" الطريق المستوي، وبه سميت "سكك البريد"، وأوضح أن "السكة" هي الزقاق، وقيل سميت الأزقة "سككا" لاصطفاف الدور فيها، و"السكة" السطر المصطف من الشجر والنخيل، وفي الحديث المأثور "خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة ".

موضوعات مقترحة

وأضاف فكري في كتابه، أنه كان بقرب الموقف المذكور "باب الحديد" عند زاوية أولاد عنان، باب من أبواب مدينة القاهرة يعرف بباب الحديد، وباب الحديد خرب واندثر وأزيل، فلم يبق له عين ولا أثر، لكن المصريين أطلقوا حين نشوء السكة الحديد في المنطقة، الاسم القديم "باب الحديد".

تم عقد شروط مع المهندس "استقانسون" الذي أنشأ خطوط إنجلترا، للبدء في إنشاء خطوط السكك الحديدية في مصر، حيث دفعت الحكومة المصرية مقدار 50 ألف جنيه للمهندس الإنجليزي لإنشاء الخطوط، حيث تم إنشاء 70 ميلًا من الخطوط في عصر عباس الأول، ثم امتدت السكك الحديدية من القاهرة إلى المنيا عام 1867م، ثم إلى ملوي عام 1870م، ثم إلى أسيوط عام 1874م، ثم إلى جرجا عام 1892م، ثم إلى نجع حمادي عام 1896م، ثم إلى دشنا وقنا عام 1897م، ثم إلى أسوان عام 1898م.

"بوابة الأهرام" تنشر أهم ما تناولته الصحف والمجلات المصرية عن السكة الحديد، وأزياء الكمساري المتنوعة في المواصلات المصرية، مثل السكة الحديد والترامواي، وأغرب القطارات التي كانت تسير في مصر.

نشرت جريدة الأهرام عام 1890م في عصر الخديوي توفيق، شكوى سكان باب الحديد من انتشار القمامة والروائح الكريهة، مؤكدة أن الصيف قرب انقضاؤه، ومطالبة بتفعيل قوانين الصحة وحماية للسكان من الأمراض، فيما نشرت مجلة "المقتطف" خبرًا طريفاً في بدايات عصر الخديوي عباس حلمي الثاني، عن تسليم عمال السكة الحديد لتمثال أثري، وهم يقومون بالحفر والتوسعة بالقرب من باب الحديد، دون أن تشرح المجلة مصير التمثال وتاريخه، وكيف وجد في منطقة الحفر.

وكشف "علي شلبي" الذي كان يتولي رئيس المكتب الفني لإشارات السكة الحديد المصرية في مذكرة نادرة، أنه لم تحدث تغييرات مهمة في عهد "المستر سميث" في السكك الحديدية، عدا بعض الدوائر الكهربائية في قضبان السكة الحديد التي تعمل بالتيار المستمر، وكان ذلك خلال الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914 – 1918م، وكان السبب في إدخالها هو أن عامل البلوك أدخل قطارًا مملوءا بالجرحى على أحد الأرصفة ثم نسيه هناك، وفتح السكة لقطار آخر لكي يدخل في نفس الرصيف، ولولا يقظة السائق حينما شاهد القطار على الرصيف فتوقف في الحال ومنع حدوث كارثة كبيرة.

وأوضح المؤرخ والأثري فرنسيس أمين في تصريحات لــ"بوابة الأهرام" إنه في بدايات إنشاء السكة الحديدية المصرية، كانت الشركات الأجنبية تعين كمساري أجنبيا، وكانت التذكرة في ذلك الوقت كبيرة جدا، تكتب فيها إرشادات السفر باللغتين العربية والإنجليزية، كما تم تعيين رجال يقفون حول القضبان لمنع الحوادث، حيث شهدت المحاكم الكثير من القضايا التي ارتبطت بحوادث السكة الحديد، فيما كان كمساري الترامواي الذي يقف أمام الباب لمنع تسلق الأطفال من أهم الظواهر التي تحدثت عنها الصحف القديمة.

وأضاف "أمين" أن الكمساري المصري ارتبط قبل الحرب العالمية الأولي بزي الجلباب والجاكيت والبطارية، حتى تم تغيير هذه الأزياء في عصور لاحقة، مضيفاً أن شركة السكك الحديد المصرية، التي كانت إنجليزية في ذلك الوقت، تجبر عامل المزلقان على العمل لمدة 48 ساعة بقسوة متناهية.

في مجلة "مجلتي" الأدبية في ثلاثينيات القرن الماضي، جاء وصف لقطار "الواحة" وهو مركب من عربة واحدة، نصفها للدرجة الأولي والنصف الآخر للدرجة الثانية، ويضم عربتين للدرجة الثالثة، وعربتين للبضاعة، وعربتين للماء، وللعربات سلم مستطيل كسلم عربات الترام، وزجاج النوافذ قاتم، حتى لا يبهر وهج الشمس ونور الصحراء عيون الناظرين، ولا يقوم هذا القطار سوي مرتين كل أسبوع، للسفر إلى الخارجة صباح الأحد والأربعاء، والعودة الجمعة والثلاثاء، والأجرة من القاهرة إلي الواحات 150 قرشا للدرجة الثانية.

عام 1898م انتشرت حوادث الترامواي في مصر، مما دعا الصحف ومن بينها الأهرام والحقوق، لنشر بيانات بحوادث القطارات والترامواي، فقد أحصيت حوادث الترماي في أمريكا في عام 1893م فبلغ ضحاياها 580 قتيل، منها 45 حادثة قتل و535 حادثة جرح، وأحصيت حوادث السكك الحديدية فوجدت 1551 منها 322 حادثة قتل و1129 حادثة جرح وكل هذا في سنة واحدة.

كتاب الترامواي في الولايات المتحدة للمهندس تافيرنية المطبوع عام 1896م، أرجع الحوادث للأهالي الذين يزاحمون الحيوانات علي المشي في الطرق وعلى الأرصفة، وكذلك لعمال مصلحة الترامواي غلاظ القلوب كما وصفهم الكتاب.

طالبت الصحف بمنع الأطفال من اللعب في الترامواي، فأغلب الحوادث كانت واقعة علي أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ8 سنوات، وهي مسئولية راجعة على الآباء، كذلك عدم الصعود إلى الترامواي والنزول منه، أو الانتقال من عربة إلى عربة في أثناء سير السائق، لان السائق تكون عيناه شاخصتان للأمام، فلا يعلم بما يقع خلفه، ولا الكمساري الذي همه صرف التذاكر، ولأن المصلحة لن تعين لكل شخص خفير يحرسه .

عام 1905م نشرت الحقوق القضائية، قضية الاعتداء علي كمساري من قبل مجموعة من الأشخاص يقودهم شخص يحمل رتبة البكوية، وقد أفردت مساحة كبيرة للقضية، وتم تغريم المعتدين ب2000 قرش صاغ نتيجة الإهانة التي لحقت بكمساري يؤدي وظيفته الأساسية، وهو تحصيل التذاكر للمصلحة التي يعمل بها.


حواديت باب الحديدحواديت باب الحديد
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة