تعامدت الشمس علي وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية جنوبي أسوان، صباح اليوم الثلاثاء، وهى الظاهرة الفلكية الفريدة التي يتكرر حدوثها مرتين خلال العام، إحداهما في 22 فبراير والثانية في 22 أكتوبر.
موضوعات مقترحة
ويتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس الثاني (رع- مس- سو) فيضًا من نور يملأ قسمات وجه الملك العظيم داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكونا حزمة من الضوء تضىء الوجوه داخل قدس الأقداس، معلنًا إعجازًا فلكيًا علميًا متجددًا للمصرى القديم الذى كان يحتفل فى هذين اليومين ببدء الموسم الزراعى والفيضان.
وقال الأثري الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير منطقة أسوان الأثرية، إن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني جاء في تمام الساعة الخامسة و52 دقيقة، واستمر 20 دقيقة ليعلن بداية موسم الشتاء والزراعة لدى القدماء المصريين، مؤكدًا أنه تم الانتهاء من تغيير نظم الإضاءة بالمنطقة المحيطة بمعابد أبوسمبل، عبر شبكة إضاءة حديثة (ليد) كما تم إدخال تأهيل نظم الإضاءة لواجهة معبدي أبوسمبل على شكل بانوراما فنية تشبه إلى حد كبير إضاءة الصوت والضوء.
ورمسيس الثاني هو ابن الملك سيتي الأول وقد رافق والده في حملاته العسكرية علي بلاد الشام وليبيا، وهو الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية وهو سيد البنائين العظام في تاريخ مصر وقد وصف نفسه بأنه الابن البار بمصر، وقد خاض حروبا لتعضيد الحكم المصري خارج الحدود، وهو صاحب أول معاهدة سلام في التاريخ بعد انتصاره في معركة قادش.
وقد بقي معبد أبوسمبل مغطي بالرمال حتي عام 1817، عندما قام المغامر الإيطالي بلزونى بإزاحة الرمال عن المعبد وكشف المعجزة التى غمرتها الرمال، وهي المعجزة التي مازال العالم يشاهدها حتي وقتنا الحالي حيث شهد اليوم أطول طابور سياحي لمشاهدة المعجزة الفلكية، ويقول الأثري محمد محيي في تصريح لــ"بوابة الأهرام " إن أول من اكتشف ظاهر تعامد الشمس على قدس الأقداس في العصر الحديث كانت الصحفية البريطانية إيميليا أدواردز، وبالصدفة حيث وصلت لمعبد أبو سمبل ليلا لتشهد فى الصباح تلك الظاهرة الفريدة التى سجلتها عام 1874 ومن ثم نشرتها فى كتابها عام 1899.
وارتحلت إيميليا أدواردز الصحفية والروائية البريطانية في سفينة يطلق عليها ذهبية وهي إحدي السفن التي كان يسيرها توماس كوك في نهر النيل بمصر. وقال "محيي" إن إيميليا عاشت مقدار ستة أشهر بجوار معبد أبوسمبل وهي أول من تحدثت عن تأثير الشمس علي معبد أبوسمبل، حيث لاحظت نفاذ أشعة الشمس وتركزها على وجه الملك رمسيس، كما أنها اكتشفت مقصورة "تحوت" والتي تعرف باسمها "مقصورة اميليا ادواردز" حتى الآن.
ورغم عظمة رمسيس الثاني، إلا أنه تعرض للكثير من التشويه حتي في بعض اللوحات الفنية المتواجدة في متاحف عالمية مثل اللوحة المحفوظة بالمتحف اليهودى فى نيويورك والتى رسمها الفنان الفرنسى جيمس تيسوت (1836-1902) وهي بعنوان فرعون يلاحظ العبرانيين، ويشير الأثري محمد محيي، إلى أن الفن الأوربي كان ينظر لتاريخ مصر من منظور دينى فى كثير من الأحيان معتقدين أن رمسيس هو فرعون النبى موسى بعد مزاعم ألصقت به التهمة.
وأوضح الأثري عماد الدين عدوي، أحد مجموعة صناع فيلم رمسيس الثاني في تصريح لــ"بوابة الأهرام"، أن اتهام رمسيس الثاني بأنه هو فرعون الخروج، من الأمور غير الصحيحة حيث إن هناك بعض المنظمات العالمية تقود مثل هذه الادعاءات للتحقير من شأن الحضارة المصرية، ومحاولة لرفع شأن العبرانيين وخلق أي دور وهمي لهم في حضارة مصر القديمة، لافتًا أنهم للأسف يحاولون تسويق تلك الأفكار الكاذبة من خلال أعمال فنية وسينمائية يصل ضخامة إنتاجها لملايين الدولار فقط لخلق وعى جمعي بأن العبرانيين تم اضطهادهم في مصر على يد الملك رمسيس الثاني.
وقال عدوي إن من ضمن الأسباب التي تنفي التهمة تماما عن الملك رمسيس الثاني، أن فرعون النبي موسى ليس له أولاد هو وزوجته وكان كلاهما عقيما، بالنص القرآني (قرة عين لي ولك) هذا ما قالته زوجته حين وجدت الطفل موسى، ولكن إذا علمنا أن الملك رمسيس الثاني له من الأولاد ما يزيد على الـ 100 فهذا يعنى أنه لا علاقة له بعهد النبي موسى تماما.
كما أن الملك مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثاني حكم البلاد بعد أبيه مباشرة، بالإضافة إلى أن الملك رمسيس الثاني أحد ملوك المملكة (الدولة) الحديثة وكل ما يتعلق بشئون حياته وأصغر التفاصيل في هذا العصر مدونة على آثاره وهى ملء السمع والبصر، ولا نجد نصا موثقا يدل على حدوث الضربات العشر أو الآيات التسع أو حتى غرقه برغم أن كل الأبحاث أكدت موته من أمراض الشيخوخة وهو رجل مسن قارب على المائة عام ولا حتى يوجد أثر يدل على غرق جيشه العظيم، وهو أكبر جيوش الأرض في هذا الزمان.
الشمس تتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني الشمس تتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني الشمس تتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني الشمس تتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني