Close ad

نور عبدالمجيد: المرأة هي من يجب الكتابة عنها وليس الرجل

25-9-2019 | 00:12
نور عبدالمجيد المرأة هي من يجب الكتابة عنها وليس الرجلنور عبدالمجيد
أمنية حجاج

نالت أعمال نور عبدالمجيد «أحلام ممنوعة»، و«نساء ولكن»، و«أنا شهيرة»، و«أنا الخائن»، شهرة عريضة، وحققت رواجًا كبيرًا، وأثارت روايتها «أريد رجلاً» ضجة كبيرة؛ حيث سلطت الضوء على الظلم الواقع على المرأة لإنجاب الإناث، وتم تحويل هذا العمل إلى مسلسل تليفزيوني في ثنائيتها «أنا شهيرة»، «أنا الخائن» حيث حكت نفس القصة من وجهتي نظر مختلفتين، وتحولت الثنائية أيضًا إلى مسلسل كتبت نور عبدالمجيد السيناريو والحوار له.

موضوعات مقترحة

ومن رواياتها أيضًا، «صولو»؛ و«لاسكالا»؛ و«الحرمان الكبير» و«رغم الفراق»، والجاري تحويله إلى عمل درامي؛ و«أحلام ممنوعة»؛ و «وذكريات محرمة». وأخيرًا أصدرت أحدث رواياتها «أنتِ مني».

«بوابة الأهرام»، التقت عبدالمجيد، وكان لنا معها هذا الحوار:

 

  • متى اكتشفت موهبتك في الكتابة؟ وكيف كانت بداية مسيرة نور عبدالمجيد؟

لا أتذكر متى كانت البداية بالتحديد، ولكن ما أذكر أنني أفقت على نفسي في الأرض أحب أن أقرأ وأحب أن أكتب. في الصف السادس الابتدائي بدأت أكتب مواضيع التعبير والإنشاء المطلوبة مني في المدرسة، وهنا لاحظت أنها تلقى استحسان معلمي، مما دفعني ذلك لأن أكتب أكثر وأن أحب ما أكتبه أكثر وأكثر.. لذلك أؤمن أن كلمة التقدير والتشجيع تصنع ما يعجز الإنسان عن وصفه. حين حضرت إلى مصر وتركت السعودية اشتقت إلى الكتابة، حيث كنت أكتب في جريدة عكاظ هناك، وبعد أن أنجبت أبنائي وذهبوا إلى المراحل الدراسية الأولى خرجت أنا أيضًا أبحث عن مكان أتنفس فيه وتتنفس فيه حروفي. في ذلك الوقت بدأت العمل الصحفي حيث عملت مسئول التحرير في مجلة سعودية تدعى "مدى" وبعدها في مجلة "روتانا" الفنية. لاحظت شيئًا مهمًا هو أني أسعد بكتابة المقال الصحفي الشهري أو الأسبوعي في كلنا المجلتين أكثر من سعادتي بمتابعة الصحفيين والاجتماعات، بل وحتى الحوارات. هنا أدركت أن الأدب غايتي والقلم رسالتي. لذلك أخذت قرارًا بترك العمل الصحفي والتفرغ الكامل للأدب والكتابة. الكتابة كالنساء إن أخلصت لها ومنحتها روحك ووقتك وعمرك منحتك أنفاسا جديدة في صدرك، بل تمنحك روحا لروحك وهواء لصدرك. منحتني الكتابة حين اخترتها الكثير. تعلمت من تجربة الكتابة الأولى في رواية "الحرمان الكبير"، ورغم أنها لم تحظ بتوزيع واسع في ذلك الوقت إلا إني علمت أنني سأظل أكتب حتى اللحظة الأخيرة.

  • ما سبب تركيزك على المرأة في معظم كتاباتك؟، وهل فكرت في كتابة رواية تدور حول قضايا الرجل الإنسانية؟

نعم أركز على المرأة، لكن لا تخلوا رواية كتبتها من رجل بطل يقف معها، أو خلفها، أو إلى جوارها.. فكلاهما لا تكتمل قصته، ولا يكتمل وجوده إلا بالآخر. نعم أؤمن بأن المرأة هي من تحتاج التركيز عليها والكتابة إليها، وعنها، ومنها، لاتزال هناك مئات القصص التي نحتاج أن نعلنها ونواجهها ونناقشها. مازالت المرأة في السواد الأعظم من بلاد الأرض تعاني.. لا تزال تحتمل اضطهادًا وعناءً وتجاهلًا رغم كل ما حققت وتحقق. المرأة قضيتي، لأنها وحدها قضية وقضية كل العصور لكن هذا لا يعني أبدًا أني لا أناقش قضايا الرجل. هناك روايات بأكملها بطولتها لرجل رواية "أنا الخائن" بطلها رجل رواية "أريد رجلا" أيضًا بطلها رجل. هناك أيضًا "ذكريات محرمة" البطولة فيها لثلاثة رجال. اهتمامي بالمرأة ليس عداء للرجل، بل هو رغبة في التقاء الطرفين واكتمال العلاقة لتصبح الحياة أفضل لكليهما.

  • هل تعتقدين أن هناك ما يسمى بأدب المرأة؟ وهل تصنفين نفسك كاتبة نسوية؟

لا أؤمن ولا أعتقد أبدًا في تصنيف الكتابة بين كتابة نسوية وذكورية. أنت في عالم الكتابة والقلم إما أنك تكتب أو أنك تهذي!! لا فرق بين الرجل والمرأة في هذا العالم. أشهد أن رجالاً كثيرين كتبوا عن المرأة أفضل مما كتبت هي عن نفسها. وأخريات كتبن عن الحياة أعمق من 1000 رجل.

  • خضت تجربة تحويل الروايات للتليفزيون أكثر من مرة. ما تقييمك للتجربة؟

تجربة تحويل الرواية إلى عمل درامي تجربة تثري الطرفين. الأعمال التي تم أخذها من كتب وروايات لاتزال باقية حتى اليوم. روايات إحسان، ومحفوظ، والسباعي، أعمالهم حتى اليوم نبحث عنها في القنوات ونسعد برؤيتها. أيضًا مشاهدة العمل إن تم تنفيذه بصورة جيدة يأخذ المشاهد إلى عالم الكتب والسطور والأحرف وهو إنجاز آخر رائع نحتاجه بشدة في وقتنا الحاضر. هي تجربة الحمد لله ثرية وأسعدتني كثيرًا.

  • التجارب الأولى تكون مميزة ولها سحرها الخاص؟ حدثينا عن تجاربك الأولى؟

كل أول له وهجه ورهبته ومذاقه وسحره. كل أول ليس بالضرورة أن يكون الأفضل، لكنه دومًا في الذاكرة محفور ودومًا لا ننساه. الحب الأول. الطفل الأول. اللقاء الأول. الرواية الأولى بقيت أعوامًا أفكر في شخوصها وأحداثها وصورها وأسماء أبطالها. الرواية الأولى كانت هاجسي وحلمي. شأنها شأن كل ما نفعله للمرة الأولى. علمتني الرواية الكثير. علمتني أن أكتب أكثر وأن أتعب أكثر وأن أحلم أكثر.

 

  • في رواية "رغم الفراق" لاحظت ثنائيات جديدة "الحب والفراق"، "الحنان والقسوة"، "العقل والمشاعر". هل هذا هو مشروع نور عبدالمجيد الذي تكتب من أجله؟

نعم في رواية "رغم الفراق" هناك ثنائيات متضادة كثيرة، لكنها الحياة التي تجمع بين الأبيض والأسود والحلو والمر، هي الحياة التي لا نفهمها ولا نحياها إلا أنها تعلمنا كيف نخلط الأبيض والأسود، ونَخرج من عسلها وحنظلها بمزيج وسطي يكفل لنا إتمام الرحلة في سلام. العمل الدرامي يضيف ولا ينتقص من الكاتب وماكتبت شيء. وبصدق تجربتي مع الثنائية "أنا شهيرة" و"أنا الخائن" كانت تجربة رائعة دخلت من خلالها إلى عالم نوع جديد من الكتابة وأنا كل الكتابة تستهويني. كتابة السيناريو والحوار أعادني إلى أبطال روايتي من جديد وبنظرة جديدة تختلف. كتبت جمل جديدة وحوارات جديدة، استمتعت برؤية وسائل الميديا تكتبها، وتناقلها أيضًا، كسبت شريحة جديدة من القراء الذين تابعوا العمل وأرادوا أن يعرفوا المزيد عنه فقاموا بشراء الكتب وقراءتها.. من هؤلاء المشاهدين من استمر في عالم القراءة وأصبح قارئًا جيدًا بعد أن كان لا يقرأ، ومنهم من عاد إلى الدراما مكتفيًا بها ولكن برؤية جديدة وحس يختلف.

في كلتا الحالتين نحن كسبنا. نحن بحاجة الى من يقرأ ويفكر ويناقش ويتحدث عما ماقرأ وشاهد أيضًا في مسلسل "أريدرجلا"، كان هناك مناقشات كثيرة حول هذه القضية التي أثارها الكتاب والعمل الدرامي. قضية تحدث عنها الكثيرون في وسائل الميديا وعلى صفحات الجرائد. العمل الدرامي نجاح يضاف إلى نجاح الكتابة بل هو الشاهد على انتشار الكتاب وتعلق الناس به. هي تجربة ثرية لا أمانع أبدًا في إعادتها مرات كثيرة رغم بعض العيوب ولكن لا شيء على الأرض مكتمل.

  • في النهاية. ما كلمتك الأخيرة للقراء بوجه عام وللسيدات في مصر والوطن العربي بوجه خاص؟

أقول لكل امرأة التقيتها أو لا ألتقيها؛ أنتِ سر الحياة وبهاؤها. لاتزال هناك طريق طويل أخطوه أنا بالقلم، وتخطوه كل امرأة بما منحها الله من إمكانيات كبيرة وحقيقية. أقول لكل امرأة بكل ما تفعلين وتقدمين نصنع من هذا الكوكب كوكبًا أجمل وأنقى وأرقى. خلقنا الله، رجلا وامرأة، لنعمر الأرض ونحيا عليها في سلام وتكامل لا ظلم ولا معارك.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة