يوافق اليوم 6 أغسطس، ذكرى أحد أسود الأيام في التاريخ الإنساني، مثل هذا اليوم من عام 1945م، مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها، الولايات المتحدة الإمريكية تلقي قنبلة ذرية سميت "الولد الصغير" على مدينة هيروشيما اليابانية، أدت إلى مقتل 80.000 نسمة.
موضوعات مقترحة
وتلتها بعد ثلاثة أيام بقنبلة أخرى هي "الرجل البدين" على مدينة ناجازاكي، قتلت ما يزيد على 80 ألف شخص.
ذكري قنبلة هيروشيما الذرية
الولد الصغير (Little Boy) هو الاسم المشفر الذي أطلق على أول قنبلة ذرية عرفها الإنسان، ألقيت مثل هذا اليوم منذ 74 عاما، من قاذفة القنابل بي-29 "إينولا جاى" والتي كان يقودها الكولينيل بول تيبيتس من السرب 393 من القوات الجوية الأمريكية، وتعتبر هذه القنبلة هي أول سلاح نووي يتم استخدامه عبر التاريخ.
أمريكا قامت بتطوير هذه القنبلة ضمن مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية وتستمد القوة التفجيرية من الانشطار النووي من اليورانيوم 235، وكان قصف هيروشيما هو ثاني تفجير نووي صناعي في التاريخ، والأول كان يحمل إسم "ترينيتي" وكان بغرض التجارب.
ذكري قنبلة هيروشيما الذرية
اليابان قامت اليوم الثلاثاء، بإحياء الذكرى الرابعة والسبعين لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، وقدم رئيس بلدية هيروشيما، دعوة صباح اليوم لتوقيع معاهدة دولية تاريخية لحظر الأسلحة النووية.
وحضر رئيس الحكومة اليابانية، شينزو آبي، المراسم اليوم في حديقة السلام التذكارية في هيروشيما، وصلّى الأهالي بصمت وأضاؤوا الشموع ووضعوا أكاليل الزهور تكريما لضحايا 6 أغسطس 1945.
حدث تفجير القنبلتين كان أبرز أحداث الحرب العالمية الثانية، وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة الثانية على ناجازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء. حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من سبتمبر، مما أنهي الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما وقعت ألمانيا وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، مما أنهى الحرب في أوروبا، وجعلت التفجيرات اليابان تعتمد المباديء الثلاثة غير النووية بعد الحرب، والتي تمنع الأمة من التسلح النووي.
ذكري قنبلة هيروشيما الذرية
كان أمر التفجير خارج حدود توقعات البشر، ولم يستطع اليابانيين إدراك الأمر في البداية، فقد لاحظ مشغل التحكم بطوكيو، التابع لهيئة الإذاعة اليابانية، اختفاء محطة هيروشيما، ومن ثم حاول إعادة بناء برنامجه باستخدام خط هاتفي آخر، ولكن باءت محاولته بالفشل. وبعد حوالي عشرين دقيقة، أَيقن مركز تلغراف السكك الحديدية بطوكيو تَوَقُف الخط الرئيسي للتلغراف عن العمل شمال مدينة هيروشيما. وبعد توقف بعض السكك الحديدية على بعد 16 كم من المدينة، جاءت تقارير غير رسمية تتحدث عن حدوث انفجار رهيب في مدينة هيروشيما.
وتم نقل كل هذه التقارير إلى مقر قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الياباني الإمبراطوري، وحاولت القواعد العسكرية مراراً الاتصال بمحطة مراقبة الجيش بمدينة هيروشيما.
وأدهش ذلك الصمت التام للمدينة الرجال في المقر؛ فهم يعلمون أنه لا يوجد أي غارات من قبل العدو، ولا يوجد أي مخزون من المتفجرات في مدينة هيروشيما، وصدرت الأوامر إلى ضابط شاب من هيئة الأركان العامة اليابانية كي يغادر فوراً إلى هيروشيما، ليهبط بالطائرة على الأرض، ويمسح المنطقة، ثم يعود إلى طوكيو ومعه معلومات موثوق بها للهيئة. فكان هناك شعور عام في المقر بأنه لم يحدث شئ خطير، وأن الانفجار لا يعد سوى شائعة سخيفة.
ذكري قنبلة هيروشيما الذرية
تَوَجًّه الضابط إلى المطار، وأَقلعت الطائرة مُتجِهة إلى جنوب غرب البلاد، وبعد الطيران لمدة ثلاث ساعات تقريباً، وقبل الوصول إلى هيروشيما بحوالي 160 كم، رأي الضابط والطيار سحابة كبيرة من الدخان نتيجة سقوط القنبلة. وفي فترة ما بعد الظهر، كان ما تبقى من هيروشيما مشتعلاً، وسرعان ما وصلت طائرتهم إلي المدينة، وأخذوا يطوفون فوقها في حالة من عدم التصديق. وكان هناك قطعة كبيرة من الأرض لا تزال مشتعلة، تغطيها سحابة كبيرة من الدخان.
وكان ذلك كل ما تبقى من المدينة المنكوبة، هبطت الطائرة جنوب المدينة، وقام الضابط على الفور بتنظيم وسائل الإغاثة، بعد أن أبلغ طوكيو بما شاهد، وبحلول اليوم الثامن من أغسطس عام 1945، ذكرت الصحف الأمريكية أن هناك تقارير من الإذاعة اليابانية تقوم بوصف الدمار الذي لحق بمدينة هيروشيما، وجاء في التفاصيل، أنه من الناحية العملية فإن جميع الكائنات الحية، الإنسان والحيوان، لم يصبح لهم وجود، وكانت المنطقة حرفيا "أخدودا حتى الموت" كما ذكرت إحدى مذيعات الاذاعة اليابانية في رسالة بثتها.