Close ad

مبدعون: "قنطرة الذى كفر" لاتزال مثيرة للدهشة رغم مرور 54 عامًا على صدورها| صور

19-7-2019 | 15:58
مبدعون قنطرة الذى كفر لاتزال مثيرة للدهشة رغم  مرور  عامًا على صدورها| صور ندوة موسعة لمناقشة الطبعة الجديدة من الرواية
سماح عبد السلام

بالرغم من أن رواية "قنطرة الذى كفر"، للعالم المصري مصطفى مشرفة نُشرت عام 1965، باللغة العامية إلا أنها مازالت تُثير الدهشة، نظراً لجرأة أسلوبها، في وقت ك شهد حالة صراع بين اللغتين العامية والفصحى.

موضوعات مقترحة

وفى هذا الإطار أقُيمت مساء أمس الخميس بمؤسسة بتانة ندوة موسعة لمناقشة الطبعة الجديدة من الرواية، الصادرة عن دار بتانة للنشر بدراسة وتقديم للشاعر شعبان يوسف، أشار خلالهما إلى تاريخ العامية المصرية بين الرفض والقبول فى كتابات طه حسين والعقاد وأحمد بهاء الدين وغيرهم.

ورواية "قنطرة الذى كفر" كتبها مصطفى مشرفة، وهو شقيق العالم الكبير على مصطفى مشرفة، بالعامية، ونشرها بعد عودته من انجلترا عام ١٩٦٥، وكتب عنها عدد من الكتاب والأدباء والمفكرين منهم يوسف إدريس ومحمد عودة ومحمد روميش وإبراهيم أصلان وعبدالله خيرت وخليل كلفت وفريدة النقاش وغيرهم، وتضمنت الطبعة الجديدة كل هذه الدراسات، بالإضافة إلى كتابات أخرى لمشرفة.

وفي تقديمه للمناقشة قال الباحث والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان، إنه قرأ هذه الرواية منذ الصغر "ولكن عندما قرأت عدد من الكتابات النقدية التى تناولتها أدركت أننا أمام عالم كبير يستحق التحية والتقدير، تجب إعادة تقديمه من جديد من جديد لوضعه فى موضعه الطبيعى لدوره فى تطوير الرواية المصرية".

وأشار بهاء شعبان لبعض المقاربات النقدية للرواية، منها ما قاله يوسف إدريس إنها أروع ما كتُب عن ثورة 1919 إذا نحينا جانباً "عودة الروح" لتوفيق الحكيم، والجزء الخاص بثلاثية نجيب محفوظ، أما شكري عياد فقال إنها "ستبقى أهم ما كتب باللغة العامية فى الفن الروائي".

من جانبه قال الباحث السياسي د. نبيل عبد الفتاح، إن "الجانب العام في القضية الخاصة برواية قنطرة الذى كفر، يتمثل في الصراع بين العامية والفصحى وتقصى تاريخ الدعوات المختلفة إلى اللغة العامية وتأصيلها والسياقات التى تُلقى فيها هذه الدعوات".

وتابع:" الرواية تدور فى إطار أحداث 1919 وكتُبت باللغة العامية وتعُد شبه مكتملة البناء. نهايتها اتسمت بالعجلة، حسب وصف بعض النقاد والغريب أنها اتخذت من تيار الوعى الذى ساد الرواية الأوربية ثم العربية بعد ذلك، أسلوبا لها، ومرجع ذلك يعود إلى اطلاع مشرفة ودراسته للآداب الإنجليزي، لافتاً إلى أن هذه الرواية ليست الوحيدة التي كتب بالعامية المصرية.

وأضاف عبد الفتاح أن ماذهب إليه الدكتور شكرى عياد، من أن الرواية غير مكتملة، قد يتبين للقارئ بعد قراءته الـ95 صفحة الأولى للرواية، حيث إنها كتُبت كتابًة روائية وأن الصفحات العشرين الباقية ليست إلا مذكرات مختصرة لمادة الرواية الباقية التى لو كتُبت على نسق القسم الأول لبلغت صفحات الرواية ربعمائة صفحة أو أكثر من ذلك".

ويستدرك:"مع ذلك ذهب شكرى عياد إلى أن تلك الصفحات التى لم تبلغ المائة تبقى أجمل ما كُتب فى فن الرواية العربية سواء باللغة العامية أو الفصحى، وهذا حُكم ناقد رصين يمتلك أدواته النقدية أثر تأثيراً كبيراً فى تكوين أجيال من النقاد".

أما الكاتب سمير مرقص فرأى أن :" هذه الرواية تطرح كثير من الإشكاليات والقضايا المثارة عبر عدد من العقود وعلى رأسها قضية العامية فى مصر، وهذه قضية تتجاوز الجانب الفنى والتقنى. بحد وصفه، وقد اهتممت بهذه القضايا بشكل عام من خلال هذا الكاتب الذي أعتبره اكتشاف". لافتا إلى أن قضية العامية المصرية فى غاية الأهمية، ونحن هنا خلال المثال التطبيقى لرواية مشرفة نجد فيها لقطات مهمة كتُبت بتكثيف لغوى. أتصور أنها سابقة لزمنها، وتعكس فكرة موسوعية الثقافة.

وطالب مرقص بإعاد الاعتبار لمبدعينا المنسيين، فالذاكرة نفسها تسقط أشخاصاً فى تاريخنا العظيم ومن ثم لابد من إعادة تقيمهم بشكل لائق. وضرورة ترجمة الاجتهادات فى العامية المصرية ووضع قواعد لها. واستنكر عدم اعتراف كلية الأداب فى مصر بالعامية، وقال إذا أردت عمل رسالة عن صلاح جاهين أو أحمد فؤاد نجم أو حتى عن رواية "قنطرة الذى كفر"، فلن أستطيع. فقط ما يتُاح لى سيكون تقديم دراسة.

وفى قراءة أخرى للكاتب حسن عبد الموجود، قال إن صاحب رواية "قنطرة الذى كفر"، أستاذ جامعى ينتمى إلى مجتمع حاول معظم الوقت أن يترك مسافة ضخمة بينه وبين تلك اللغة، انطلاقا من مبدأ ثابت، أن الفصحى هى لغة الأدب، وانطلاقاً من نظرة متعالية، نظرة لا يمكن أن تركن بسهولة إلى أن العامية قد تخلق عالماً عظيماً بمفردها.

ورأى عبد الموجود أنه كان من الصعب الإيمان بإمكانية كتابة عمل روائى بهذه اللغة، لكن العامية هنا ليست مثل تلك العامية المطمورة تحت أكوام التراب، وقد بدا لي أن الدكتور مشرفة قد أجهد نفسه فى البحث والتنقيب وإزالة الطبقات والزوائد والأتربة عنها حتى وصل إلى جوهر يبدو مثل خيط ذهبى لا نهاية له، خيط ذهبى يجعلك تنسى أن هذا الأصفر المتلألئ هو مجرد حروف عامية".

ولفت إلى أن الشاعر شعبان يوسف لم يكتب شيئاً فنياً حول الرواية مفضلاً أن يترك للجميع حرية إبداء آرائهم، مكتفياً بما قدمه من جهد رائع حول قضية العامية فى الكتابة والإبداع بشكل عام".


رواية "قنطرة الذى كفر" للعالم المصري مصطفى مشرفةرواية "قنطرة الذى كفر" للعالم المصري مصطفى مشرفة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: