Close ad

مبدعون في مناقشة "نساء في بيتي": قراءة للمسكوت عنه وتحريض القارئ على التفاعل

10-7-2019 | 15:14
مبدعون في مناقشة نساء في بيتي قراءة للمسكوت عنه وتحريض القارئ على التفاعل "نساء في بيتى" لهالة البدري
سماح عبد السلام

"نساء في بيتي" رواية جديدة للروائية هالة البدرى، صدرت مؤخراً عن الدار المصرية اللبنانية، تحكى قصص ثلاث شخصيات نسائية أستدعتهن وقامت بمحاورتهن الكاتبة محرضه القارئ لمشاركتها فى الحوار ذاته.

موضوعات مقترحة

حول هذه الرواية عقد منتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمع لقاءً مساء أمس الثلاثاء لمناقشتها بمشاركة عدد من النقاد والكتُاب، حيث قال الكاتب والروائى الليبى أحمد الفيتورى الذى أدار اللقاء إن الرواية تحتوى على سير لثلاث شخصيات نسائية، بالإضافة إلى الشخصية الأساسية وهى الكاتبة، وبالتالى يمكن القول بأنها رواية "سيراوية"، وأيضاً هذه الرواية تُثير مسألة الكتابة الروائية وكيف أن صناعة الرواية لا يمكن أن يضعها ضمن أطُر محددة أو منتهية".

وتابع: "ايضاً الرواية تحتوى على رؤية عامة للكاتبة فى مسائل الحب بالذات، وأثارتنى مسألة فى الرواية فى تقديرى أن هذه العلاقة بين الرجل والمرأة والتى يبدو فيها أن الرجل هو الأساس، النغمة العالية فى هذه الرواية برغم أن السيرة التى تحكيها الرواية السيرواية تتناول نساء". ويلفت إلى أن الحضور الرجالى عالى فى هذه الرواية، وإننا عندما نريد أن نعرف هذه الشخصيات النسائية بشكل آخر نحن فى حاجة لمعرفة الرجال الذين على علاقة بهؤلاء النساء، وهى مسألة تثيرها الرواية بشكل أو بأخر.

وفى قراءة أخرى للعمل قالت الناقدة اعتدال عثمان إن "نساء فى بيتى" تكشف الطموح الكبير لمشروع الكاتب للإسهام فى تشكيل جمالى ومعرفى جديد يضيف رؤية مستقبيلية إلى الرواية العربية بصورة عامة، خصوصاً فى روايتها "مدن السور"، وذلك الى جانب رؤية أنثوية للعالم تغوص فيها عميقاً فى دقائق المشاعر لدى المرأة كاشفة بجرأة المناطق الشائكة المسكوت عنها فى العلاقة الشائكة بين الرجل والمرأة. وهو ما ظهر فى اعمالها السابقة مثل "مطر على بغداد، منتهى ، ليس الآن، أمرأة ما وغيرها".

وأضافت:" رواية نساء فى بيتى" لا تقتصر على القضايا المعتادة فى واقعنا بل تمتد إلى سياقات ثقافية غربية تمثلها سير حياة الشخصيات النسائية فى هذه الرواية وبما يجعل الرؤية تتسع لتشمل الذات الإنسانية عن المرأة والرجل معاً فى أزمنة وأمكنة متباينة فيما يتم التركيز على قضية البحث عن الذات لدى المرأة فى تكاملها العقلى والحسى والتعبير بحرية عن كواملها وتحققها وصراعاتها وإخفاقتها".

أما الشاعر جمال القصاص فقد تساءل عما تريده هالة البدرى من خلال روايتها من خلال استدعاء ثلاث مبدعات متباينات من حيث النشأة واللغة والزمن تنحاز إليهن عاطفياً وجمالياً، وتنبش فى سير حياتهن بكل انساقها العاطفية العاطفية والنفسية والاجتماعية، بل تحاورهن وتتبادل الرسائل معهن بقوة الحًلم والذاكرة وكأنهن من افراد العائلة؟

ويواصل تساؤله: هل تبحث عن أفق جديد مغاير فى الكتابة، عن ملامح وعلامات وطاقات مخبوءة ومهمشة فى طوايا تجربة الكاتبة نفسها وذاتها المبدعة وهل يشكل هذا النص مرأة موازية جمالياً ترى نفسها فيها، ثم ما هى نقاط التقاطع والتجاور التى تجمعهن وتفرقهن أيضاً فى صف لعبة تديرها الكاتبة فى محبة وتعي ما يعتمل فى نسيجها من نقصا وإضافة، بل تحرض على ان يشاركها متعة شد خيوطها بين الحين والآخر؟

ويستشف القصاص الإجابة من النص بأن الكاتبة تحاول أن تجد مبرراً فنياً وفلسفياً وسيكلوجياً لكل هذه التساؤلات فى مستهل الرواية فى صفحة 22 متساءلة بضمير الـ"أنا" هل نحن واحد على الرغم من كل المسافات والأبعاد والزمن؟ وهل بالضرورة ان نكون واحداً؟ أذن الكتابة كما تشير لها الكاتبة رحلة فى المعرفة.

واخُتتم اللقاء بكلمة الناقد الدكتور يسرى عبد الله الذى أشار إلى "أن هالة البدرى تستحضر نساءً ونصوصًا ولوحات.. تستعيد جمالاً وفنًا، في روايتها الجديدة "نساء في بيتي"، تغادر منطقة الجاهز وتصبح شريكة في الفعل السردي ذاته، تبدو مأخوذة بالتجريب أخذا فتجعل لسيرتها الذاتية حضورًا في الرواية جنباً إلى جنب بطلاتها الثلاث اللاتي تستحضرهن وتناقش ما جرى لهن أيضا".

ويواصل: "تتخذ هالة البدري من العناوين الفرعية مؤشراً على جوهر الحكاية في المقطع السردي، فيمتلئ النص بالعناوين الفرعية بعد أن تقسمه إلى قسمين كبيرين هما: عندما يأتي المساء، وفي الليل لما خلي. والذي يحوي لحظة السؤال الأساسي في الرواية بعد أن حوى القسم الأولى جانب الحكاية المركزي، ما الذي يجمع بيني وبينهن، ذلك هو جوهر السؤال الذي تطرحه الكاتبة على لسان راويتها الرئيسية هالة التي يشي حضورها التقني هنا وفقاً لبعض ملامح السيرة الذاتية والتداخل بين النص وكاتبه إلى اللعب بآلية الراوي الضمني للعمل وتقاطعه مع هذا السارد الرئيسي.

ويرى د. يسرى: "أن هالة البدري تكتب بعفوية التجاور بين الأشياء، ولذا تتدخل في السرد وتعقب على الحدث الروائي بعنوان يتواتر" صناعة الرواية "، وكأنها تعلن تمردها على الجاهز والمصنوع.. نحن إذن أمام طموح روائي كبير في نص " نساء في بيتي" لهالة البدري. بحد وصفه.


منتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمعمنتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمع

منتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمعمنتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمع

منتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمعمنتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمع

منتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمعمنتدى المستقبل للفكر والإبداع بحزب التجمع
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة