"تمثالان جديدان لمختار الفلاحة والأميرة"، هكذا نشرت الصحف المصرية في عام 1927م أهم مقتنيات معرض جماعة الخيال، الذي أقيم في القاهرة، والذي شهد حضورا كبيرا من الجمهور آنذاك للاطلاع على أهم أعمال الفنان محمود مختار رائد النحت المصري الحديث وأهم الفنانين في العالم في القرن العشرين.
موضوعات مقترحة
وتمثال الأميرة تم بيعه في مزاد صالة سوثبي بلندن عام 2017م بسعر يعادل 8.175 مليون جنيه، فى مزاد علنى أقامته دار المزادات العالمية فى سوثبى تحت عنوان "فنون الشرق الأوسط من القرن العشرين حيث تم بيعه أسوة بكل الآثار المصرية التي تم بيعها وآخرها رأس توت عنخ آمون علي هيئة الإله آمون الذي باعته صالة مزاد كريستيز للمزادات بلندن بمبلغ 6 ملايين يورو وسط إدانات من القاهرة والمحبين للآثار المصرية".
وتمثال "الأميرة" الذي تكشف "بوابة الأهرام" عن صورة أصلية له مصمم من الرخام ويبلغ ارتفاعه 38 سنتيمترا، وكان ضمن مقتنيات عائلة عثمان باشا محرم منذ عام 1930م وكان موجودًا في فيلته التي استلهم منها الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة أحداث مسلسل "الراية البيضاء"، حيث شغل عثمان باشا محرم عدة مناصب وزارية في العهد الملكي وكان من مؤسسي نقابة المهندسين وكان أول من وضع أسس الصرف بالكهرباء في مصر وكان من ضمن الأشخاص الذين جمعتهم بمحمود مختار علاقة شخصية وقت التبرع الشعبي بإقامة اكتتاب شعبي لإقامة تمثال نهضة مصر.
قالت مجلة "كل شيء والعالم" التي وضعت تمثالي الأميرة والفلاحة في صدر غلافها مع صورة للفنان محمود مختار الآتي: "كان من أجمل ما لفت الأنظار في معرض جماعة الخيال، الذي أقيم في القاهرة الأسبوع الماضي بالقاهرة تمثالان جميلان للمثال محمود مختار، أحدهما يمثل الفلاحة وقد احتوتها ملاءة واسعة يطل وجهها منا في استكانة وحياء والآخر يمثل الأميرة في أبهة أمارة وهي شامخة مرفوعة الرأس ولقامتها ووجهها معنى الكبرياء والعز والصراحة فهي نقيض الفلاحة".
والفنان محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر أسهم مساهمة كبيرة في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة وفي إرسال البعثات المصرية للخارج وقد وضع الفنان موهبته في خدمة الحركة الوطنية المصرية، فقد كان من أهم الأصوات المعبرة لثورة 1919م والمطالبين برحيل الاستعمار الانجليزي، بالإضافة لقيامه بصنع الكثير من الأعمال الفنية الرائعة التي جسدت البيئة المصرية أكثر تعبير ومنها صنعه لعدة تماثيل تمثل الفلاحة المصرية وتمثال سعد زغلول وغيرها من مئات الأعمال الفنية وقد كرمته الدولة بعمل متحف يحمل اسمه.
وتمثال الفلاحة هو تمثال من عدة تماثيل قام بتصميمها الفنان محمود مختار بأشكال متنوعة لإيمانه بدور الفلاح المصري في وطنه الذي كان يرزخ تحت الاحتلال والبريطاني، وأوضحت الصحف المصرية في تغطيتها لمعرض جماعة الخيال "أن الفلاحة تدرك من استكانتها معني التواضع والمواربة وكل مصري يرجو أن يري اليوم الذي يمكن فيه أن نري الفلاحة في هيئة أميرة " لتختتم التغطية بمقال موسع عن كيفية أن تكون مصر مركزا للثقافة العربية الحديثة.
وأضاف الباحث الأثري علي أبودشيش في تصريحات خاصة لــ"بوابة الأهرام" أن المتاحف العالمية في الخارج تجني الكثير من الأموال من القطع الأثرية التي خرجت من مصر وقت الاستعمار، حيث استغل المستعمر ذلك وحصل على نسبة الـ 50% من قسمة الاكتشاف الأثري، والكثير من الآثار خرج عن طريق الهدايا، وأخرى بطرق غير شرعية مثل التنقيب غير الشرعي عن الآثار وغيرها.
وطالب أبودشيش بالوقوف في وجه صالات المزادات التي تقوم ببيع الآثار المصرية أو الأعمال الفنية للنحاتين العظام مثل محمود مختار وغيرهما مؤكداً أن التراث الإنساني هو من الحقوق الأصيلة للأجيال المصرية.
. . .