تحتفى مجلة ديوان الأهرام الفصلية التى تصدر عن مؤسسة الأهرام فى عددها الجديد الذى يحمل رقم 39(يوليو 2019)، والتى ترأس تحريرها الكاتبة الصحفية زينب عبدالرزّاق، بذكرى شاعر الشباب والحب الراحل أحمد رامى، حيث تنشر ملفا شاملا عنه بعنوان "رامى.. بين الأمل وبين الذكرى"، وتشير المجلة من خلال الملف إلى أهمية الدور الذى لعبه رامى فى تطوير الغناء العربى كله، ونقله إلى مساحة أخرى من الرقى سواء من حيث الموضوعات أو الكلمات أو المشاعر السامية التى رسختها أغانيه فى الذائقة العربية.
موضوعات مقترحة
ويتضمن الملف مقالا عن سيرة رامى بقلم صديقه المقرب الشاعر الراحل صالح جودت، إضافة إلى مجموعة من الأسرار الشخصية، وموضوعا عن طبيعة علاقة الشاعر الكبير بملهمته أم كلثوم، وسر الارتباط الذى دام لحوالى نصف قرن لم يعكر صفوه إلا خلاف وحيد، ويكشف الملف عن السر وراء ترجمة رامى لرباعيات الخيام، وسبب استبعاده لمجموعة من الرباعيات دون ترجمتها.
إضافة لما سبق يتضمن ملف رامى مقالا لشاعر الشباب عن أم كلثوم، ومقالا لكوكب الشرق عن الشاعر، كل ما سبق مشفوعا بمجموعة من الصور النادرة.
وإيمانا من «ديوان الأهرام» بدورها فى تنمية الذوق العام ودعم كافة الفنون وعلى رأسها الفن التشكيلى، تقدم المجلة ملفا آخر عن أحد أهم رموز هذا الفن فى مصر، وهو الفنان محمود سعيد.. ابن الباشا الذى ترك منصة القضاء إلى سحر الفن، حيث يقدم لنا الفنان عصمت داوستاشي قراءة مهمة لسيرة الرائد الكبير وتحليلا لأسلوبه ومراحله الفنية، وسر ولعه بالأجواء الشعبية وعشقه لبنات البلد اللاتى رسم لهن أجمل لوحاته، وسبب ضيقه من رسم اللوحات الملحمية التى يكلف بها الفنان عادة من جهات رسمية.
ويتميز ملف محمود سعيد باحتوائه على مجموعة كبيرة من لوحات الفنان ترصد من خلالها المجلة مراحل تطور أسلوب هذا الرائد الكبير.
ولأن للبعد التاريخى مكانا مميزا فى المجلة، حيث يمثل محورا رئيسيا من اهتماماتها، فإن ديوان الأهرام تقدم عددا من الموضوعات والدراسات التى لا غنى عنها لكل مهتم بهذا المجال، فيقدم د. عاصم الدسوقى دراسة مهمة بعنوان «من الذى يكتب التاريخ»، يرصد فيها الفروق الجوهرية بين المؤرخ والباحث وكاتب الدراما، وضرورة أن يتحرر الباحث فى التاريخ من التأثر بالأسطورة والخرافة وألا يخضع فى بحثه للسلطة بجميع أشكالها،
وتشمل الموضوعات التاريخية كذلك عددا من الوثائق ينشرها د.عماد أبوغازى لـ«الديوان» الذى أسسه نابليون بونابرت بعد وصول الحملة الفرنسية إلى مصر ليكون بمثابة البرلمان الأول فى تاريخ البلاد، وقيام المشايخ والأعيان فى هذا الديوان بالتزلف إلى قادة الحملة الفرنسية رغم مقاومة المصريين ودفاعهم عن أراضيهم وحريتهم، أما د.زاهى حواس فيقدم على صفحات «ديوان الأهرام» عرضا شيقا لسيرة «كليوباترا.. ابنة مقدونيا التى حكمت مصر وهزت عرش روما»، وحول الملكة التي استخدمت أنوثتها وذكاءها لتحقيق طموحاتها، يطرح د.زاهى فى مقاله مجموعة من الأسئلة مثل (لماذا نعتها الرومان بالملكة الغانية بينما أحبها المصريون؟ .. وهل تزوجها قيصر أم كانت مجرد عشيقة لنزواته؟.. ومتى فقدت أملها فى أن تصبح إمبراطورة للرومان؟ )، كل تلك الأسئلة وغيرها يقدمها الكاتب مع تفسيرات للإجابة عليها.
ولا تغفل المجلة التاريخ الإسلامى فتقدم صفحات من سيرة جوهر الصقلى .. القائد الأشهر فى تاريخ الدولة الفاطمية، وصاحب الفضل في بناء مجد الخليفة المعز لدين الله، ولماذا أسس مدينة القاهرة وبنى الجامع الأزهر فور وصوله؟.
ولا تغلق المجلة نفسها على التاريخ فحسب لكنها تفتح آفاقها على الواقع، فيقدم مصطفى سامى ترجمة مهمة لكتاب «منقسمون» للصحفى البريطانى تيم مارشال، الذى يتناول فيه جهود الرئيس الأمريكى لبناء الجدار العازل على الحدود المكسيكية، والصعوبات التى تواجه المشروع، كما يشير الكتاب إلى «سجناء الجغرافيا» عبر التاريخ، متناولا فى ذلك أهم الجدران والحواجز الفاصلة فى العالم وعبر التاريخ، بداية من سور الصين العظيم حتى الجدار الفلسطينى العازل، مرورا بسور برلين وجدار الصحراء المغربية … وغيرها من الحواجز التى تفصل بين البشر لأسباب سياسية وعنصرية.
وإضافة إلى ما سبق، تقدم المجلة ملفا بمناسبة مرور ١٢٠ عاما على ميلاد الأديب العالمى إرنست هيمنجواى، يشتمل إضافة لسيرته الذاتية ، دراسة لأسلوبه وتأثير حياته الشخصية على مساره الأدبى، وموضوعا مهما عن الكاتبة الأمريكية إيلين لاموت التى يشير بعض النقاد إلى اقتباس هيمنجواى لأسوبه من طريقة كتابتها، لكنه حظي بالشهرة والمجد بينما بقيت هى طى النسيان تحت وطأة الذكورية فى زمن الحرب.
وللسينما والموسيقى فى «ديوان الأهرام» نصيب أيضا، حيث تنشر موضوعا عن «مارلين مونرو.. النمرة التى فشل الجميع فى ترويضها»، وتتناول من خلاله المجلة الشكوك حول انتحار نجمة الإغراء الأمريكية «الفاتنة.. المعذبة» وطبيعة علاقتها بالرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى، كما تقدم المجلة موضوعا عن «رتيبة الحفنى.. سوبرانو تغنى على إيقاعات التخت»، حيث تحتفى المجلة بتلك الرائدة الموسيقية الكبيرة التى كانت آخر من وقف على مسرح دار الأوبرا قبل احتراقها، وأول من وقف لاستقبال الجمهور بعد إعادة افتتاحها، والتى بذلت جهودا كبيرة لتنمية الذائقة الموسيقية، ونشر الوعى الموسيقى ليس فى مصر وحدها ، ولكن فى الوطن العربى كله.
غلاف "ديوان الأهرام" وتنفرد بنشر وثائق ديوان الحملة الفرنسية علي مصر