صدر الديوان الشعري الأول للشاعرة الصغيرة يارا محمود حسونة ابنة الـ 12 عاماً، والطالبة بالصف السابع بمدرسة المواكب القرهود في دبي.
موضوعات مقترحة
الديوان الذي صدر باللغة الإنجليزية عن داري «نبطي للنشر» و«المستقبل والإبداع»، اختارت له الشاعرة عنوان "ما وراء الكتاب"، ويضم 26 نصاً شعرياً مع رسوم تعبيرية أبدعتها شقيقتها نور محمود حسونة الطالبة بالصف العاشر. التصميم متميز مع غلاف أحمر اللون ما يتناسب وحيوية وروح الجيل الواعد الذي تنتمي إليه يارا وتستهدفه في رسائلها، مخاطبة عقولهم بلغة شعرية جذابة، داعية إياهم الغوص في جوهر الأشياء والبشر وعدم الانسياق وراء بهرجة الشكل.
تظهر يارا في هذا الكتاب إمكانات مميزة في اختيار المواضيع التي تناولتها، والتي لا تبدو طفولية أبداً، بل تتعمق في المشاعر والنفوس والوجوه، تخاطب أبناء جيلها وتتوجه ببعض رسائلها إلى الكبار أيضاً. فنصوصها مشرقة حافلة بالرؤى رغم من حداثة سنها وتجربتها في الكتابة. تلامس القلوب بسلاسة أسلوبها، ودقة اختيارها للمفردات، والتعبير الوجداني العفوي والصادق عما يجول في خاطرها وما تشاهده من حولها، وبعض المواقف التي تتعرض لها كل فتاة في مثل سنها أو في سن المراهقة عموماً.
"ما وراء الكتاب" يحمل أبعاد ما وراء الأشياء والمواقف، وابنة الـ 12 ربيعاً لا تتغزل بالأشياء ولا تحلق فوق الغيوم بأحلامها، بل تبدو شديدة الواقعية، تحكي بعفوية عما يجول في الخاطر، وتنتقد بعض المظاهر، مثل هوس الفتيات والشبان بالشكل بدل انشغالهم بتجميل النفس والروح، والهوس في اللحاق بالموضة وتغيير الشكل من أجل إرضاء الآخرين، بينما من وجهة نظر يارا، لكل فتاة سحرها، وما عليها إلا أن تتسلح به وترسم ابتسامة على وجهها لتبدو جميلة. ويحمل النص استنكاراً لشغف الفتيات بالتجميل وأدوات الزينة المبالغ فيها، بينما على الفتاة أن تنشغل أكثر بتنمية شخصيتها..
يارا المولودة في الإمارات من أب مصري وأم لبنانية، تعبّر عن فخرها وسعادتها بالانتماء إلى هذا المثلث في قصيدة "هويات ثلاث"، قائلة: مصر لبنان والإمارات
دول في ربوعها تغمرني السعادة
ولقلبي هي المفتاح والحكاية
بينها ولدت ونموت كشجرة
وعرفت معنى البهجة والحرية
وعنها لن أحلق بعيداً أبداً.
الشاعرة الصغيرة تتعمق أكثر فتذهب إلى انتقاد بعض العادات الاجتماعية، وتتناول قضية "الإجهاض" باستنكار شديد في قصيدة بعنوان "دعيه يعيش"، معتبرة أنه "جريمة مكتملة" بحق الأطفال. وبالنسبة لها "من تحجم عنه امرأة جميلة ذكية، وتقدم عليه أنثى بروح "شيطانية""، مدافعة عن حق الطفل في أن يرى النور بين يدي أم تحتضنه بحنانها ودفء مشاعرها.
الطرح الشعري عند يارا يغوص عميقاً لتفاجئنا في أحد نصوصها "الوجوه أقنعة"، بطرح فكرة أن لكل إنسان أكثر من قناع يعبر من خلاله عن مشاعره المختلفة والمتناقضة، فيُظهر عكس ما يخفيه الوجه الحقيقي. كل يختار قناعه حسب مزاجه، ويتمسك به بإحكام، لئلا يسقط منه في أي مكان.
عوالم أخرى كثيرة تأخذنا إليها الشاعرة، وكأنها تقرب المسافة بين الكبار والشباب، وتقدم نماذج عما يجول في خواطر أبناء جيلها، وما يشعرون به.
غلاف الديوان يارا ونورا حسونة