Close ad

ماذا تبقى من آلة "النقرزان" بالصعيد؟.. هذا تاريخ مضبطة الوقت في عصر ما قبل الميديا | صور

29-5-2019 | 02:30
ماذا تبقى من آلة النقرزان بالصعيد؟ هذا تاريخ مضبطة الوقت في عصر ما قبل الميديا | صور آلة "النقرزان"
قنا - محمود الدسوقي

استخدمت آلة "النقرزان" قديمًا في مصر في كثير من المهام، منها أنها كانت آلة للإعلان عن الأخبار والقرارات المهمة للمواطنين، إذ كانت تعتبر المعادل الموضوعي للميديا في شكلها الحالي، ومع مرور الزمن تحولت لمعرفة المواقيت في شهر رمضان على وجه الخصوص.

موضوعات مقترحة

ولم يتبق من "النقرزان" في عموم مصر ومن بينها الصعيد إلا الصورة القديمة النادرة التي تم التقاطها في بدايات التصوير الفوتوغرافي، حيث يمتطي رجل جملا وتوضع آلتان نحاسيتان يقوم بالنقر عليهما وهو يتلو التشريفات والأوامر الصادرة، حيث كان "النقرزان" يؤدي دورًا مهمًا في التشريفات والأوامر كما يؤكد الأثريون، وكان يوضع في بداية الإعلان عن مولد الولي، واحتفالات الموالد وكان دوره مهمًا في شهر رمضان حيث هو آلة الوقت للتنبيه على السحور والإفطار وكذلك الإمساك عن الطعام والشراب.

في محافظة قنا بصعيد مصر لم يتبق "النقرزان" الذي أخذ مسميات عدة منها اسم "آلة النحاس" إلا في مقام الشيخ عسران بقرية القمانة بنجع حمادي ومقام الشيخ الطوابي بقرية أبو مناع بحري بدشنا حيث يبدو النقرزان أو النحاس آلة للتذكير بالزمن الماضي، ويقول عبده محمود الراوي النقيب لــ"بوابة الأهرام " إن النحاس في عهد جده كان لضبط المواقيت قبل شيوع الساعات والتليفزيون حيث كان جده يقوم بالضرب على النحاس قبل السحور لمدة ساعة متصلة لتنبيه القرى بوقت السحور بينما يقوم بضرب النحاس قبل الإفطار للتنبيه على موعد الإفطار.

ويضيف العم عبده أن صوت النحاس قوي لدرجة أنه يتجه للقرى البعيدة حيث كانت 3 قرى تعرف المواقيت في شهر رمضان من خلاله، حيث تبلغ قطعة النحاس المستديرة نحو 50 سم توضع عليها جلد الجمل وهو من الجلود الذي لا يتلف بسرعة، مضيفًا أن النحاس صار منذ سنوات عديدة ذكرى الزمن الماضي في الصعيد.

الباحث الأثري محمود مدني أكد لــ"بوابة الأهرام " أن النقرزان له دوره الكبير في التاريخ حيث كان يتم طرق النقرزان للإعلان عن المراسيم والأخبار والأوامر التي ترد من السلطات الحاكمة، وعند وفاة أحد من العلماء، ولقد كان يتم وضع النقرزان أو النحاسات أعلى مئذنة الجامع أو أعلى سطح مجاور له حتى يسمع صوته.
 

وأكد أنه آله نحاسية نصف كروية يشد عليها جلد جمل وبها ثقب من أسفل لإخراج الصوت وينقر عليها بقطعة من الجلد ويسمى النقرزان أيضًا بالنحاسات وهو الاسم الذي يطلق عليه حتى وقتنا الحالي .

وأكد مدني أن النقرزان، أخذ أدوارًا وطقوسًا عدة في التاريخ فهو كان يتم القرع به بكلتا اليدين وتثبيتهما على ظهر الجمل أثناء رحلات الحج أو السفر وفى مواكب الولاة والقواد والحجاج والإعلان عن الأخبار والحروب والاحتفالات، مؤكدًا أن هناك بعض المساجد القديمة في الصعيد ومقامات الأولياء مازال يوجد بها كذكرى من الزمن الماضي في عادات وطقوس شهر رمضان بالصعيد.


آلة "النقرزان"آلة "النقرزان"

آلة "النقرزان"آلة "النقرزان"
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة