كشفت ورقة بحثية بعنوان السياحة في إبداعات الجنوب للباحث رفاعي سعد الله، والتي تم نشرها في كتاب أبحاث مؤتمر جنوب الصعيد الثقافي بالغردقة، إن الأدب ساهم كثيراً في شيوع وازدهار السياحة مثل قصيدة ليالي الأنس في فينا للشاعر أحمد رامي، والتي غنتها المطربة العربية أسمهان.
موضوعات مقترحة
ساهمت قصيدة ليالي الأنس في فينيا في زيادة الدخل القومي للنمسا، وقامت هيئة السياحة النمساوية عن إعداد فيلم وثائقي عن المطربة أسمهان، والتي حققت قصيدتها توجيه الأنظار للعاصمة فينيا التي لم تكن دخلت مجال المنافسة على السائح العربي مع عواصم أوربية أخرى أشهرها لندن وباريس.
وتناول الباحث رفاعي سعد الله رواية "تزوجت بدوياً" للكاتبة النيوزولندية مارغريت فان غيلدرملسين، حيث اختارت منطمة اليونسكو مدينة البتراء وجعلتها من عجائب الدنيا السبع بعد تصويت شارك فيه 70 مليون شخص بعد نشر الرواية التي تحكي عن غرام فتاة نيوزيلاندية بشاب أردني جمعهما الحب والعشق في مدينة البتراء، كما تناولت الدراسة الكثير من الروايات التي ساهمت في انتشار السياحة في مصر والعالم مثل زقاق المدق للروائي المصري العالمي نجيب محفوظ وقصة مدينتين للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز وتلال إفريقيا الخضراء للمؤلف الأمريكي إرنست همنجواي وغيرها من كتب الرحلات أيضاً.
تقول الدراسة التي تناولت السياحة في قصص الأديب سعيد رفيع ابن البحر الأحمر، إن السياحة مرتبطة بالأدب في بعدها المعرفي، حيث السياحة هي السفر من أجل المعرفة حيث من الضروريات أن يعرف السائح الأماكن المفضلة لديه، كما تتناول السياحة أيضاً رصد وتقاليد عادات الشعوب.
من أهم المعلومات السياحية المتوفرة في إبداعات سعيد رفيع كما تطرقت الدراسة أهم الجزر في الجنوب، والأسماك والملابس الخاصة بالمكان مثل المسفع والشملة والنقاب، والرقصات الشعبية كالمتيني والزريي ورقصة الرفيحي، أما الظواهر الطبيعية والجغرافية فكانت الرياح مثل رياح الأذيب القادمة من الجنوب ورياح الشرور العاتية القادمة من الشمال ورياح الشرش القادمة من الغرب ونسائم الردود القادمة من الشرق.
أما الأكلات فهي الدشيشة والعصيدة والفقع، مؤكداً أن أهم ما يميز أعمال سعيد رفيع القصصية الأدبية هي الأسطورة التي تضيف للمكان عنصر الخيال فتجعل القارئ يرتبط بها حتى لو كانت الأسطورة مأسوية وقد تطرقت الدراسة نماذج من أعمال سعيد رفيع مثل واقعة اختفاء عودة الرشندي من مجموعته القصصية العودة إلي جوربال ،وكذلك قصة مستر كانسل وهي ضمن مجموعة البربوتي يتجه شرقاً حيث يظهر الكاتب الجانب السيء للعاملين في مجال السياحة الذين ينغمسون في الملذات الجنسية، كما تناول فقدان الهوية.
وأوضحت الدراسة، أنه يعتقد صناع السياحة بأن الأديب منعزل عن المجتمع ومشغول بقضاياه الإبداعية والنظريات الأدبية، ومن الصعب عليه المشاركة في إيجاد الحلول ومواجهة التحديات التي يتعرض لها القطاع السياحي رغم أن الأدب يحارب الأفكار المتطرفة التي تعرقل السياحة ويساهم في إبراز التراث الذي يجذب السياحة.