في محاولة من المملكة المتحدة لتشجيع المارة على القراءة، واستغلال فترة راحتهم أو تنقلهم بين المواصلات في المطالعة، عملت السلطات المعنية علي توفير نوع جديد من الماكينات وهو "آلات بيع القصص القصيرة" بمنطقة "كناري وارف" بلندن.
موضوعات مقترحة
تعمل آلات بيع القصص علي توفير قصص قصيرة للمارة يمكن قراءتها في دقيقة أو ثلاث أو 5 دقائق، بحسب اختيار القارئ بمجرد الضغط علي الزر المخصص بالآلة التي صنعتها الشركة الفرنسية "شورت إيديشن"، والتي وفرتها بالفعل بعدة مناطق مختلفة بفرنسا، وشهدت إقبالا ملحوظا، بالإضافة إلى تواجدها بشكل محدود في هونج كونج والولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت مجموعة "كناري وارف"، إنه تقرر استعمال تلك الماكينات بعدما أكدت أبحاث جديدة أن غالبية القراء لا يجدون الوقت لإنهاء قراءة كتبهم، أجريت تلك الدراسة علي 2000 شخص بريطاني بالغ، وتوصلت إلى أن 36% من الأشخاص اضطروا للتخلي عن قراءة كتاب على الأقل خلال السنة الماضية، بسبب ضيق الوقت، و30% لم يتمكنوا من الانتهاء من قراءة كتاب لفترة تجاوزت الستة أشهر.
وقالت لوسي مور، المسئولة عن الفاعليات والفنون بالمجموعة، لجريدة الجارديان: "نحن جميعا مذنبون بقولنا إننا مشغولون للغاية، لكن الأبحاث توصلت أن 70% من المبحوثين يفضلون الغرق في قراءة أدب جيد عن الوقوع في هوة وسائل التواصل الإجتماعي، لذا توفر محطات القصة القصيرة الخاصة لنا الترياق الرقمي المثالي، فهي النظير للتصفح".
والجدير بالذكر، أن هذا النوع من الآلات ليس جديدًا فقد كان الظهور الأول لها عن طريق مؤسسة بنجوين الشهيرة عام 1937، حين قامت بتركيب ألة " Penguincubator" بإحدى المقاطعات.
الثلاث آلات بمنطقة كاري وارف الذين تم الكشف عنهم حتى الآن يتم استعمالهم للمرة الأولى بالمملكة المتحدة، وتشمل نصوصا لأنواع مختلفة من الأدب منها الخيال العلمي والرومانسي وأدب الطفل، لعدد من المؤلفين المشهورين من ضمنهم فرجينيا وولف ولويس كارول وتشارلز ديكنز، ويتم إطلاق المبادرة بحكاية الدقيقة الواحدة بمشاركة من الروائي البريطاني الأكثر مبيعا "أنتوني هورويتز"، الذي أكد أن تكثيف القصص بتلك الصورة الشديدة كان تحديا كبيرا له.
وقال هوروتيز بحسب تصريحاته للجارديان، إنه "كان بمثابة تحدي أن أكتب قصة لتقرأ بين محطتين، ليست فقط قصة قصيرة لكن قصة قصيرة جدا، لذا عكفت مدة 3 أو أربعة أيام لأكتب تلك القصة"، وتابع: "لأني أحب قصص الغموض والمغامرة المكثفة كان السؤال هل يمكنني كتابة حبكة قصة غامضة وشيقة وحلها في هذه المساحة الصغيرة! كان أمر شديد الإغواء بالنسبة لي، فالفكرة بأكملها أبهرتني".
ويقول هورتيوز: "أتنقل عبر قطار الأنفاق بشكل يومي ويري الناس يقضون أوقاتهم منهمكين في هاتفهم المحمول، يتابعون التغريدات القديمة أو يلعبون أو يستخدمون أيا من تطبيقات الهاتف، لذا فكرة استغلال هذا الوقت في شيء ممتع لك كالأدب وبشكل مكثف وصغير كانت جذابة جدا لي".