Close ad

باحثون يناقشون غياب علم الاجتماع والفلسفة في الدراسات الإسلامية بالعالم العربي | صور

31-3-2019 | 10:51
باحثون يناقشون غياب علم الاجتماع والفلسفة في الدراسات الإسلامية بالعالم العربي | صورالباحث الدكتور عبد الله ولد أباه يلقي كلمته

ذكرالدكتور ساري حنفي، أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة الأمريكية ببيروت، أنه من خلال معاينته على مدى سنتين ونصف السنة للعديد من الجامعات العربية التي تدرس الشريعة والدراسات الإسلامية، تبين له بالملموس أن هناك قطيعة بين نخب العلوم الاجتماعية والإنسانية من جهة، وبين نخب الدراسات الإسلامية، معتبرا أن تلك القطيعة موجودة بموافقة ضمنية من الفريقين، وهو أمر غير مقبول برأيه، لأنه يخلع الشرعية عن العلوم الاجتماعية.
موضوعات مقترحة

iv style='text-align: center;'>الباحث الدكتور ساري حنفي

وأضاف ساري حنفي في محاضرة له في فعاليات الجامعة الربيعية، التي تنظمها مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" بمدينة مراكش المغربية حتى نهاية اليوم الأحد 31 مارس، حول "دراسة الإسلام اليوم: نحو دراسات إسلامية برؤى متعددة"، أن كليات الشريعة تشبه بعضها البعض في العالم العربي الإسلامي، وأن هدفها هو نشر الدين الحنيف والتعريف به بعيدا عن التعصب والتطرف، وتساءل إن هذا الأمر إذا كان كذلك، فكيف يمكن له أن يتم بعيدا عن العلوم الاجتماعية؟ وكيف يمكن إصلاح كليات الشريعة إذا لم يأت الأمر من المجتمع والقاعدة؟
وأوضح حنفي في محاضرته المعنونة بـ "العلوم الاجتماعية والشرعية: علاقات تجاهل أم تنافس؟"، أنه اشتغل على الموضوع بشكل علمي واتخذ من جامعات المغرب، ولبنان، والكويت، نماذج لكي يقف على الطريقة التي يدرس بها الدين في جامعات الشريعة والدراسات الإسلامية في تلك الدول، فوجد أنها تتوزع على ثلاث مدارس: مدرسة كلاسيكية يمثلها الأزهر، والاتجاه السلفي المنتشر في الخليج وتحديدا في السعودية والكويت، ثم الاتجاه المقاصدي المنتشر في المغرب، والذي أثر على مشايخ الزيتونة بتونس.
ومن خلال استعراضه وتحليله لمضامين مناهج كليات الشريعة والدراسات الإسلامية، والمواد التي تدرس بها، لاحظ حنفي أنها تعرف غياب الفلسفة وعلم الاجتماع، ولا تدرس فيها الأخلاق، ولا الطروحات الفكرية الكبيرة لمحمد عابد الجابري مثلا، أو مفكرين آخرين، معتبرا أنه لا يمكن تنزيل الفقه على أرض الواقع دون أدوات علمية كانت ولا تزال تتطور في ظل العلوم الإنسانية بشكل عام، واللوم الاجتماعية بشكل خاص، لأن من أهم وظائف هذه العلوم هو ربط الممارسة الدينية، والانتماء الديني بالظواهر الاجتماعية الأخرى.
من جهته، تناول الدكتور عبد الله ولد أباه، أستاذ الدراسات الفلسفية والاجتماعية بجامعة نواكشوط بموريتانيا، في محاضرته المعنونة بـ "المباحث الكلامية من منظور فلسفة الدين"، الدراسات الكلامية، وقال إنها الجانب الأضعف في الدراسات الإسلامية، رغم أنها كانت من ضمن الاهتمام الأول للمستشرقين.
وتطرق ولد أباه لثلاث إشكاليات كبرى: الأولى تتعلق بالمنزلة الإبستمولوجية لعلم الكلام في الخارطة المعرفية التراثية، وتساءل هل هو مجرد علم للجدل والمناظرة، أم أنه نمط من اللاهوت العقلي، أو أنه يتضمن مقومات فلسفة كاملة للدين؟ وتتعلق الإشكالية الثانية بالتساؤل حول علاقة علم الكلام بالمدونة الفلسفية من حيث أنماط القراءة للنص اليوناني، والتداخل مع كتابات الفلاسفة المسلمين، وامتداد الإشكالات الكلامية في السردية الفلسفية الوسيطة والحديثة؟

أما الإشكالية الثالثة، فهي التساؤل عن موقع المباحث الكلامية في الفكر الإسلامي المعاصر، سواء على ضوء محاولات تأسيس علم كلام جديد، أو عبرتجاوز المباحث الكلامية ضمن فلسفة دين بديلة؟
وأوضح الدكتور عبد الله ولد أباه أن هيمنة دقيق الكلام، والطبيعيات على علم الكلام، جعلته يقع في مسلكين متباينين: مسلك أنطولوجي، يقوم بتحويل علم الكلام إلى فلسفة في الوجود، ومسلك تأويلي، معتبرا أن "الحديث عن بناء علم كلام جديد أمر مغلوط، وتأسيس فلسفة جديدة على علم الكلام، كلام فارغ، لأنه سيكون بمثابة اللاهوت البروتستانتي".

شهدت المحاضرتان، نقاشا واسعا بين الباحثين والمفكرين المشاركين في الدورة الأولى من الجامعة الربيعية، التي تنظمها مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" والتي ستتواصل لنهاية اليوم الأحد 31 مارس، بمدينة مراكش المغربية، وقد امتد هذا النقاش إلى الورشات العلمية التي أطرها باحثون أكاديميون عرب وغربيون بهدف تأهيل طلبة الدكتوراه العرب المشاركين فيها، وتمكينهم من العدة العلمية اللازمة الكفيلة بتحصينهم وجعلهم يسلكون مسارا معرفيا صحيحا، بخاصة في مجال الدراسات الإسلامية التي تعرف نوعا من الفوضى والمغالطات الكبيرة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: