في عشرينيات القرن الماضي وبعد ثورة 19م بعدة سنوات ظهرت أقدم مجلة رياضية كانت تصدرها الأسرة الرياضية بالجامعة المصرية، التي كان يطلق عليها آنذاك جامعة فؤاد الأول - القاهرة حاليا - وهي مجلة الرسالة الرياضية التي ظهرت للوجود في نفس عام إحياء فكرة إنشاء أول نادي رياضي بالجامعة ينظم حركة المباريات والألعاب الرياضية في مختلف الكليات.
موضوعات مقترحة
وأشرف على المجلة فؤاد سراج الدين، أحد السياسيين البارزين في مصر، الذي تولي فيما بعد عدد من المناصب الوزارية في العهد الملكي، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس اتحاد كرة القدم، ووكيل النادي الأهلي ورئيسا شرفيا له مدى الحياة في أربعينيات القرن الماضي، حيث صدرت المجلة الرياضية، والتي كانت تصدر نصف شهرية وتتم طباعتها بالطبعة المتوسطة بالعشماوي بشارع البيدق أمام بنك عمر أفندي.
ووضعت المجلة التي تنشر أجزاء منها "بوابة الأهرام"، دوري المباريات القادمة في كرة القدم لفرق الجامعة، حيث ضم الجدول 10 فرق وهم فريق الطب الذي كان عليه أن ينافس فريق الجيش الإنجليزي على ملعبه ووسط جمهوره، وفريق الحقوق، والزراعة، والآداب، ومدرسة فاروق، وشبرا الثانوية، بالإضافة لفرق الزراعة والحربية، حيث يظهر الجدول الملاعب التي تقام فيها المباريات، كما رصدت الفرق المصرية التي تخوض سباق الدوري أو الكأس السلطاني الذي يعرف حاليا بكأس مصر، كما لم تغب أحوال الطقس وتقلباته في عالم كرة القدم ليس في مصر وحدها - أقدم الدول العربية والإفريقية التي مارست اللعبة - بل في العالم، حيث تحوي المجلات القديمة رصد الفرق التي كان من حظها أن تكون في مواجهة الشمس، كما ترصد حركة الرياح التي كانت تؤدي إلى إعاقة اللاعبين وتوقف المباريات بسبب غزارة الأمطار وغيرها.
الأديب المحرر وهو اللقب الصحفي الذي استعاره أحد الصحفيين في مجلة الرسالة الرياضية، رصد مباراة نادي المختلط "الزمالك" مع فريق الجيش الإنجليزي التي شهدت الكثير من الإصابات بين الفريقين حيث وصفها بأنها لم تكن شيقة لأنها لم تكن بين ندين.
وأكد المحرر الأديب في مقاله النادر "ابتدأ الفصل الرياضي إلى الآن متأخرا عنه في كل عام مع أن الواجب المبادرة حتى لا يداهمنا فصل الصيف والامتحانات والمباريات الهامة لم تنته بعد فضلا عن تخلل شهر رمضان لأهم أوقات الفصل، كما رصد في مقاله انتقال اللاعبين الحسني العظيم وحافظ كاسب من نادي المختلط "الزمالك" وكامل مسعود من الترسانة إلى النادي الأهلي الذي افتتح مشواره في الدوري بمنافسة فريق الجيش البريطاني أيضا وكانت المباراة شبيهة بمباراة فريق المختلط " الزمالك "مع الجيش البريطاني غير شيقة وشهدت كثرة إصابات بين اللاعبين.
واستعرض المحرر الأديب مباراة فريقي الأهلي الأبيض والاتحاد أقوى أندية الثغر "الإسكندرية"، حيث تغلب الاتحاد القوي على منافسه الأهلي الأبيض، مؤكدا أن الأهلي يعاني بسبب غياب اللاعب الحسني العظم ، والنادي الأهلي الأبيض أنشأ بعدها بعام النادي الأهلي الأزرق بالإضافة للنادي الأهلي الأحمر، لافتا إلى أن كل ناد اختار زيا معينا حيث تنوعت تيشرتات اللاعبين ما بين الأبيض والأزرق بالإضافة للأحمر.
وتساءل المحرر الأديب في مقالته متى ينتهي الجفاء بين فريقي المختلط "الزمالك "والأهلي؟، مؤكدا أن العام الماضي سبقت الإشاعات عن تخلف كثير من اللاعبين ولكنها نجحت رغم ذلك ورغم نقص كل فريق من المختلط " الزمالك " والأهلي.
وأوضح المحرر، أن المباراة التي أقيمت العام الحالي في عام 1929م وانتهت بتعادل الفريقين أثبتت زوال الجفاء وسوء التفاهم بين الناديين، مضيفا أن مباريات الكأس السلطاني "كأس مصر حاليا" دخل في مسابقاته لأول مرة أندية من الأرياف وهما نادي المنيا والفيوم وقد تباري فريق المنيا في مباراته مع فريق المختلط في مسابقة الكأس السلطاني على أرضه ووسط جمهوره رغم أنه تلقى هزيمة ثقيلة من المختلط بخمسة إصابات "أهداف" لإصابتين، إلا إن المباراة بشرت بنهضة كبيرة في عواصم مديرياتنا.
وتحت عنوان الأهلي يغلب اليونان رصدت المجلة الرياضية لجامعة فؤاد الأول سابقا المباراة التي أقيمت يوم الجمعة 22 نوفمبر عام 1929م، والتي شهدها جمهور كبير من الرياضيين "بدأت المباراة متأخرة ربع ساعة عن ميعادها المحدد لتغيب الحكم الذي حل محله ماك راي المدرب المعروف وبعد تبادل الأعلام وتحية كل منهما الآخر ابتدأ اللعب وفريق اليونان في مواجهة الشمس، وبدأ الشوط الأول بشدة بين الفريقين وهجوم متواصل دام ما يقرب من عشرين دقيقة دون أن يفوز أحدهما بطائل وعلي إثر هجمة من هجمات الأهلي المحكمة أرسل اللاعب ممدوح الكرة فارتطمت برجل الظهير اليوناني الأيمن وارتدت منها إلى شبكته فسكنتها فكانت الإصابة الأولي للأهلي وقابلها الجمهور بالتصفيق والهتاف ثم استؤنف اللعب وكلا الفريقين في درجة الغليان ولكن الأهليين عرفوا كيف يلعبون بالضيوف ففي طلعة بديعة ولفتة من لفتات اللاعب مختار المحكمة أصابوا مرمي اليونان للمرة الثانية وانتهى الشوط الأول بهذه النتيجة.
أما في باب السخرية والذي حمل عنوان "شهمورش وجحا" "فقد سخر الباب من مختار التتش، اللاعب المشهور آنذاك في مصر مؤكدين "يعجبني أن يقدم تتش لوالده قائمة بأثمان الكتب المطلوبة للسنة الأولي حقوق هذا العام ويقدرها بمبلغ خمسة عشر جنيها قيشتم الوالد في الأثمان المبالغة والبلف فيرد علي مختار، بقوله "ما أعطلكش يابابا روح انت المدرسة واعطنيأسماء الكتب لأشتريها لك بنفسي " وهكذا يرجع تتش إلي إخوانه يسألهم عن أغلى الكتب المقررة وغير المقررة "ومختار التتش اسمه الحقيقي محمود مختار رفاعي من مواليد السيدة زينب عام 1905م وأعطاه لقب التتش المندوب السامي البريطاني، وقد أدت شهرة اللاعب مختار أدت لقيام البطل القومي سعد زغلول قائد ثورة 1919م بالتوسط لدي والده الذي كان يرفض أن يكون لاعباً وأن يكون من ضمن لاعبي المنتخب المصري.
مجلة الرسالة الرياضية مجلة الرسالة الرياضية