أقيمت في الليلة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية" الصادر عن بتانة، للناقدة الدكتورة نانسي إبراهيم، وشاركت في المناقشة؛ الدكتورة هناء البواب، والدكتورة هويدا صالح، وبحضور الدكتور عاطف عبيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة بتانة، والدكتور أسامة البحيري، والدكتورة حياة الريس، والشاعرة ابتسام أبو سعدة، ووزير الثقافة الأردني طه الهباهبة.
موضوعات مقترحة
قالت الدكتورة هويدا صالح، إن الكتاب يهدف إلى إعادة قراءة تراث البلاغة العربية القديمة في ضوء نظريات النقد الحديث، وبناء الكتاب يتكون من مقدمة نظرية لتحديد صور المفارقة المعجمية والاصطلاحية والفلسفية لدى العرب ثم مقارنتها بمفهوم الغرب.
واتخذت الكاتبة من بناء الأسلوب على خلاف مقتضي الظاهر معادلًا موضوعيًا لمفهوم المفارقة، وربطته بمصطلح المفارقة من زاويتين حيث إن المفارقة تقوم على كسر المتوقع والمألوف وكذلك الخروج على مقتضى الظاهر، وقسمت الكتاب لثلاثة أبواب رئيسية وفق التقسيم التراثي لأقسام البلاغة، من حيث أقسام البديع، البيان، والمعاني.
واستجلت الباحثة في الكتاب - كما تضيف "صالح" - أشكال وصور المفارقة، وكان أبرزها دراسة المفارقة التهكمية، وقد أجادت ربطه بمفهوم المفارقة في النقد الحديث. من صور المفارقة أيضًا التي ذكرتها الكاتبة، المدح بما يشبه الذم، والذم بما يشبه المدح، وكسر التوقع ومخالفة الظاهر، ومفارقة الحكاية، والمفارقة البلاغية ومفارقة المفهوم أو التصور.
واستطاعت الدكتورة نانسي إبراهيم تحليل ظواهر بلاغية تراثية، وتعيد ربطها بمفاهيم النقدية الحديثة وكان الهدف الأبرز للكتاب هو بعث وإحياء تراث البلاغة العربية، في محاولة منها لمواجهة طوفان النظريات النقدية الغربية بحسب تعبيرها.
وقالت الدكتورة هناء البواب، من الأردن، إن الكتاب يظهر فكرة هامة وهي أن المفارقة لم تنشأ كأسلوب قائم بذاته انما نشأت مجرد افكار وملاحظات متناثرة على هامش الاساليب الاخرى التي سبقتها الى الوجود ولم تكن بدورها قد تبلورت على الشكل النهائي.
وأضافت البواب: "نلحظ من الرؤية الأولى للكتاب أن تعريف المفارقة يتعدد ويتباين ولازال المفهوم العام لتلك الكلمة غامضا وغير مستقر، فقد استطاعت أن تثبت من خلال ابواب الكتاب وتقسيماته أن المفارقة تمثل دون شك الية من اليات بناء البلاغة العربية، ودراستها تقوم على الية تحليل النص الادبي".
واستطردت: "ثم اعتبرت بالرغم من كل الامثلة التي أوردتها ان هناك قصورا في دراسة التراث العربي الذي يتمثل في عدم درس التراث للنص الأدبي دراسة تحليلية جمالية".
ولابد أن تلاحظ أن فكرة المفارقة لاتقوم فقط على البلاغة العربية حين تحدثت عنها الكاتبة، فهذا اللفظ والمفاهيم المعرفية التي تغري حقولا مختلفة، فقد تصل المفارقة للوجود والمجتمع وكل مناحي العلوم والحياة غيرها.فدراسة المفارقة ضرورة قائمة كي تسهم في إضاءة جوانب لاتزال مطوية في النمط العربي الخطابي.
وأثبت كتاب الدكتورة نانسي أنه من المؤكد أن حس المفارقة كان أصيلا بدليل أنه لايخلو عصر من العصور أو أدب من الآداب ولو بدرجات متفاوتة من التعبير بالمفارقة سواء تجلت في النص الأدبي كله أو في بعض أجزائه.
مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية" مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية" مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية" مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية" مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية" مناقشة كتاب "بناء المفارقة في البلاغة العربية"