Close ad

حبيب الجفري: ما نعيشه هو ارتباك لا ينفصل عن ارتباك العالم فالعالم كله يعاني من التطرف الديني

29-1-2019 | 23:56
حبيب الجفري ما نعيشه هو ارتباك لا ينفصل عن ارتباك العالم فالعالم كله يعاني من التطرف الدينيالحبيب علي الجفري
أميرة دكروري

قال الداعية الإسلامي الحبيب على الجفري، إن الخطاب الديني أشبه بموضة العصر، وأن للخطاب الديني ثلاثة مستويات؛ أولها الجزء المتعلق بالغيبيات، والذي يشتبك مع الفلسفة، والجزء الثاني المتعلق بالأحكام الواجب والحرام والمباح، والمستوى الثالث هو الحديث عن المغزى من وراء هذا كله، أي حقيقة المعتقد والأحكام معني تردي الروح والوقوف الجاد مع خبايا النفس ومصداقياتها، وأن الجزء المتعلق بالسطح له 3 عناصر هم فهم الواقع وتفاعلات الواقع والعوامل المؤثرة فيه من الخيارات والمسارات التي تتعلق به.

موضوعات مقترحة

وقال الجفري "مشكلة التطرف عندنا واقع كل من يحاول أن يتهرب منها أو يخلي مسئوليته منها يغرد خارج السرب فالمؤثرات الخارجية لا تفلح في التأثير على الواقع دون وجود عوامل داخلية تساعد على ذلك، لذلك يجب ترك حالة النكران لدى الكثير من الشيوخ فأنا أقول نحن جزء من المشكلة".


وأضاف "كذلك هناك مشكلة لدى المثقفين في الخمسين السنة الأخيرة كان فيها معترك حام بين ما يسمونه رجال الدين أو رجال الشريعة وبين العلمانيين أوالمثقفين أوالليبرالين وهذا المعترك تجاوز الاشتباك الفكري المحمود ليتحول الي ثأر".

وتحدث الجفري عن المعركة بين الشيخ الغزالي والدكتور محمد عمارة في مقابل الدكتور فرج فودة في معرض الكتاب، وقال تعليقا على تلك المناظرة وتوابعها: "كانت مهزلة بكل ما تعنيه الكلمة لأن الغالب على هذه المناظرة كان روح الجماهيرية البحته والصخب كأننا في مصارعة حرة أوغزوة بين مسلمين وكفار وكان هذا الجو في معرض الكتاب!، منذ ذلك الوقت ونحن نعيش حالة تصاعدية ثأرية، يجب الشعور بالمسئولية وخطورة المرحلة التي تتجاوز المعركة الفكرية".

وأضاف "بعد أن انتهي عرض العضلات بسقوط الإسلاميين سياسيا جاءت المرحلة الثانية وهي أخذ الثأر الذي وصل إلى التعرض لبعض الأفكار التى جزء منها ثوابت وجزء منها بين الثوابت وبين ما يمكن النظر فيه لكن الطريقة طريقة ثأرية غاب فيها صوت العقل إلا من رحم ربي وهذا جزء من تصوير الواقع الذي نعيش فيه وهو أحد أوجه التطرف."

جاء ذلك ضمن فاعليات الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي في إطار ندوة بعنوان "مستقبل الخطاب الديني" بحضور الشيخ إبراهيم أبو الحسين الذي افتتح الندوة، مؤكدا أن الخطاب الديني في خطر وأن أي عالم إسلامي يريد أن يتطرق إلى هذا المجال عليه أن يتساءل إذا ما كانت بلده تعاني من الإرهاب أم لا فإذا لم تكن تعانى فليتكلم ويجتهد ويتعمق ويأتي بما عنده لكن إن كانت تعاني من الإرهاب خاصة - وإن كانت بنسبة مرتفعة- فلا دور له سوى المساهمة فقط فالحلول تأتي بمشيئة الله وبما يسره الله بقلب الولي ثم يأتي دور العالم ويعينه عليه.

وختم حديثه بأن مرحلة ما بعد الحداثة لم تدع شيئا لم تهدمه وهي في طريقها لهدم نفسها فالعالم وصل لمرحلة ما قبل الفراغ الفلسفي، فما بعد الحداثة لا تسقط بظهور حداثة جديدة وإنما تسقط بعوامل الهدم الذاتي التي تملكها.


الحبيب علي الجفريالحبيب علي الجفري

الحبيب علي الجفريالحبيب علي الجفري
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة