قدم للمكتبة العربية 21 ديواننا شعريا، و7 دواوين شعرية للأطفال، وكثيرا من الدراسات، ولكنه يرى أن الغزالة الذي يسعى وراءها تأبى وتسوق دلالها، على الرغم من بعد كل ما أنجزه إنما هو محاولة جادة للإمساك بها، إلا أنه يخشى أن يرحل عن عالمنا ولم تأتيه القصيدة الذي يريدها.
موضوعات مقترحة
الشاعر محمد الشهاوي، الفائز بجائزة الشعر العربي، ابن قرية المنشاة الكبرى بمحافظة كفر الشيخ،اختص "بوابة الأهرام" بأول حوار بعد فوزه بجائزة الشعر العربي بمهرجان الشارقة، وذلك بعد تكريمه في احتفالية كبرى بحضور الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، وحاكم الشارقة، في مهرجان الشعر العربي، والذي استمرت أعماله بمدينة الشارقة نحو 7 أيام، عن أسرار فوزه بهذه الجائزة، وما دار بينه وبين حاكم الشارقة، من أحاديث جانبية، ورؤيته لمستقبل الشعر العربي، ووصيته لشباب الشعراء.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن أعمالك الأدبية؟.. ومتى صدر ديوانك الأول؟
ديواني الأول صدر عام 1962، تحت عنوان "ثورة الشعر"، ووصلت عدد دواويني الآن لـ21 ديوانا، و7 مجموعات شعرية للأطفال، كما أن هناك كتابا عن صالح الشرنوبي، وكان أحد عباقرة الشعر في العالم بالقياس لعمره القصير الذي أحدث الرجفة في القصيدة العربية، ثم اختفى بعد حادث أليم، وهو لم يبلغ الثامنة والعشرين من عمره، وهناك عدة دراسات جاهزة للطباعة عن رموز الإبداع بمحافظة كفر الشيخ.
من الذي اختارك شخصية العام في مهرجان الشارقة؟.. وما الحديث الذي دار بينك وبين الشيخ سلطان؟
الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، هو من اختارني شخصية العام، على الرغم من أنني أول مرة، التقي به في حياتي، وهذا دليل على أنه يعيش الواقع الإبداعي في الوطن العربي، واهتمامه ورعايته للثقافة والآداب والإبداع.
وتحدث الشيخ سلطان، معي وهو يصطحبني حتى قاعة الاحتفالات وقال لي: "إننا أبناء مرحلة عمرية واحده"، فالشيخ سلطان، نموذج فوق كل التصورات وكل ما عاهدناه وقرأناه عن الحكام، فأنا كنت لا أتصور أن هناك حاكما بهذه الإنسانية الطاغية، وهو يتعامل مع المثقفين بروح إبداعية، وقد طلب أن يصافحني في الحجرة التي كنت أجلس فيها، وسلم علي كأنه صديق حميم وكأننا عشنا العمر كله معا.
حدثنا عن شعورك أثناء لحظة التكريم؟
لحظة تكريمي عشت فرحة كبيرة، وكانت امتدادا لفرحي الأكبر الذي أعيشه منذ أول لحظة وطأت فيها قدماي مطار الشارقة، وتوج الفرحة بلقائي المبدع د. سلطان بن محمد القاسمي، ذلك الرجل الذي لم أتصور أنه يوجد حاكم يفيض حبا وودا وبساطة، لدرجة أنه يرفع من شأن المبدعين في معاملته لهم لمرتبة الأمراء والحكام.
ما رأيك في مهرجان الشارقة؟
هذا المهرجان منذ أن نشأ وهو برقية طمأنة وتهنئة للشعراء العرب، وديوان العرب.
وما هي الرسالة التي توجهها لإمارة الشارقة ولحاكمها؟
أقول للشارقة: "أنكِ اسم على مسمى، وأنك الشارقة والمشرقة والإشراق لضمائرنا وأحلامنا وأمانينا وطموحنا.. فنأتي إلى هنا لنحج بأفراحنا إلى الشارقة "كعبة الحب"، فكل من يأتي إلى دولة الإمارات"، وأقول للشيخ الدكتور سلطان القاسمي: "إنك بضميرك الإبداعي كمبدع كبير فشيء طبيعي جدا أنك تكون محققا لأحلام الإبداع والشعر".
كيف تنظر لبيوت الشعر وترعاها الشارقة في البلدان العربية وتأثيرها على الحياة الثقافية؟
هذه البيوت إنما هي بيوتنا نحن الشعراء التي نحتمي بها من "زمهريرة الحياة" وصقيعها، وهي تقوم برسالة عظيمة، والشارقة تتفوق بشئ آخر وهي أنها لا تكتفي بإنشاء بيوت للشعر في الشارقة فقط، بل تواصل رسالتها الثقافية المقدسة إلى معظم دولنا العربية، وهذه البيوت في عالمنا العربي أراها جميعا من خلال نشاطها الملحوظ، وكثيرا ما شاهدت تلك الأنشطة حتى أنني قلت إن "بيوت الشعر صارت جامعة ودولة للشعر".
حدثنا عن ديوانك الأخير رقم 21 "السندباد وديمومة الإبحار" والبقية التي لم تنشر بعد؟
ديواني الأخير صدر أثناء حضوري مهرجان الشارقة، وكانت لحظة صدوره حلم في حياتي، ويشير إلى إبحاراتي الشعرية، واكتشفت أن لدى ديونين أخرين لم يتم طبعهما كما لدي 7 دراسات عن رموز الإبداع جاهزة للنشر، فضلا عن 7 دواوين شعرية للأطفال، فأنا طويل الصبر في موضوع النشر، ودائما أكتب لأعيش أفراح الحياة من خلال الكتابة، وليس من أجل النشر، ولكنني الآن أحلم بطباعة ونشر دواويني الشعرية ودراساتي التي لم تنشر بعد في دائرة الثقافة بالشارقة.
إلى أي مدى تشعر أنك حققت أحلامك الشعرية؟
الحلم لا نهاية له، فقد قدمت للمكتبة العربية 21 ديواننا شعريا، و7 دواوين شعرية للأطفال، وكثيرا من الدراسات، ولكنني كثيرا ما أقول لنفسي: "ولسوف تبقي في البعيد غزالة ما لي إليها ما حييت أتوق".
ماذا تعني بالغزالة التي تحلم بها؟
إنها القصيدة التي أحلم أن أمسك بها، وهي تأبى وتسوق في دلالها، وأنا لا أملك غير الإصرار والمحاولة؛ لأني كلما تصورت أن هذه آخر المحطات تكتشف أن هناك محطة أخرى أو محطات أخر، وعلى الرغم من كل ما أنجزته، إنما هو محاولة جادة ومخلصة للإمساك بتلك الغزالة التي لا تود أن تجيء، وأنا أخشى أن أرحل عن عالمنا هذا بعد هذا العمر المديد، ولم تأت القصيدة التي أريدها.
ما هي وصيتك لشباب الشعراء؟
وصيتي لشباب الشعراء، إنما هي وصيتي لنفسي أن أظل ممسكا بجمرة المحاولة حتى آخر لحظة في حياتي.
ما رأيك في الجمود الثقافي في بعض البلدان العربية وانحسار الأنشطة؟
لا أقف كثيرا أمام المناطق المظلمة، ولكنني أستوقف نفسي وأقف أمام الشرفات المضيئة؛ لأنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
وكيف ترى حال الشعر في مصر الآن؟
الشعر في مصر بخير إلى يوم القيامة حتى إن مر ببعض الظروف الصعبة، ولكن الوجدان الشعري حي في مصر بشعرائها، فالشعر إنما هو ابن المغامرة والمغايرة، وأنه لا حد لمطلق الجمال، ولكن في النهاية هناك القانون الإلهي الذي لا يتخلف "أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، وهنا أتذكر قول الشاعر علي الجارم "إنما الشعر على كثرته لا ترى فيه سوى إحدى اثنتين نفحة قدسية أوهزل ليس في الشعر كلام بين بين"، فكل ما هو بين بين، سوف يواريه جب النسيان ليبقى ما ينفع الناس رافعا راية أفراحنا ومحققا لما تعتمد به مشاعرنا.
كيف تنظر إلى أداء المؤسسات الثقافية بعالمنا العربي في الوقت الراهن؟
المؤسسات الثقافية في أي دولة تقوم بدورها في حدود ما هو متاح من الإمكانيات المادية، ودائما نقول: إن "غدا سوف تشرق الشمس وأن غدا لناظره قريب"، لكن المشهد الثقافي خلال العشرين عاما الماضية في مصر لم يكن كعهود سابقة؛ فدور المؤسسات الثقافية تراجع كثيرا.
ودائما أقول: إنني شاعر جوال وسندباد في بحار الشعر فأرتحل بضميري ووجداني وبكليتي إلى معظم المحافظات، وهناك أكتشف أصواتا شبابية مبشرة تماما تمتلك الموهبة الحقيقية، وهذه المناطق الجميلة التي أطالعها وتطالعني في ارتحالاتي ورحلاتي تجعلني دائما مستبشرا بالخير.
كيف تنظر إلى الدراسات النقدية التي تناولت أعمالك الإبداعية؟
أنظر إليها على أنها رسالة طمأنة لي، وأنني لا أصرخ في البرية، وإنما أنا أغني لأناس يسمعونني عندما يبادرون لإعلان رأيهم فيما كتبت.
الشاعر محمد الشهاوي الشاعر محمد الشهاوي الشاعر محمد الشهاوي يتسلم جائزة الشعر العربي الشاعر محمد الشهاوي مع المحرر