يوافق يوم الثلاثاء، 25 ديسمبر، ذكرى مرور 100 عام على ميلاد بطل الحرب والسلام، الرئيس الراحل محمد أنور السادات"، "بوابة الأهرام" قامت برحلة إلى مكتبة الإسكندرية، التي تحتضن متحف بطل نصر أكتوبر، والذي عملت المكتبة على توثيق تاريخه الحافل في خدمة الوطن، طوال ما يزيد عن 60 عاما عاشها في دنيانا. أسرة الرئيس الراحل، وعلى رأسها السيدة جيهان السادات، خصت المتحف بمقتنيات تعرض لأول مرة، تقديرًا للمجهود الذي قامت به مكتبة الإسكندرية، وتحقيقًا لحلم قديم كانت تريد تحقيقه، تبدأ تجلياته في تلك الأيام مع الاحتفال بمئوية الميلاد لبطل نصر أكتوبر، وهو أن يكون هناك متحف للرئيس الراحل يليق بشخصه وبذكراه. من تلك المقتنيات النادرة، البدلة العسكرية التي استشهد الرئيس أنور السادات وهو يرتديها، يوم العرض العسكري في 6 أكتوبر عام 1981م، رفضت السيدة جيهان السادات التفريط فيها طوال أعوام طويلة، على الرغم من العروض المادية الكبيرة التي تلقتها، لتصبح من أهم مقتنيات المتحف الآن، هذا إلى جانب المقتنيات الشخصية الخاصة بالرئيس الراحل، وساعته التي كان يرتديها يوم استشهاده. الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، قال لـ"بوابة الأهرام" إن المكتبة لا تنسى الدور التاريخي للرئيس السادات في خدمة الوطن، ولذلك تولى أهمية كبرى لإحياء ذكراه المئوية، كما عملت على توثيق حياته من خلال متحف السادات، ومشروع الأرشيف الرقمي للسادات، وهو أقل ما نستطيع أن نقدمه لذكرى الرئيس الشهيد. متحف السادات الذي تأسس عام 2009م، يضم تشكيلة رائعة ومتنوعة من مقتنيات صاحب النصر، منها عدد من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة، سواء من داخل مصر، أو جاءت كإهداء من دول العالم المختلفة، بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان السادات. الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، قال إن التدقيق في تفاصيل العمل على ثوثيق السادات داخل مكتبة الإسكندرية، جعل الأرشيف الرقمي يتيح مجموعة من التسجيلات الصوتية الرئيس محمد أنور السادات، تنجح في تعريفك بشخصية الزعيم الخالد، وتحتوي تلك التسجيلات على 44 مقطعًا لأبرز الخطابات التاريخية، منها خطاب النصر، وبيان ثورة يوليو، وغيرها. "بوابة الأهرام" التقت مع الدكتور حسين الشابوري، صاحب سيناريو العرض المتحفي، والأستاذ المتفرغ بكلية الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية، وخبير التصميم والعرض المتحفى، الذي استعاد ذكريات عمله على "متحف السادات". وقال، إن متاحف الشخصيات خاصة "الزعماء" ليست سهلة التناول بالنسبة للعرض المتحفي، فالمصمم مطالب بعرض كل جوانب الشخصية دون إبداء للرأي أو تحيز، ولذلك كان السؤال الذي تبادر في ذهني عند التعرض لتصميم يخص رئيسًا، خاصة على وجه التحديد عندما يكون بأهمية الرئيس محمد أنور السادات، هو هل سيحقق هذا المتحف إعادة قراءة للرئيس للسادات؟، فقد تواردت كل الأحداث التي صاحبت الرئيس السادات منذ توليه السلطة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس جمال عبدالناصر عام 1970، وحتى اغتياله في منصة العرض العسكري، وتلك الحقبة وحدها بلغت 11 عاما، فحاليا انشغل الجميع بالتغيرات التي استجدت، والمسارات التاريخية الجديدة للأحداث، ولم يعد هناك من ضوء مسلط على فترة حكم السادات، وهو الأمر الذي استطعت أن أشعر به وتلخيصه في جملة واحدة، هي أن المواطن دون سن الخامسة والأربعين، وقت افتتاح المتحف لم يكن يعرف شيئًا عن الرئيس السادات، رغم كثافة الأحداث التي تضمنتها فترة ولايته، لذلك لم يلتزم العرض المتحفي للسادات بمسار تاريخي، فقط في المشهد الأخير وهو مشهد الاغتيال تمت معالجته خلال سيناريو العرض المتحفي بشكل درامي بالغ التأثير. وعن مساحة المتحف التي تبلغ 260 مترًا فقط، قال الدكتور الشابوري، إنه رغم صغر تلك المساحة، إلا أن التصميم والمواد المعروضة أعطت الملامح الحقيقية لتلك الشخصية الثرية منذ الصبا وحتى فارق الحياة في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وطوال 62 عامًا عاشها في دنيانا. كانت تلك الأجواء هي التي عاشتها "بوابة الأهرام" في رحلتها إلى مكتبة الإسكندرية، لمشاهدة ذلك المتحف السكندري الذي يحفظ اسم السادات في صفحات التاريخ، ذلك التاريخ الذي كان يحدثنا عنه بطل الحرب والسلام بكلمته الشهيرة، وبتلك اللكنة المميزة في خطاباته، "تاريخ".! .