Close ad

حفظ القرآن وتعلم 5 لغات وجمع بين التميز والبساطة.. لمحات من سيرة الأديب الكبير "أنيس منصور"| صور

21-10-2018 | 18:58
حفظ القرآن وتعلم  لغات وجمع بين التميز والبساطة لمحات من سيرة الأديب الكبير أنيس منصور| صور أنيس منصور
أميرة دكروري

"وأنا أحب أن أكون على هامش الناس وأحب أن يكون الناس على هامشي لا يتدخلون في حياتي وإنما أتفرج على حياتهم، وأن نتلاشى ذهابًا وإيابًا".

موضوعات مقترحة

ظل أنيس منصور (18 أغسطس 1924 - 21 أكتوبر 2011) طوال العقود التي قضاها كاتبًا وصحفيًا وأديبًا، معادلة التميز والبساطة، فاختار أن يصل للناس سواء بنوعية كتاباته المختلفة أو بإسهاماته الصحفية المتنوعة، والتي امتازت كل منهما بالبساطة والتفرد، فعاش أنيس منصور قريبًا من السلطة خاصة في عهد الرئيس محمد أنور السادات، أو في عهد مبارك، الذي كان كان كثيرًا ما يُسأل عن الكاتب المفضل له فيجيب "أنيس منصور".

أنيس منصور وطه حسين


وكذلك كان قريبًا من الناس، فقد عنى دائمًا بأن تُقرأ كتبه، فقدم عددًا كبيرًا من الكتب في مختلف المجالات في الأدب والفنون والفلسفة، وكذلك العديد من الأعمال الدرامية، وبالفعل كانت كتبه من أكثر الكتب مبيعًا وقراءة، ويذكر أن الرئيس محمد أنور السادات، هو من أشار على أنيس منصور بالكتابة عن العقاد، فأصدر كتابًا عنوانه "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، والذي يعتبر واحدًا من أكثر كتب منصور شهرة.

في كتابه "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، يضع أنيس منصور القارئ بمعية أعلام الثقافة المصرية أمثال توفيق العقاد وكامل الشناوي، كما أنها من أكثر الكتب التي تقرب القارئ لعباس العقاد، إذ أوضح منصور تأثير العقاد عليه  فكريًا ونفسيًا، ولطالما تحدث منصور عن العقاد، واختلف معه في بعض النقاط إلا أنه تتلمذ على يديه وامتن له، ويتضمن الكتاب أيضًا جزءا من سيرة أنيس منصور الذاتية، والتي ذكرها في عدة كتب منها "عاشوا في حياتى" و"نحن أولاد الغجر" و"شارع التنهدات" و"كل شيء نسبى".

أنيس منصور مع السادات

كانت لنشأة منصور دور كبير في تفرده على هذا النحو، فقد نشأ في إحدى قرى المنصورة وحفظ القرآن الكريم بكُتّاب القرية كأقرانه في ذلك الوقت، لكنه عايش مكتبة بيته المليئة بالكتب، والتي تحدث عنها في أكثر من مقابلة صحفية، وربما كانت هي البذرة التي أنبتت الكاتب المتحقق أنيس منصور.

التحق بالمدرسة، وكان الأول في الثانوية العامة على مستوي الجمهورية، ومن بعدها درس الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ويمكن اعتبار دراسته للفسلفة التي عشقها محطة فاصلة في حياته، فقد تأثر بها وميزت قصصه بشكل ما، فقد كان حريصًا علي الاهتمام بنزعات البشر وشخصياتهم أكثر من حرصه على الأحداث وكانت نظرته للحياة وخبرته الطويلة في مختلف الثقافات هي المنبع الذي يستقي منه مقالاته اليومية.

أنيس منصور مع سعاد حسني وصالح سليم

خمس لغات تحدث بها منصور أهلته لأن يختلف فكريًا وصحفيًا عن غيره، فقدرته على الاطلاع أصبحت أوسع، وكذلك قدرته على العطاء، ترجم العديد من الأعمال إلى العربية منها مسرحيات وروايات مختلفة، بالإضافة إلى لقاءاته الصحفية مع العديد من الشخصيات العالمية التي أسهمت بقدر كبير في الحياة الثقافية بمصر، والتي تحدث عنها في مقالاته وكتبه.

وطد الراحل سعة إطلاعه تلك بحبه الدائم للسفرالذي لم يمل منه طوال حياته، فقال "إن هذا الاحساس بأنك علي سفر دائم، بأنك ستترك أناسا وتلتقي بأناس بأنك ستفقد أحدًا أو ستكسب أحدًا، هذا الشعور يسكرني"، فزار العديد من البلدان وعايش العديد من الثقافات، ما جعله من أهم كتاب أدب الرحلات، وربما من أكثر هذه الكتب شهرة إن لم تكن الأشهرهو "200 يوم حول العالم"، وغيرها، مثل أنت في اليابان وبلاد أخرى واليمن ذلك المجهول.

أنيس منصور

بدأ أنيس منصور عمله الصحفي في مؤسسة "أخبار اليوم"، ثم التحق بجريدة الأهرام، ومكنته خبرته الواسعة من ترأس تحريرعدد كبير من الصحف والمجلات منها؛ آخر ساعة وأكتوبر والجيل، وهي، وكما رأس إدارة دارالمعارف، وختم مشواره الصحفي الطويل والفريد بعموده الثابت بصحيفة الأهرام "مواقف"، والتي ظل يكتبه حتى وفاته في 21 أكتوبر2011.

في "مواقف" كان يثير أنيس منصور قضايا فكرية، ويحكي نوادر خفيفة عايشها، ويدلي بوجهة نظره في أحداث آنية آنذاك، وكانت أقواله المأثورة حول الزواج والحب والمرأة والرجل هي الأشهر، وقد جمعها فيما بعد في كتاب، ولازال رواد مواقع الفيس بوك يتداولونها حتى الآن.

أنيس منصور

ولعل أكثر ما شغل أنيس منصور طوال حياته، هو أنيس منصور نفسه، ما يحيط به وما يعايشه، سواء الأشخاص أو الأماكن أو الأحداث، ما تأثر به وما أثر فيه فيقول مثلا "من أراد أن ينظر إلي فلينظر إلي بعيني إلى عيني يحاسبني بقولي على قولي ويستخدم موازيني في وزني"، ولعل هذا ما يبرر مقولاته عن النساء التي يراها البعض تحمل نوعًا من الظلم لهن فنظرته ومراده من أقاويله وماوراءها دائما فلسفي ومختلف.

وعلي هذا النحو لم ينجب أنيس منصور، لكنه يقول "مؤلفاتى هم أبنائي، فكل كتاب قطعة منى" فإسهاماته المتنوعة علميًا وسياسيًا وفنيًا وأدبيًا جاوزت الـ 200 كتاب، شكلت وعي شريحة كبيرة من المصريين، وأسهمت بقدر كبير في الثقافة المصرية والعربية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: