علي الرغم من انقضاء عقود عدة علي رحيل الكاتب الصحفي والمؤلف البريطاني الأشهر، جورج أورويل (25 يونيو 1903 - 21 يناير 1950)، الذي كتب اثنتين من أشهر الروايات في القرن العشرين، "مزرعة الحيوانات" و "1984"، إلا أن أعماله ومحفوظاته الشخصية وأفكاره السياسية التي كانت تمثل أيقونة القرن الـ21 والتي حفرت في أذهان التراث الثقافي العالمي علي مر العصور، شقت طريقها اليوم فقط إلي سجل اليونسكو الدولي، لتنضم رسميًا إلي الذاكرة العالمية المرموقة جنبا إلي جنب مع أهم الوثائق في العالم، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
موضوعات مقترحة
ويُعد سجل ذاكرة العالم هو الأرشيف المكافئ لمواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، ويسرد الوثائق التاريخية الفريدة من مذكرات آن فرانك إلى ماجنا كارتا، فيما يسعي جمع وحفظ الوثائق والمواد الأخرى التي تعتبر ذات قيمة عالمية لتوثيقها للإنسانية، فيما صرحت جامعة كوليدج في لندن، والتي تضم دفاتر المخطوطات والمذكرات والرسائل والصور الفوتوجرافية التي تشكل مذكرات أورويل وغيرها من الأوراق الشخصية، إنها خضعت لعملية اختيار تنافسية شديدة للغاية للفوز بمكان في القائمة، ولكن مختارات اليونسكو قد أدركت "الأهمية العالمية والمميزة" لقيمة كتابات أورويل عالميًا.
وأفادت صحيفة الجارديان بأنه من بين المجموعة بعض الكلمات والعبارات الأكثر شهرة من كتب أورويل، بما في ذلك كتاب Two Minutes Hate، و"Newspeak destopian" من رواية 1984. وتنضم كتابات أورويل إلى وثائق أخرى مقرها المملكة المتحدة في السجل العالمي مثل Magna Carta.
ويذكر أنه تم تسليم مجموعة من ملاحظات أورويل إلى كلية لندن الجامعية (UCL) في عام 1960 على قرض دائم من أرملته سونيا نيابة عن صندوق أرخبيل جورج أورويل، ومنذ ذلك الحين استكملتها بالتبرعات والمشتريات. يتضمن الأرشيف أيضًا ملاحظات العمل والأوراق الخاصة بأورويل عندما كان يكتب الطريق إلى رصيف ويجان، عمله الرئيسي في ريبورتاج حول ظروف عمل عمال المناجم في شمال إنجلترا.
وفي هذا الصدد قال ريتشارد بلير، نجل أورويل بالتبني، إن هذه الجائزة المرموقة التي تمنحها اليونسكو لأرشيفات أورويل في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس- ، هي مؤشر واضح على قيمة أعمال والده، وأضاف ريتشارد "لست فخوراً بهذا الإنجاز علي المستوي الشخصي وما يعنيه لي فحسب، بل أيضاً لأولئك الذين بذلوا الكثير من الجهد الشاق لوصول أعمال والدي إلي هذه المكانة وهذا الاعتراف الفريد"، بحسب صحيفة الجارديان.
ونقلت الجارديان عن UCL حين تسليمها أرشيف أورويل إلي اليونسكو مدحها كتابات أورويل بالقول "كان لها تأثير عميق على الفكر الإنساني في جميع أنحاء العالم، وهو تأثير لا يزال قويًا وواضحًا إلي اليوم، فمن النادر العثور على مراجعات جادة تحلل الأحداث الحالية حتى الآن، في الربع الأول من القرن 21، كما نبهت بالحرص علي المخطوطات والأوراق الشخصية؛لأنها الكتابات الوحيدة المتبقية من أورويل، وهي فريدة ولا يمكن الاستغناء عنها. كما أكدت علي أن تاريخ البشرية سيكون بلا شك أكثر فقرا في حال تعرض أي ضرر أو خسارة للمادة.