أطلقت الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، في صعيد مصر، مبادرة لإحياء طريق الحج المصري، الذى يمتد من مدينة قوص، في محافظة قنا، إلى ميناء عيذاب، على شاطىء البحر الأحمر، وتوثيق تاريخ ومعالم الطريق والميناء، كونهما قد لعبا دورا مهما فى تاريخ الحج لمكة وبلاد الحجاز طوال 200 عام.
موضوعات مقترحة
وقال رئيس الجمعية، أيمن أبوزيد، إن طريق الحج المصرى عبر محور قوص - حميثرة - عيذاب ، ومحور طريق العبدين، والطرق التى سلكها حجاج بلدان المغرب العربى، للوصول لمدينة قوص فى صعيد مصر، والانتقال منها إلى ميناء عيذاب، على شاطىء البحر الأحمر، بجانب تاريخ مدينة قوص كمقصد ومكان لتجمع الحجيج ، وما كانت تضمه من فنادق لإقامة الحجاج، خلال تجمعهم للسفر فى جماعات إلى ميناء عيذاب براً ومنها إلى جدة بحرا، هو تاريخ مهم ويجب توثيقه وحفظ تفاصيله، ومعالمه وخطوط سيره التي تبدأ من مصر وحتى بلاد الحجاز والمغرب العربي.
وتوقع أبوزيد البدء فى مشروع توثيق طريق الحج المصرى " قوص - عيذاب " قبيل نهاية العام الجارى 2018.
وبحسب رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية ، فإنه من المعروف أن الطريق إلى مكة لم يتغير ، إلى أن " بُدِىءَ فى تشغيل سكة حديد الحجاز " ، وظل الحجاج يشدون الرحال لقضاء مناسك الحج سيرا على الأقدام طوال قرون.
أما الحجاج الأيسر حالاً، فكانوا يفدون لبلاد الحجاز على ظهور الجمال والحمير، ولم يكن هناك سوى طريقين يؤديان إلى مكة ، هما طريق مصر وطريق دمشق، لكن الطريقين لم يكونا آمنين.
وقالت الباحثة المصرية فى شئون التراث، أميرة عبد الهادى، إن طريق الحج المصري، كان يبدأُ من قوص ، حتى ميناء عيذاب ، وكانت مدينة قوص الواقعة على الضفة الشرقية من نهر النيل، فى جنوب محافظة قنا، بصعيد مصر، ملتقى لحجاج بيت الله الحرام، من بلدان المغرب العربى، وأقاليم مصر، والذين كانوا يلتقون بها، ثم يتحركون منها فى جماعات نحو وادى عيذاب على سواحل البحر الأحمر، ومنه إلى بلاد الحجاز.
وكانت قوص " مدينة حافلة بالأسواق، متسعة المرافق، وتضم الكثير من الفنادق والخانات والبيوت الفاخرة " التى أعدت لاستقبال الوافدين من بلاد المشرق والمغرب، في طريقهم لزيارة البلاد الحجازية، وأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كانوا يستقلون البواخر من عيذاب إلى مدينة جدة السعودية.
أما " عيذاب " وبحسب أميرة عبد الهادى، فكانت من أشهر المراعى الواقعة على البحار، وكانت تأتى إليها سفن بلاد الحبشة واليمن والهند، كما كانت طريق الحجاج لبلاد الحجاز عن طريق قوص.
وكان الحجاج الوافدون إلى عيذاب للسفر منها إلى بلاد الحجاز بحراً، يسلكون مسارين عبر طريق قوص ، الأول كان يعرف باسم طريق العبدين، وكان هو الأقل مسافة، والثاني هو طريق حميثرة - ويقال ايضا حميثرى .
وظل حجاج مصر والمغرب العربى، يتوجهون إلى مكة عبر ميناء عيذاب طوال 200 عام.
وفى عام 677 هجرية، توقف استعمال الحجيج لطريق قوص - عيذاب ، وتحول الحجاج إلى طريق السويس والعقبة، واندثر ميناء عيذاب تماما فى القرن العاشر الهجرى.