فقدت الحركة الفنية المصرية، اليوم السبت 30 يونيو، الموسيقار "ميشيل المصري"، أحد أيقونات الموسيقى في تاريخ الدراما المصرية، الذي غيبه الموت بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 85 عامًا.
موضوعات مقترحة
وقدم الراحل عددًا كبيرًا من روائع الأغاني ومقاطع الموسيقية المصرية، من أبرزها تتر مسلسل "ليالي الحلمية"، الذي يعد من العلامات الصوتية البارزة في الذاكرة الجمعية للمصريين.
ولد ميشيل المصرى، عام 1933م بالعاصمة المصرية القاهرة، وعمل موسيقارا وعازفا للكمان، كما كان من أبرز مؤلفي الموسيقى التصويرية في تاريخ الدراما المصرية، ومن أشهر موزع الموسيقى المعاصرة المصريين.
نشأ في أسرة متوسطة، كان والده تاجرا يهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء، ومع ذلك عارض بشدة دخول ابنه عالم الفن، لكن كانت موهبة ميشيل الكبيرة، وحبه للرسم والموسيقى حاسمة في بداياته، لدرجة أن مواهبه لقيت تشجيعا كبيرا من أساتذته في مراحل الدراسة، وبانتهاء دراسته الثانوية عام 1948م، قام بالالتحاق سرا بمعهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة بالقاهرة، ثم بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية سنة 1949م، حتى استطاع إقناع أهله بموهبته الفنية، وبرغم أنه كان عازفا على آلة الكمان، إلا أن مدير معهد فؤاد الأول وجهه لدراسة آلة الكورنيت النحاسية، وكون "ميشيل المصري" فرقة موسيقية من خمسة وعشرين عازفا، كان لها نشاطها في الحياة الموسيقية المصرية.
وشارك ميشيل المصري عازفا مع كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" في حفلاتها الأخيرة، مصاحبا لها في تسجيلات أغانيها الشهيرة "أغدا ألقاك، ومن أجل عينيك، ويا مسهرني، وليلة حب"، كما يعد من أبرز العازفين في تاريخ الفرقة الماسية.
وقدم ميشيل المصري أكثر من 100 عمل فني، ما بين مقاطع الموسيقى التصويرية وتترات المسلسلات والأغاني والأفلام والأوبريتات الغنائية والمؤلفات الموسيقية.
كانت رحلته مع كوكب الشرق مزدهرة بالنجاحات، رغم أنه عزف معها في حفلاتها الأخيرة، كان "المصري" عازفا مميزا من أبرز أعضاء الفرقة الماسية، يعزف ويقوم بتوزيع موسيقى لعشرات الألحان التي تقدمها، وعزف مع فرقة الرحبانية بمصاحبة جارة القمر (فيروز) فكان عازف الفرقة الأول، كما قام بتوزيع ثلاثية محمد عبدالوهاب "بعمري كله حبيتك، وأنده عليك، وفي يوم وليلة" التي تغنت بهم النجمة الجزائرية (وردة)، كما قدم موسيقى المقدمة لقصيدة (قارئة الفنجان)، من كلمات نزار قباني، وألحان محمد الموجى.
اتجه ميشيل المصرى إلى التوزيع الموسيقي لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب، وبعد ذلك اتجه إلى التأليف الموسيقى في العديد من المجالات، فكتب الموسيقى لخمسة عشر فيلما روائيا مصريا، كما كتب الموسيقى لسبعة وعشرين مسلسلا تليفزيونيا، وتميز أسلوب ميشيل المصرى الموسيقى بجمله البسيطة، وهو ما جعل اسم شهرته في عالم الفن، برجل السهل الممتنع.
أثرت موسيقى ميشيل المصري الدراما المصرية بعشرات الأعمال والمقدمات والتترات، فكانت من أبرز أعماله: تتر مسلسل ليالي الحلمية، في عام 1987م، ومسلسل عائلة الحاج متولي، في عام 2001م، ومن الذي لا يحب فاطمة، في عام 1993م.
كما قدم المقدمات الموسيقية لمسلسلات، حكايه اتنين، 131 أشغال، دموع الفرح، الطوفان، الشك، مشوار، احذروا هذه المرأة، الفنار، وغيرها.
الموسيقار ميشيل المصري الموسيقار ميشيل المصري الموسيقار ميشيل المصري ليالي الحلمية جـ1: تتر البداية