Close ad

بعد مرور أكثر من 250 عاما على ظهورها.. البازل والصور المقطوعة يتسع انتشارها

19-5-2018 | 19:39
بعد مرور أكثر من  عاما على ظهورها البازل والصور المقطوعة يتسع انتشارهاالبازل
الألمانية

يعتبر النمساوي جونتر زيمتسبيرجر مثالاً للصبر، على الأقل عندما يتعلق الأمر بأن يواجه كومة من عشرات الآلاف من قطع البازل للصور المقطوعة، هذا المشهد سيجعل معظم الناس يشعرون بالضيق والإحباط، ولكن ليس زيمتسبيرجر.

موضوعات مقترحة

وقال النمساوي البالغ من العمر (51 عامًا)، وهو يجلس على طاولة غرفة المعيشة، "إن عمل ألغاز يستهويني" وخلفه على الجدار بازل ضخمة وكاملة من الصور المقطوعة تضم "أسود بيضاء وأفيال وزرافات ووحيد قرن وقرود وجاموس وطيور النحام ونباتات مورقة."

وتضم البازل 33600 قطعة ويبلغ عرضها 5.7 أمتار وارتفاعها 1.57 متر، وقال "استغرق الأمر مني 115 يوما"، مضيفا "لقد كان 115 يوما من البهجة".

بعد حادث عمل في عام 2008، تخلى زيمتسبيرجر عن وظيفته كميكانيكي، والآن يزاول عملا موسميا في صالة الرماية في الكرنفالات، هذا بالإضافة إلى الوقت الذي يستثمره في تنظيم مسابقة أيام الأحجيات العالمية، حيث يختبر البارعون مهاراتهم ضد بعضهم البعض.

وعن الحدث السنوي الذي يجتذب أكثر من 700 مشارك، قال زيمتسبيرجر "ما بدأ كشغف وولع أصبح عملاً حقيقياً".

وخلال مسابقة أيام الأحجيات العالمية، يعمل المولعون باحجيات الصور المقطوعة من جميع أنحاء العالم على احجيات من اختيارهم في نفس الوقت، ويقومون بتحميل الصور والتعليقات عبر وسائط التواصل الاجتماعي لإظهار تقدمهم.

وقد اجتذب الحدث الأخير، الذي أقيم في شهري يناير وفبراير، مشاركين من أماكن بعيدة، مثل الأرجنتين والمكسيك والبرازيل وإسبانيا وتركيا وتايوان.

في نهاية مسابقة أيام الأحجيات، يتوج الفائز، وهو الشخص الذي قام بتجميع أكبر عدد من قطع الصور المقطوعة خلال المهرجان، وكانت الفائزة هذا العام هى إيما جونزاليس (52 عامًا) من المكسيك، وفي 59 يوما أكملت المعلمة التي تعمل بدوام جزئي 107 بازلات بـ 111ألفا و 985 قطعة بالضبط.

وقال زيمتسبيرجر"إنه كان من الجيد أنها استخدمت هاتفًا ذكيًا بكاميرا تم تثبيته على الطاولة لتسجيل كل شيء...بهذه الطريقة نعرف أنه لم يساعدها أحد".

وجونزاليس هى نجمة في عالم الأحجية والبازل، وقد أثارت مؤخرا الإعجاب بأدائها في بطولة للاحجيات في تركيا، حيث استغرقت 33 دقيقة فقط و 59 ثانية لإكمال أحجية مكونة من 250 قطعة.

لم تكن جونزاليس تتنافس بشكل رسمي، ولكنها أكملت الأحجية على نحو أسرع من الفائز الفعلي بفارق 11 دقيقة. وقال زيمتسبيرجر: "كان أداؤها في إسطنبول بمثابة ظاهرة".

ودقة العين هى فقط نصف المعركة. وذكر زيمتسبيرجر أن " وجود الكثير من القطع، مع مؤشرات صغيرة للغاية مثل فروق ضئيلة في اللون، أمر يؤدى إلى عدم القدرة على وضع القطع في مكانها الصحيح".

وسوف تضع بعض الشركات العملاقة المصنعة للأحجيات عدة آلاف من القطع التي تنتمي إلى قسم معين من الصورة في نفس الحقيبة، حتى يستطيع الأشخاص التركيز على قسم واحد في كل مرة، إذا رغبوا في ذلك.

ولا يقتصر عمل زيمتسبيرجر على حقيبة واحدة فقط في كل مرة، ولكن يعمل على العديد من الأقسام للأحجية على نحو متزامن. وقال " أريد أن أرى الأحجية تكتمل ككل".

وتعود أحجيات الصور المقطوعة إلى حوالي 250 سنة. ففي عام 1760، قطع حفار نحاس إنجليزي أشكال المقاطعات الـ39 التي تتكون منها إنجلترا من قطعة خشب ماهوجني.

وفي فصل لتدريس الجغرافيا، تم تكليف تلاميذ المدارس بإعادة تجميع كل مقاطعات إنجلترا لتكون قطعة واحدة.

ويبدو أن المبدأ غير قابل للتدمير. وقالت متحدثة باسم رافينسبيرجر، الشركة الرائدة في صنع الألعاب في أوروبا "إن السوق مستقرة". وأصبح لعشاق الأحجيات الآن خيارًا أكثر من ذي قبل، مع توفر الإصدارات ثلاثية الأبعاد والرقمية الآن أيضًا. ووفقا لحساباتها، تقدم شركة رافينسبيرجر أكثر من 600 صورة أحجية.

وعلى الصعيد الدولي، تختلف الأذواق. "فالإيطاليون، على سبيل المثال، يحبون موضوعات الفن، بينما يفضل السويسريون المناظر الطبيعية الجميلة. والفرنسيون يحبون أحجيات عن باريس وبرج إيفل" بحسب مدير الإنتاج سيجليند نواك.

وأكبر أحجية لشركة رافينسبيرجر حاليا هى شكل لديزني مكون من 40 ألف قطعة.

بالنظر إلى الحجم المحدود للجمهور المستهدف لمثل هذا العمل، لا يتم إنتاج الكثير منها.

وقالت المتحدثة كاترين هانجير "حجم المبيعات من ثلاثة أرقام".

والأحجية موجودة في خزانة زيمتسبيرجر، لطرحها في واحد من مشاريعه المقبلة.

وأشار إلى أن عمل الأحجيات قد غير حياته. فعندما كان شابًا، كان مدخنًا بشراهة - حتى اكتشف أنه عندما كان يقوم بعمل الأحجيات فقط، لم يكن يفكر في التدخين.
كانت طريقة بسيطة لكنها فعالة للإقلاع عن التدخين. وأحضر بنفسه أحجية مكونة من 3000 قطعة لجبال الألب الفرنسية. واستغرق الأمر منه شهرا كاملا - وبحلول نهاية ذلك، كان قد تخلص من الاعتماد على النيكوتين.

وليس هناك أي شكل معقد للغاية، وليس هناك امتداد واسع للسماء الزرقاء صعب للغاية بالنسبة لخبير أحجيات. لكن صور الغابات تجعله عصبيا، باعتراف زيمتسبيرجر.

ومع ذلك، فإنه سوف يواجه قريبا مشكلة من نوع مختلف يتعين عليه حلها. وإحدى الأحجيات التي يريد عملها تحتوي على 42000 قطعة ويبلغ عرضها 49ر7 متر - وهى كبيرة للغاية وتفوق مساحة غرفة معيشته. وقال : "ربما أقوم هذا الصيف باستئجار مرآب".

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة