"لاأحد درس خطوط يدي إلا واكتشف حروف اسمك الأربعة .. لاأحد قرأ قصائدى عنك إلا وعرف مصادر لغتي .. لاأحد سافر فى كتبي إلا وصل بالسلامة إلى مرفأ عينيك .. ارفعي يديك عن قلمي .. ارفعى يديك عن كتاباتي .. فليس من المعقول أن أكتب بأصابعك، وأتنفس برئتيك" .. بكلمات نزار تلك بدأ رسالته الأخيرة لها ..
موضوعات مقترحة
أخذت نفسًا عميقًا، وهى تحدث نفسها : " تبًّا لك فقد اخترت القصيدة بعناية شديدة .. تلك القصيدة التى تحكي عن واقع حياتنا بعالمنا العربي .. عندما نحب تكون قصتنا تجسيدًا حيًّا لواقعنا .. أحدنا يجب أن يستعمر الآخر ..!
هى تعتبره أحد ممتلكاتها أو مستعمراتها .. أو هو يعتبرها جاريته من إحدى فتوحاته .. الديمقراطية ماهى إلا حروف تكتب و نسعد برؤيتها ثم نحيا القهر .. قمع سياسي نحوله لقهر عاطفي، نحيا به، ونقتات عليه ..
القهر العاطفى .. سلاح أحد الطرفين دومًا .. يضغط به بشدة، حتى تنكسر حلقات الوصل ..
نظرت لنفسها بالمرآة ... وتساءلت : من تكون هذه ؟!! ملامحي تغيرت .. باتت قاسية كخطوط زمن لا يرحم !! كيف سمحت للدنيا بأن تغتال نفسًا كانت يومًا كنهر صافٍ .. تشع محبة ؟! هل فقدت مشاعرنا البوصلة لطريق المحبة، التي أودعها الله القلوب، منذ بدء الخليقة ؟!
رسالته سحبت خيوط الوصل بشدة كافية لأعيد لنفسي التوازن، ولعقلي الرجاحة، ولكى أعيد كوني لمساره .. لقد تماديت بأنانيتي حتى اختنق مني، وأضعت كل لمسات الود و الرحمة بيننا..
كلماته فتحت نافذة التمرد فى قلب، صار غرفة جوفاء، يتردد بها صدى حزين ..
مضت ساعات، وهى جالسة .. قطعت المسافة بين حاضرها، وذاتها القديمة آلاف المرات، ثم نهضت لتغسل وجهها، و كأنها تزيح قناعًا ثقيلًا أخفى عنها ملامح الحياة ..
أمسكت بهاتفها، و قررت أن تكتب له رسالة اعتذار مستحقة، وأن تبدأ حياة جديدة .